أوقفت السلطات الأمنية، ثلاثة ليبيين اثر تسللهما بطريقة غير شرعية، عبر الحدود التونسية إلى ولاية الطارف وصادرت بحوزتهما أكثر من 25 كلغ من الذهب كانت مخبأة بإحكام في مقر إقامتهما ب"فيلا" تم استئجارها من أحد الخواص في بلدية الشط القريبة من ولاية عنابة. وتحقق مصالح الأمن في قيادة هؤلاء لشبكة دولية لتهريب وترويج الذهب في الأسواق الجزائرية بطريقة غير شرعية، حيث اعترف الموقوفون بجلب سبائك من المعدن النفيس تم إدخالها بطريقة سرية عبر الحدود البرية. وفتحت السلطات شقا آخر من التحقيق بعد ورود معلومات حول تعاون الموقوفين مع شركة أمنية أجنبية تعمل على البحث عن أموال العقيد القذافي الراحل وكنوزه التي يرجح أنها مدفونة قرب مدينة هون بالصحراء الغربية في ليبيا. ومما عزز هذا الطرح حسب المصادر نفسها هو حيازة الليبيين لأسلحة فردية وأجهزة اتصال متطورة. وأفادت مصادر ”البلاد” أن عناصر الشبكة الدولية التي يرجع ارتباطها أيضا بأطراف من تونسوالجزائر، خاصة من فئة تجار الذهب تم اعتقالهم في فيلا مستأجرة ببلدية الشط التابعة لولاية الطارف ولا تبعد عن ولاية عنابة سوى بنحو 20 كلم، حيث اتخذوا من هذه المنطقة المعزولة والبعيدة عن أعين السلطات الأمنية قاعدة خلفية لنشاطهم قبل أن تتم مداهمتهم بناء على معلومات وصلت المصالح المعنية، حيث تم العثور داخل منزلهم على كمية من الذهب معدة للترويج يقدر وزنها ب25 كلغ، إضافة إلى سيارة سياحية مزورة من نوع بيجو وسلاحين فرديين وأجهزة اتصال متطورة. وكشفت المصادر ذاتها أن الليبي الموقوف على صلة بأطراف محلية من كبار الصائغين وتجار الذهب تعمل على ترويج الذهب المهرب، حيث تشتغل المصالح الأمنية على تحديد هويتهم لتوقيفهم وتم توسيع التحقيقات في هذه القضية إلى كامل إقليم الولايات الشرقية بعد ورود معلومات جديدة في الاشتباه بتورط الليبيين في تهريب السلاح نحو الجزائر ”مسدسات آلية” عبر الحدود وبيعها في الأسواق في ”سرية” بطريقة غير قانونية لأطراف أخرى مقابل مبالغ مالية متفاوتة. وتشير معطيات استخباراتية إلى أن الأموال الليبية التي كانت بحوزة العقيد القذافي تثير اهتمام مغامرين غربيين وعرب وشركات أمن وحتى لصوص وإرهابيين يبحثون عن الثروة. ويضاف هذا الملف إلى قائمة الملفات التي تؤرق حكومات المنطقة منذ اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، حيث تتواصل التحقيقات حول شبكات تهريب على علاقة بشركات أمن أجنبية لتحويل قناطير من سبائك الذهب المدفونة في الصحراء إلى دول عربية وإفريقية وأوروبية. (البلاد الجزائرية)