عند أقدام جبال الأطلس وعلى بوّابات الجنوب المغربي، ثمّة مدينة تعددت ألقابها، فعرفت بالمدينة الحمراء، ولؤلؤة الجنوب، وبواّبة الجنوب. إنها مراكش ثالثة كبرى مدن المغرب،التي قال فيها ابن خلكان صاحب « وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان»: مراكش مدينة عظيمة ... فسيحة الأرجاء، صحيحة الهواء، بسيطة الساحة ومستطيلة المساحة، كثيرة المساجد، عظيمة المشاهد، جمعت بين عذوبة الماء، واعتدال الهواء، وطيب التربة، وحسن الثمرة، وسعة الحرث، وعظيم بركته». لا تزال مراكش تعيش في قلب التاريخ، مزنّرة بأسوار تحكي قصّة مدينة أراد مؤسسها يوسف بن تاشفين ثاني ملوك دولة المرابطين أن تكون عربون محبة لزوجته زينب النفزاوية التي قال عنها ابن خلدون إنها كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والكياسة. فلا عجب أن تفيض المدينة جمالاً فطريًا تصقله الطبيعة بعفوية تجعل من يزورها يدخل في متاهة مغربية مضمخة بالعطور والألوان.