مثلت التجربة الاندونيسية في المزاوجة بين الاسلام والديموقراطية محور الجولة الرابعة من الحوار الاندونيسي المصري حول الاسلام ،الدولة والسياسات ...الذي انتظم بمدينة ساربونغ باحواز جاكرتا نهاية الاسبوع المنقضي بتنظيم من معهد السلام والديموقراطية والتي حضره ممثلون عن البرلمان المصري والمجتمع المدني وعن بعض الأحزاب ذات التوجه الديني والعلماني، كما حضرته ولأول مرة تونس ممثلة في عضو المكتب السياسي لحركة النهضة سيد الفرجاني والمدير العام بوزارة الشؤون الخارجية التونسية فيصل قويعة وممثل عن المجتمع المدني عماد تقتق إضافة لسفير تونس بجاكرتا محمد عنتر
ضيفة شرف حضور تونس للملتقى كان بمثابة ضيفة شرف أراد الاندونيسيون دعوتها تشريكا للتونسيين في الحوار وللإنصات لتجربتهم التي يرون فيها مؤشرات النجاح من خلال ما يستقينه من أخبار والدليل على ذلك ما أكده الدكتور حسن فيراجوداه مستشار رئيس الجمهورية الاندونيسي ووزير الخارجية السابق الذي قال لل "الصباح نيوز " أن التونسيين لا يقدرون حجم ما حققوه بانجازهم انتخابات حرة وديموقراطية خلال فترة قياسية وإحقاقا للحق فان نظرة الإجلال للتجربة التونسية لم تقرأ من خطاب الاندونيسيين فحسب بل كانت تستخلص من تدخلات كل المصريين الحاضرين على مختلف مشاربهم السياسية الذين يتابعون باهتمام ما يحدث في تونس ويسعون دوما للاستلهام منه والحث على النسج على منواله من ذلك النائب محمود عامر عن حزب الحرية والعدالة الذي اعتبر ان تونس ملهمة الثورة المصرية قطعت شوطا كبيرا في الانتقال الديموقراطي وهو ما يتفق فيه عبد الرحمان محمد فاخر المدير العام للإعلام بوزارة الخارجية الاندونيسية ( شاهد الفيديو المرفق لهذا ) الذي يرى ان استدعاء التونسيين الغاية منه الوقوف على كيفية تعاطيهم مع الانتقال الديمقراطي والتعلم منهم لأنه يعتبر ان اندونيسيا حتى بعد مرور عقد ونيف من الزمن عن قطعها مع الدكتاتورية لا تزال تتعلم وركز في لقائه مع " الصباح نيوز" على ضرورة ان تأخذ دول الربيع العربي بعين الاعتبار ان الديمقراطية وسيلة وليست غاية كما يعتقد البعض فالغاية على حد تعبيره هي كيفية ضمان حقوق الشعب في مختلف مشارب الحياة ..ونصح التونسيين بإيفاء الجانب الاقتصادي العناية التي يستحقها بأسرع وقت ممكن
الوضع المصري
وبالتوازي مع ما تم تداوله من حديث عن تونس فان الجانب الأعظم من الحوار ضمن الملتقى ركز على الوضع في مصر ..وضع يراه المهندس محمود عامر النائب بالبرلمان المصري عن حزب الحرية والعدالة ذي الانتماء الإسلامي أنه تحت ضغط قوى الردة التي تحاول الجذب للوراء وان الشعب المصري إن لم يستيقظ فستسرق منه ثورته ويعود الفساد والاستبداد ...وتحدث لنا النائب عن ترشح كل من عمر سليمان وأحمد شفيق وعمرو موسى للانتخابات الرئاسية القادمة فقال إن الشعب المصري سبق وحكم على سياسيي العهد البائد بالعزل اذ لم ينجح في دخول البرلمان الا 7 او 8 افراد من مجموع 500 نائب فالشعب على حد تعبيره عندما ثار على نظام مبارك ثار كذلك على نائب الرئيس عمر سليمان وعلى رئيس الوزراء احمد شفيق اما عمر موسى فكان وزيرا في حكومة مبارك لمدة 12 سنة ... في نفس الاطار يرى محمد أمين طلبة مؤسس حركة " سلفية كوستا " أن ثورة ثانية قادمة لا محالة ستأتي على الأخضر واليابس بعد أن دخلت مصر في آخر مرحلة ألا وهي مقاومة النشطاء والضغط على الحريات ...فالوضع في مصر حسب رأيه لن ينفرج الا بعد تسديد فاتورة باهظة الثمن لأن الجيش لا يعي واقع الناس فله مستشفياته ومحلات بقالته ويعتبر الحرية مسألة كمالية واعتقد جازما أن الجيش إذا لم يسارع بتدارك أمره فان الثورة ستكون خلال أسابيع وللإشارة فان حركة "سلفية كوستا " من أطرف بل من أندر الحركات الاجتماعية السياسية لا في مصر بل في العالم ،فهذه الحركة تضم إلى جانب السلفيين عددا من المسيحيين والليبراليين الاشتراكيين وقال عنها مؤسسها أنها تضم أفراد الشعب الأكثر تباغضا وقد أرادها كذلك لأنه أراد أن يجمّع المصريين عبر الأنشطة الاجتماعية والحوارية بعد أن فرّقتهم السلطة من خلال استفتاء لم يكن له لزوم حسب اعتقاده ...وقال عن حركته التي تحمل اسم سلسلة مقاهي عالمية "كوستا " لأنهم كانوا يجتمعون بإحداها أن "سلفية كوستا " تغطي جانبا مهما لم يولى عناية من قبل ألا وهو جانب التعايش السلمي بين مختلف أطياف الشعب المصري الذي كانت تهزه ماكينة مبارك وتقوض استقراره من خلال خلق الفتن كلما تسلّط عليه ضغط
يذكر ان معهد السلام والديمقراطية هو مؤسسة إندونيسية تتبع الدولة أسست بغاية تطوير الديمقراطية وتفعيل الحوار بين الأفراد مختلفي الاديان والاجناس والاعراق والعمل على استتباب السلام في منطقة الباسفيك بالاساس وقد بعثت بالتوازي مع منتدى بالي للديموقراطية الذي يجمع كل سنة كبار الفاعلين السياسيين في العالم