يعود المهاجم زهير الذوادي لتعزيز صفوف النادي الإفريقي غدا ببنزرت بعد غيابه لأسابيع لعقوبة تأديبية من مسؤولي ناديه. وقد حرص نفس المسؤولين على نشر خبر عودة الذوادي في أكبر عدد ممكن من الصحف والمواقع الإلكترونية والإذاعات وكأن اللاعب المعني بالأمر ميسّي زمانه. والأغرب أن الإعلان عن هذه العودة يكاد يمر مرور الكرام وكأنه حدث عادي للاعب استوفى العقوبة أو تعافى من إصابة، بينما الأمر أخطر وأكثر تعقيدا مما يبدو. فعودة اللاعب، في رأينا، تعني أمرا واحدا: الذوادي تهجم على مدربه (مهما كان اسم المدرب وقيمة العمل الذي قام به) وتعاقد مع الإنذارات والإقصاءات والمشاكسات، كما رفض قطعيا تمديد عقده مع النادي رغم كل المحاولات والوساطات بل تعامل مع المسألة بكثير من التعالي واللامبالاة التي وصلت حتى التهكّم على المسؤولين والتهجم على تاريخ النادي وسمعته. واتسم أداء الذوادي في الثلاثة مواسم الأخيرة بالتذبذب وعدم الاستقرار وتعاقد مع الإصابات التي من أبرز أسبابها عدم انضباطه خارج الملاعب وفي حياته الخاصة. وبالتالي، تعني عودة الذوادي إلى المباريات التغافل عن سلوك اللاعب وكل ما فعله تجاه فريقه وجماهيره ومسؤوليه ومدربيه وتعني الدوس على مبادئ الانضباط والأخلاق التي بنيت عليها مدرسة النادي الإفريقي. كما تعني، وهو الأخطر، فسح المجال أمام الذوادي ليزيد في تسلّطه وغروره وفرض شروطه وليواصل شطحاته وخروجه عن الطريق القويم. نستغرب حقا كيف يسمح مسؤولون في النادي الإفريقي، وعلى رأسهم جمال العتروس، للاعب (مهما علا شأنه فما بالك بلاعب لم يقدّم شيئا للفريق) أن يدنّس كرامة النادي وحرمته وسمعته في التراب ثم "يجازى" بالعودة إلى الميادين كأن شيئا لم يحدث. ونتساءل كيف سينظر شبّان النادي وجماهيره والرأي العام الرياضي لمسؤولين سرعان ما تراجعوا عن خيار الانضباط والضرب على أيدي العابثين من أجل مباراة أو بعض مباريات لن تضيف للنادي شيئا.