الخلاف الذي شبّ بين زهير الذوادي والاطار الطبي للنادي الافريقي تطوّر فجأة وأسال الكثير من الحبر، واختار الطرفان نوعا من التصعيد، وكانت وسائل الاعلام وجهة كل طرف و«سلاحه»، ويؤكد الجمهور أن اللاعب هو المخطئ بل هناك من طالب بمعاقبته والحقيقة أن هذا الخلاف رافقه غموض كبير أردنا أن نرفع البعض منه. أصل الحكاية أن الذوادي كان مصابا وأحس ببعض الأوجاع منذ فترة وكان بعض المقربين من المدرب السابق بيار لوشنتر نصحوه بعدم التعويل على الذوادي لأن احتمال الاصابة وارد وبشدّة وهو ما حصل فعلا ولو كان هناك تعاون بين الاطار الطبي والفني لتفادى الذوادي الاصابة في عهد المدرب السابق بيار لوشنتر. وكيل الأعمال على الخط إصابة الذوادي طرحت بشدة في الفترة التي واجه فيها الافريقي شبيبة القبائل الجزائري وادعى البعض أن هذا اللاعب يدعي الاصابة ولا يريد السفر إلى الجزائر لمواجهة الشبيبة وكان وكيل الأعمال رضا الدريدي تدخل في تلك الفترة وأقنع اللاعب بضرورة التحول إلى ألمانيا لزيارة طبيب بيارن مونيخ الألماني ومتابعة لقاء رابطة الأبطال الأوروبية بين البيارن ومانشستر يونايتد الانقليزي واقتنع اللاعب بهذه الفكرة وعرضها على مسؤولي الافريقي خاصة أنها لن تكلفهم أي شيء. هيئة عاجزة كالعادة كان من المفروض أن تسمح الهيئة للاعب بالتحول إلى ألمانيا لأن ذلك سيشعره بالراحة النفسية على الأقل كما سيؤكد أن اللاعب يتمتع بثقة المسؤولين وكذلك بحبهم ورغبتهم في حمايته ولكن هؤلاء رفضوا بشدة وبتشنج فما كان من الذوادي إلا الاتصال بمسؤول آخر وطلب منه أن يرافقه إلى ألمانيا وأعلمه بأنه مستعد أن يتحول مباشرة من ألمانيا إلى الجزائر لو يعلمه طبيب البيارن بسلامته ولكن حضرت المماطلة مرة أخرى وتأثر اللاعب بعديد المعطيات الأخرى. مثل تأخر عودة المويهبي وأكد له البعض أن ذلك حصل بسبب اهمال الافريقي لأبنائه وكذلك حرية تنقل اللاعبين الآخرين والمنتمين إلى الفرق المنافسة مثل الترجي (مايكل والدراجي اللذان يتحولان إلى اي مكان يرغبان فيه) أو النجم الساحلي والأكيد أن مثل هذه الأشياء تؤثر في اللاعب ورغم ذلك رضي الذوادي بالأمر الواقع خاصة أنه بدأ يتخلص من آثار الاصابة شيئا فشيئا. كشوفات ونوايا قبل لقاء الملعب التونسي أثبتت الكشوفات أن الذوادي قد تخلص من آثار الاصابة بصفة نهائية ولكن اللاعب أكد أنه مازال يشعر بألم في نفس المكان وبين الرنين المغنطيسي وآلام اللاعب ضاع دليل الافريقي كالعادة وبما أن هذا الفريق يشتكي من غياب المسؤول «القوي» القادر على حسم الأمر وعلى إلزام الجميع بتسبيق مصلحة النادي على المصلحة الشخصية فإن كل طرف بحث عن حماية نفسه. ولذلك أشار الطبيب إلى بعض المصادر أن الذوادي يتمارض ولم يكن يتصور أن هذه المعلومات ستتسرب إلى وسائل الاعلام وبما أن مسؤولي الافريقي بارعون في نشر غسيل الفريق فقط فإن هذه المعلومات لم تتمكن من التخفي أكثر من 24 ساعة. وتم نشرها وقيل أن الطبيب حذر الاطار الفني من مسرحية يسعى الذوادي إلى لعب بطولتها وأنه سيدعي الاصابة مع أول احتكاك مع أحد المنافسين ويذكر أن اللاعب اتفق مع الاطار الفني ألا يتم الاستنجاد به إلا في ربع الساعة الأخير من اللقاء وذلك بحكم عدم جاهزيته ولكن المدربين (الماجري والرويسي) اللذين أعلمهما الاطار الطبي بالمسرحية طلبا من الذوادي النزول إلى الميدان قبل الوقت المتفق عليه فاستغرب اللاعب وأبدى شيئا من عدم التحمس وهو ما فهمه الجمهور الحاضر بملعب رادس في لقاء الملعب التونسي أنه تمارض ولذلك انهالت الشتائم على اللاعب وأحس بانقلاب مفاجئ بعد أن كان النجم المدلل لجماهير الأحمر والأبيض. إصابة وتسرع بعد المشاركة لمدة بعض الدقائق فقط تمت عرقلة الذوادي وأحس بألم كبير وغادر الميدان بسرعة وبتشنج وهو ما أكد شكوك الجمهور وفي هذه الحالة كان على الاطار الطبي حماية اللاعب وذلك بالتأكيد أنهم في حاجة إلى بعض الوقت لاخضاع اللاعب إلى الكشوفات والتأكد من سلامته ولكن مسؤولي الافريقي رفضوا مرة أخرى أن يتصرفوا بحكمة وساهموا من موقعهم في «فتح الجرح» على الآخر. وأكدت الفحوصات التي خضع لها اللاعب بعد أن قام بالتشخيص لدى طبيين مختلفين يثق بهما مسؤولو الافريقي أن اللاعب يعاني فعلا من مخلفات. وبعد أن تأكد الاطار الطبي أنه تسرع عاد ليؤكد في وسائل الاعلام أن اللاعب مصاب فعلا وأنه لم يدع الاصابة وأنه في حاجة إلى بعض الوقت للتخلص نهائيا منها. عودة إلى النقطة الصفر في النهاية ما يمكن تأكيده أن اللاعب عاد إلى النقطة الصفر وأنه كان بإمكان المسؤولين أن يتجنبوا العنترية المبالغ فيها وكان بإمكانهم أن يسمحوا له بالسفر إلى ألمانيا منذ البداية لأن ذلك كان يسمح لهم بكسب ود اللاعب وهذا أمر عادي وحضرت بذهني مقارنة بسيطة هنا بين موقف هيئة الترجي التي اكتشفت فجأة مثل كل خلق اللّه تحول مايكل اينرامو إلى بلجيكا للاختبار ثم عاد قائدا للفريق وكأن شيئا لم يكن وموقف الذوادي الذي استشار ناديه فإذا به يقترف جرما من حيث لا يدري.