في إطار التحضيرات لاستقبال الجالية التونسية بالخارج عقد اليوم الخميس حسين الجزيري كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج ندوة صحفية في مقرّ وزارة الشؤون الاجتماعية تطرّق خلالها إلى أهمّ الامتيازات التي سيتمتّع بها المهاجرون انطلاقا من هذه الصائفة. وتتنزّل هذه الندوة في إطار تقييم عمل الحكومة لمدّة 100 يوم والتحضير لمرحلة التأسيس. وفي هذا الإطار أبرز الجزيري أهمية الاهتمام بالهجرة باعتبارها مطلبا وطنيا وأنّ المهاجرين هم جزء لايتجزّأ من الوطن. وقال الجزيري أنّ العدد الجملي للمهاجرين بلغ مليون و200الف و 818 مهاجرا خلال سنة 2011 والذي يمثّل "قوّة وطنية مؤثرة" مضيفا أنّ من بين هذه الجالية التونسية 29,8 % هم مزدوجو الجنسية. واعتبر الجزيري أنّ كتابة الدولة للهجرة هي "البنت الشرعية للثورة التونسية" التي ستعمل لفائدة المهاجرين بمنحهم امتيازات خاصة وتخفيضات هامة مع تأطير كامل خلال العودة إلى أرض الوطن.
الامتيازات الديوانية والمالية
وقد أقّرت الحكومة جملة من الإجراءات لفائدة المهاجرين فيما يتعلّق بالامتيازات الديوانية والمالية تتمثّل في ما يلي: - الترفيع في القيمة المالية المرخص فيها عند العودة المؤقتة من 1000د إلى 2000 د - الترفيع في قيمة الأمتعة عند العودة النهائية من 15000د إلى 30000د - الترفيع في سن السيارات السياحية في إطار العودة النهائية من 3 إلى 5 سنوات وذلك بسبب غلاء المعيشة. - تخفيض كلفة تحويلات التونسيين بالخارج من بلد الإقامة إلى تونس بهدف أن يحوّل المهاجر التونسي أمواله بأسهل الطرق وهذا الامتياز هو بصدد المراجعة حيث قال حسين الجزيري أنّه "بصدد النظر مع كمال النابلي محافظ البنك المركزي لحلّ هذا الإشكال" - تفعيل النصوص الخاصة بمرونة التعامل في الصرف - تكثيف الحضور البنكي التونسي بأهم مناطق تواجد الجالية بالخارج بالإضافة إلى أنّ كتابة الدولة للهجرة تبحث عن صيغة تعاون بين البنوك التونسية والأجنبية. ودعا الجزيري المهاجرين إلى "الاستهلاك الوطني" باعتبار أنّ هذه المرحلة في تونس ما بعد الثورة تعتبر لحظة تضامن والمهاجر "عليه أن يستهلك ويشتري المنتج التونسي". ومن جهة أخرى، عبّر الجزيري عن أسفه لما يقوم به عدد كبير من رجال الأعمال الذين يهرّبون المواد المدعّمة إلى ليبيا ممّا تسبّب في غلاء المعيشة داعيا الحكومة للتدخّل السريع لمجابهة هذا الوضع.
التخفيضات وامتيازات العودة
في إطار تيسير العودة الصيفية للتونسيين بالخارج إلى أرض الوطن، أبرز حسين الجزيري أنّ كتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج بالتعاون مع وزارة النقل وقّعت اتّفاقا يتضمّن إقرار تعريفات جديدة منخفضة لفائدة الجالية التونسيّة مع كلّ من الشركة التونسيّة للملاحة التي أقرّت تخفيضات تتراوح بين 190 أورو و400 أورو وشركة الخطوط التونسيّة مبيّنا أنّ للحصول على هذه الامتيازات يجب الحجز قبل 31 ماي الجاري. وتراوحت التخفيضات التي اقترحتها الخطوط التونسية بين 15 % و 25 % بالنسبة لعديد الدول الأوروبية، كما مدّدت الشركة في تسعيرة الأطفال من 12 سنة إلى 18 سنة وتسعيرة الشباب من 21 سنة إلى 26 سنة. كما حيّا الجزيري هذه الشركة التي كلّفها برنامج التخفيض في التذاكر قرابة 43 ألف دينار. وأفاد الجزيري أنّ عدد المهاجرين الذين قدموا إلى تونس خلال الثلاثي الأوّل من هذه السنة قد سجّل ارتفاعا بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. كما اقترح الجزيري خلال هذه الندوة الصحفية أن يتمّ وضع خط جوي بين تونسوكندا لتخفيض تكاليف العودة بالنسبة للمهاجرين في كندا. وأكّد الجزيري أنّه تقدّم بطلب لوزير السياحة وتمّ الاتفاق على تخفيض أسعار الإقامات في النزل. وفي هذا الإطار، قالت كريمة سويد عضو بالمجلس الوطني التأسيسي ممثلة عن قائمة فرنسا 2 أنّه يجب إعطاء قيمة للمهاجرين باعتبارهم تونسيين مؤكّدة أنّ هناك بعض النزل التي ترفض قبول مواطنينا بالخارج بتعلّة أن النزل محجوز للأجانب".
استقبال المهاجرين والبرنامج الصيفي
من ناحية أخرى، أكّد محمد الماي مرشّح عن الحزب الجمهوري في دائرة فرنسا الثانية، عضو بالمجلس الوطني التأسيسسي ضرورة أن يقع استقبال المهاجرين "بطريقة حسنة" مبرزا أنّ "استقبالهم في السابق بالورود لم يكن موجودا إلاّ في التلفزة". كما عبّر الماي عن أمله بأن تصبح كتابة الهجرة وزارة للهجرة. ومن جهته، أعلن الجزيري عن وضع برنامج ثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة خاص بالمهاجرين حيث سيقع تنظيم حفل في مهرجان قرطاج الدولي وأخر في المركز الثقافي الدولي بالحمامات. كما قال الجزيري أنّه سيتمّ وضع برنامج صيفي لفائدة 1000 مهاجر يتمثّل في تنظيم مصيف لفائدة 750 طفل وملتقى صيفيا لفائدة 100 طالب بالإضافة إلى وضع برنامج ترفيهي لفائدة 150 مسنا.
وأضاف الجزيري أنّه ستنظّم 3 دورات تكوينية بستة أيام متتالية في اللغة العربية لفائدة أبناء المهجر ابتداء من يوم 02 جويلية القادم بكافة ولايات الجمهورية وبالتنسيق مع وزارة التربية.