اعتبر الطيّب البكّوش الأمين العام لنداء تونس ان عناصر فشل الحوار الوطني اليوم أكثر من فرص نجاحه وذلك في حوار مع القناة الوطنية الأولى. وأضاف : "لن نسمح لأي كان بأن يحمّلنا مسؤوليّة هذا الفشل". وأكّد البكوش ان البرنامج الاقتصادي والاجتماعي لنداء تونس جاهز وهو نتاج عمل أكثر من 200 خبير تونسي، قائلا : "نحن جاهزون لتحمّل مسؤوليّة الحكم وتسيير شؤون البلاد في أي وقت"...فما المقصود باي وقت وما تعليق الاحزاب عن هذا التصريح .."الصباح نيوز" سالت كل من النهضة والتكتل وحزب العمال فكانت اجاباتهم فيما يلي : زياد العذاري (النهضة) : لسنا متوجهين إلى تعويض أحزاب الترويكا بأحزاب خارجة عن الانتخابات قال زياد العذاري الناطق الرسمي باسم حركة النهضة لل"الصباح نيوز" ان الحديث عن الفشل من قبل بعض القيادات دليل على وجود أطراف غير مقتنعة بالحوار الوطني، مضيفا : "هناك فرق بين أن يخرج قيادي ويتحدث عن إحساسه بوجود عقبات في الحوار الوطني وبين أن يخرج قيادي ويتحدث عن فشل الحوار". وفي هذا السياق، بيّن العذاري أنّ حركة النهضة واعية منذ انطلاق الحوار الوطني بأن المسار ستعترضه عواقب وصعوبات لا تزيد الحركة إلاّ إصرارا على مواصلة الحوار ودعم الرباعي الراعي للحوار بهدف تقريب المواقف وتذليل الصعوبات، وقال : "نعتبر أنه لا بديل عن الحوار باعتباره قدر التونسيين وليس خيارا" كما أشار إلى أنّ حركة النهضة تواصل مشاوراتها مع الأحزاب المشاركة في الحوار والرباعي لإنجاح الحوار على أرضية صلبة في أقرب الأوقات وضمن توافقات حول المسارات الثلاث أي التأسيسي والحكومي والانتخابي بهدف ضمان نجاح الجلسة القادمة للحوار الوطني والتي يجب أن تكون مشجعة على التقدم بكل جدية في المسار الحواري. ومن جهة أخرى، اعتبر العذاري ان حركة النهضة قدمت التنازلات والتضحيات الضرورية من أجل الوصول إلى توافقات تسمح باستئناف الحوار، مضيفا : "لهذا أعلنا عن إلغاء التعديلات المدخلة على النظام الداخلي للمجلس التأسيسي وحتى لا نترك أي ذريعة لأي طرف لتعطيل المسار الحواري". أمّا في ما يهم تمسك حركة النهضة بترشيح أحمد المستيري، فأكّد العذاري ان الحركة منفتحة في الحوار حول شخصية رئيس الحكومة القادمة ولا تريد أن تفرض أي مرشح، وصرح : "عبرنا عن موقفنا من أحمد المستيري ولكن نبقى منفتحين على بقية المقترحات". وفي هذا الإطار، وحول ما جاء في تصريح البكوش عن مدى جاهزية نداء تونس لتولي الحكم، فقال : "الشعب التونسي تحرر من كل وصاية ونحن ندفع بأن تتوجه البلاد نحو الانتخابات وأن يختار الشعب ممثليه لقيادة المرحلة القادمة...ومن سيحظى بثقة الشعب فهنيئا له...أما اليوم فإننا نتوجه نحو الاتفاق على حكومة توافق وطني وفق خارطة طريق الرباعي..ولسنا متجهين إلى تعويض أحزاب الترويكا بأحزاب أخرى خارجة عن الإطار الانتخابي ولم يختارها الشعب...ومن يعتبر نفسه جاهزا للحكم فعليه أن يتقدم للمشاركة في الانتخابات القادمة والشعب سيحكم حينها له أو عليه". محمد بنور (التكتل) : الانتخابات هي الكفيلة بمنح شرعية لحزب حتى يتولى الحكم ومن جهته، اعتبر محمد بنور الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات أنه كان بإمكان نداء تونس أن يكون حاسما في إنجاح الحوار الوطني عبر قبوله ترشيح أحمد المستيري لرئاسة الحكومة، خاصة ,انه شخصية صعبة المراس وليس له أي وازع شخصي أو حزبي وسيكون محاطا بفريق حكومي من الكفاءات، بالإضافة إلى كونه أصبح يحتل المراتب الأولى في سبر الأراء. كما بين بنور أنّ حزب التكتل ساند ترشيح المستيري لما يتميز به من خصال، خاصة وأنه لم يكن متوقعا أن تتخلى حركة النهضة على مقاليد الحكم وتعلن حكومتها تعهدها بالاستقالة. وقال بنور انه لا يمكن أن يكون هناك حل مثالي وأن السياسة تتطلب المرونة والتضحية، مستغربا من تشبث بعض الأطراف المشاركة في الحوار الوطني بمواقفها. أمّا عن استعداد نداء تونس لتولي الحكم في أي وقت، حسب ما أعلنه الطيب البكوش، فبين محمد بنور انّ كلّ حزب يمكن أن يقول ذلك ولكن يجب أن تمنحه الانتخابات شرعية لتولي الحكم. هذا واعتبر أنّ أفضل حكومة في الوقت الحالي هي حكومة كفاءات طالما انتظرها الشعب التونسي. عبد المؤمن بلعانس (حزب العمال) : نداء تونس لا يطرح الوصول إلى الحكم اليوم وبالنسبة لأحد قيادي الأحزاب المنضوية تحت جبهة الإنقاذ الوطني، فقد أفاد "الصباح نيوز" عبد المؤمن بلعانس نائب الأمين العام لحزب العمال أنّ إعلان البكوش عن توفر عناصر فشل الحوار الوطني اليوم أكثر من فرص نجاحه هو موقف جبهة الإنقاذ الوطني ككل. وأوضح أنّ الحوار متجه نحو الفشل وحظوظ نجاحه ضئيلة. وحمل بلعانس مسؤولية فشل الحوار لكل من حركة النهضة والتكتل، مضيفا : "النهضة مازالت متشبثة بنظرتها القديمة وإصرارها على عدم الفشل...كما أنها متمسكة بمنظومة 23 أكتوبر وليست مستعدة للخروج التلقائي من الحكم إلا عبر إيجادها لإدارة طيعة بيدها تكون ضامنا لها للرجوع إلى الحكم بعد الانتخابات أو عبر ضغوطات داخلية وخارجية عليها حتى تنصاع لتطبيق خارطة الطريق". وفي سياق متصل، اعتبر بلعانس أنّ "تراجع" النهضة عن التعديلات المدخلة على النظام الداخلي للتأسيسي كان مقابل اشتراطها على نواب المعارضة المنسحبين بالعودة إلى المجلس والتعهد بعدم الانسحاب مرة أخرى، وقال : "النهضة ليست مقتنعة بذلك التراجع وانما تمارس في سياسة الهروب إلى الأمام بذلك التصرف " أمّا عن مرشح الجبهة الشعبية لرئاسة الحكومة القادمة، فأكّد بلعانس تمسك الجبهة بترشيح مختار الطريفي وخاصة شوقي الطبيب، مضيفا : "لو كان هناك توافقا واسعا حول شخصية أخرى فإن الجبهة لن تعطل المسار...ولكننا نعتبر أن الأسلم للمرحلة القادمة هو أن يتولى الطبيب رئاسة الحكومة". وعودة إلى ما صرح به الطيب البكوش عن استعداد نداء تونس لتولي الحكم، فقال عبد المؤمن بلعانس : "نداء تونس لا يطرح الوصول إلى الحكم اليوم...وإنما لاحقا في إطار انتخابات قادمة...كما أن نداء تونس متمسك بحكومة كفاءات وطنية...ونحن لنا ثقة في توجه نداء تونس"