تضمن تقرير مخابراتي فرنسي صنف سريا الى حدود 21 جوان 2013 رصدا لتحركات الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد قبل يومين من تاريخ اغتياله يوم 5 ديسمبر .1952 وتمثل الوثيقة المؤرخة في 3 ديسمبر 1952 والتي أمد بها نور الدين حشاد نجل الزعيم الراحل وكالة تونس افريقيا للانباء بطاقة ارشادات تضمنت وصفا دقيقا لمحل اقامة فرحات حشاد مشيرة الى أنها فيلا مطلية باللون الاصفر وملاصقة للمقهى العتيق ببئر الطراز كما تضمنت وصفا للطريق المودية اليها انطلاقا من محطة القطار برادس. وأوضح التقرير الموجه انذاك الى الدوائر الفرنسية العليا أن الزعيم حشاد يقيم في احدى الفيلات المتلاصقة الكائنة ببئر الطراز وهو حي محاذ للمقبرة الاوروبية يقطنه تونسيون وان هذا المسكن محروس بشكل جيد . وتعود ملكية الفيلات وفق الوثيقة ذاتها الى تاجر بالعاصمة يدعى المناعي وتقع في نهج ضيق على يمين الطريق المودية الى منطقة سان جرمان بالزهراء على بعد حوالي 15 مترا من البئر المعروفة ببئر الطراز. ويذكر التقرير أن فرحات حشاد يتسوغ الفيلا الثانية باتجاه الهضبة والمجاورة لمحل حدادة مضيفا أنه يبدو أن حشاد كان يبحث عن مكان منزو يقطنه تونسيون بما يجعل اكتشاف أي خص يحمل ملامح أوروبية أمرا سهلا وفق ما جاء في الوثيقة. وأفاد التقرير كذلك بأن الزعيم الراحل قليل الظهور بمنطقة رادس ولا يعود الى محل سكناه الا ليلا في وقت متأخر ويقضي الليل أحيانا بنهج الملاحة بالعاصمة بمحل تاجر يدعى مقدم وهو محل تمت به عملية التصويت على اللائحة الخاصة بالاستقلال خلال شهر أوت 1952 . وأضاف أن فرحات حشاد يملك سيارة سوداء اللون تحمل رقم 9772 تونس 8 لكنه غالبا ما يستعير سيارة البودالي أو البورصالي . وكان نور الدين حشاد أكد في تصريح حصري لوات الخميس المنقضي أن الدولة الفرنسية هي التي اغتالت الزعيم حشاد مشيرا الى أن ما كان يسمى بعصابة اليد الحمراء التي وقع تحميلها طيلة أكثر من 60 سنة مسؤولية اغتيال الزعيم النقابي التونسي كانت مجرد اسم استعمل للتغطية على مسؤولي الدولة الفرنسية الذينأمروا بالاغتيال وعلى المنفذين الحقيقيين المنتمين لجهاز المخابرات العسكرية الفرنسية حسب قوله. وأكد أن الوثيقة التي أمد بها وات وبقية الوثائق التي تسلمها من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند خلال زيارته لتونس يومي 4 و5 جويلية الماضي وتلك التي حصل عليها بوسائله الخاصة حسب قوله سيتم نشرها على الموقع الرسمي لمؤسسة فرحات حشاد المزمع الاعلان عن بعثها رسميا يوم 5 ديسمبر الجاري بمناسبة الذكرى 61 لاغتيال الزعيم حشاد. وللتذكير تنطلق فعاليات احياء هذه الذكرى يوم الاربعاء 4 ديسمبر 2013 وفق بلاغ لاتحاد الشغل وسيتم بالمناسبة وضع حجر الاساس لمتحف فرحات حشاد للحركة النقابية الى جانب تنظيم المسيرة الاعتيادية التي تنطلق من بطحاء محمد علي في اتجاه الضريح مثلما صرح به الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل سامي الطاهري يوم الاحد لوات .