ردّ اليوم السبت عصام الشابي الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري على الأطراف التي اتهمت الحزب باتخاذ مواقف تهدف لإرضاء حركة النهضة. وقال في تصريح لل"الصباح نيوز" ان الجمهوري دخل الحوار الوطني تحدوه عزيمة صادقة لإنجاحه وهو يعلم جيدا أن التوافق لا يمكن أن يكون إلا بين طرفين ألا وهما الترويكا من جهة والمعارضة ممثلة في جبهة الإنقاذ الوطني من جهة أخرى. وبين أن الجمهوري بحث عن توافق حقيقي وغير منقوص خلال مراحل الحوار الوطني وساند كل المقترحات التي تمّ تقديمها دون أن يتعصّب لمرشح بعينه، مضيفا : "الجمهوري واجه سيلا من التحامل عليه وعلى مواقفه ولكنه تحمل ذلك ليقينه بأن مصلحة البلاد تقتضي الوقوف في الوسط وتشكيل حكومة تحظى بدعم كل الفرقاء السياسيين وكذلك الرباعي الراعي للحوار الوطني حتى تتمكن من مواجهة التحديات الكبيرة وتنجح في تنفيذ برنامج إصلاحي يقود البلاد إلى انتخابات حرة ونزيهة في أقرب الآجال...ولكن ذلك لم يكن يعني كما روّج له البعض البحث عن إرضاء حركة النهضة أو القبول بأي مرشح لها والدليل على ذلك أننا كنا أوّل من اعترض على طريقة تعيين مهدي جمعة لتشكيل حكومة قادمة باعتباره وزيرا في الحكومة الحالية ولأنه لم يكن يحظى بتوافق الجميع حول شخصه". واعتبر عصام الشابي أنّ الحكومة القادمة ولدت في انقسام سياسي شبيه بالانقسام الذي ساد في مختلف مراحل الفترة الماضية، واوضح أن الجمهوري لم يكن باستطاعته تزكية جمعة لتلك الأسباب. وفي هذا السياق، أكّد الشابي أن الحزب الجمهوري لن يمنح الثقة لحكومة جمعة بل انه سيعمل على مراقبة تكوينها ومدى التزامها بتنفيذ برنامج الإنقاذ الوطني والمتمثل أساسا في عودة استتباب الأمن وحل ما يعرف برابطات حماية الثورة وتحييد الإدارة ووضع حدّ لتدهور الأوضاع الاقتصادية وتهيئة المناخ لقيام انتخابات حرة ونزيهة. وأشار إلى أن الجمهوري سيدعم أو ينقد حكومة مهدي جمعة القادمة بقدر التزامها أو ابتعادها عن تنفيذ برنامج الإنقاذ الوطني، وأضاف : "وبالتالي نرى أننا غير معنيين بمسار الحوار الوطني ولن نتعاطى في تفاصيل تشكيل هذه الحكومة ...ولكننا سنعمل في المقابل ومن خلال نوابنا التسع على بناء التوافقات وتسريع نسق كتابة الدستور والمصادقة على القانون الانتخابي وتكوين هيئة مستقلة للانتخابات حتى نساهم في اختصار المرحلة الانتقالية إلى أقصى حد...كما أن المسار التأسيسي مكانه الأصلي المجلس الوطني التأسيسي لا غيره" أمّا في ما يتعلق بعلاقة الجمهوري بالرباعي الراعي للحوار الوطني بعد اتخاذ هذا الموقف، أكّد الشابي أنّ عدم مشاركة الجمهوري في الحوار الوطني لا يعني قطع التعامل مع الرباعي، مثمنا دور الأخير في جمع الفرقاء السياسيين. وبالنسبة لعدم مشاركة الحزب الجمهوري في اجتماعي جبهة الإنقاذ الوطني المنعقدين أمس واليوم السبت، أوضح الشابي : "جبهة الإنقاذ انعقدت أمس دون توجيه دعوة لنا وهو ما جعلنا نعتذر عن الحضور اليوم...وهذا تكرر للمرة الثانية...ونحن لا نفهم كيف تنعقد جبهة الإنقاذ دون مشاركة كل مكوناتها...وهذا نعتبره مسا من وحدة عمل المعارضة وضربا لأصول العمل المؤسساتي". كما بين أن الحزب الجمهوري طلب توضيحا حول ما حدث وتصحيحا لكل ما شاب علاقات الجمهوري مع بعض مكونات جبهة الإنقاذ الوطني والتي رفض الإفصاح عنها من أخطاء وهزات. وأفادنا أنّه سينعقد يوم غد الأحد اجتماع بين وفد من الحزب الجمهوري وآخر ممثل عن جبهة الإنقاذ لوضع "النقاط على الحروف"، معبرا عن أمله في ان يكون هذا اللقاء "إيجابي وأخوي". وفي ختام حديثه معنا، قال الشابي : "على الأطراف التي اختارت مهدي جمعة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة وأن تترك للرجل مهمة تشكيل فريقه الحكومي وأن لا تخضع هذه الحكومة للمحاصصات غير المباشرة بين الأطراف السياسية".