هاجم مسلحون مجهولون ليل الاربعاء الخميس مقري قناتي "ليبيا لكل الأحرار" و"ليبيا أولا" إضافة إلى مقر كتيبة "شهداء السابع عشر من فبراير" مخلفين خسائر مادية جسيمة، على ما أفادت مصادر أمنية وإعلامية وكالة فرانس برس. وقال محمود شمام رئيس مجلس إدارة قناة "ليبيا لكل الأحرار" التي تبث من العاصمة القطرية الدوحة إن "مقر قناته في مدينة بنغازي شرق ليبيا تعرض ليل الأربعاء الخميس إلى هجوم مسلح من قبل مجهولين". وقالت الإعلامية العاملة في القناة خديجة العمامي إن "المسلحين المجهولين ألقوا قنبلة مولوتوف على مقر القناة في بنغازي وأضرموا النيران في سيارة البث الخاصة بالقناة إضافة إلى إطلاقهم لوابل من الرصاص باتجاه المقر". والعمامي تعرضت العام الماضي لمحاولة اغتيال بعد أن أقدم مسلحون مجهولون بإطلاق الرصاص عليها قبل أن تختبئ خلف إحدى السيارات الرابضة بجانبها وتنجو بنفسها. وأكد محمود شمام وهو أول وزير للإعلام بعد ثورة 17 فيفري 2011 أن "العمل الإجرامي ضد القناة عمل جبان ويقع في إطار الاستهداف المستمر لمدينة الثورة". وبعدما اوضح أن ايا من العاملين لم يصب بأذى، أشار شمام إلى أن "محاولة إيقاف صوت الثورة تقع في إطار حملة قوى الشر على الإعلام الحر". إلى ذلك أعلن مسؤولون في قناة "ليبيا أولا" والتي تبث من العاصمة المصرية القاهرة إن "مقر القناة السابق في مدينة بنغازي تعرض هو الآخر للهجوم والتخريب من قبل مجموعات مسلحة". والثلاثاء اختطف الصحفي محمد الصريط مدير مكتب قناة "العاصمة" التي تبث من العاصمة الليبية طرابلس لمدة ساعات من قبل مجهولين في مدينة بنغازي. وتعد هذه القنوات الثلاث أكثر ليبرالية من غيرها وتواجه عادة انتقادات لاذعة حيال نهجها في البرامج والأخبار من قبل شريحة واسعة من أنصار التيار الإسلامي. وبعد الثورة انطلقت العشرات من القنوات التلفزيونية الإخبارية والمنوعة وتعد هذه القنوات الثلاثة ضمن أكثر القنوات مشاهدة لدى مختلف الأوساط. وفي هذا الصدد استنكر المجلس المحلي لمدينة بنغازي "الأفعال الغوغائية غير المسؤولة التي تستهدف الاعلام الحر والذي هو أحدى ثمرات ثورتنا المجيدة". وقال في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه إن "آخر تلك التعديات ما ذكرته قناتي ليبيا لكل الأحرار و ليبيا أولاً مساء الأربعاء بمدينة بنغازي واستهدافهما". من جهة أخرى، أعلن مسؤول في كتيبة "السابع عشر من فبراير" أن "مقر الكتيبة في بنغازي تعرض إلى رماية كثيفة بالأسلحة وانفجار حقيبة متفجرة وضعت على جدار المعسكر ما تسبب في إصابات طفيفة بين الأفراد". وأضاف المصدر أنه "عقب الحادثة انتشر أفراد الكتيبة في محيط المنطقة وأجروا تمشيطا واسعا للبحث عن الجناة لكنهم عثروا على حقيبة متفجرات أسفل جسر طريق طرابلس وقاموا بإبطال مفعولها". وظهر الأربعاء أسفر انفجار عبوة ناسفة ألقيت في مدرسة خاصة في مدينة بنغازي عن جرح 12 طفلا من تلاميذ المدرسة بينهم اثنين في حالة خطرة وفقا لما أفادت مصادر أمنية وطبية وكالة فرانس برس. وبعد أكثر من عامين على سقوط معمر القذافي في أكتوبر 2011، لا تزال الفوضى تسود ليبيا، في ظل عدم قدرة السلطات في البلد على بسط سيطرتها وخلق جيش وشرطة قادرين على إقرار الأمن. وازداد هذا الحراك خلال هاذين اليومين في إطار انقسامات بين صفوف الشعب حيال بقاء المؤتمر الوطني العام أعلى سلطة تشريعية في البلاد (البرلمان المؤقت) بعد انتهاء مدته الدستورية في 7 فيفري 2014 أو تمديد مدة حكمه حتى ديسمبر من العام ذاته. مع اقتراب السابع من فيفري الذي كان يفترض أن يكون آخر يوم من حياة البرلمان، يثير قرار المؤتمر العام الوطني تمديد ولايته توترات في ليبيا ونداءات للتظاهر ما ينذر باضطرابات في خضم مرحلة انتقالية فوضوية. (أ ف ب)