دقّ عدد من الدول الغربية والخليجية ناقوس الخطر، خوفاً من عودة "الجهاديين" من سوريا. آخر المصابين برهاب "جهاديي سوريا" الاستخبارات البريطانية وسياسيون كويتيون. وميدانياً، استمرت المصالحات في عدد من مناطق ريف دمشق، تزامناً مع استكمال معركة يبرود في القلمون. فيوماً بعد آخر، تزداد خشية الدول المصدرة للمقاتلين في صفوف المعارضة السورية من عودة أبنائها مشبّعين بفكر تنظيم القاعدة إليها. خلال الأسابيع الماضية، تكررّت التحذيرات التي باتت تشمل عدداً كبيراً من الدول، عربية وغربية وشرق آسيوية. من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أندونيسيا، مروراً بأكبر مصدّر للانتحاريين في سوريا-المملكة العربية السعودية-. التحذيرات من عودة "المجاهدين من سوريا" حطّت رحالها في بريطانياوالكويت. الاستخبارات البريطانية حذّرت من تكرار هجمات 2005 الإرهابية في لندن بعد عودة المقاتلين من سوريا، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميرور". وقالت الصحيفة إن الاستخبارات البريطانية تشير الى أن 250 مقاتلاً عادوا إلى بريطانيا، بينهم 50 خبيراً في صنع المتفجرات. وفيما أعلن التيار السلفي في الأردن، مقتل 25 من قيادييه البارزين في سوريا بينهم شيشانيون وعرب، حذّر النائب الكويتي صالح عاشور من أنّ ما لا يقلّ عن عشرين ألف مقاتل خليجي وعربي اتّخذوا القرار بالانتقال إلى الكويت، مشيراً إلى أن "التحولات الميدانية في الساحة السورية بدأت تتغير سريعاً مع الضغط على غير السوريين للخروج من الصراع الدائر هناك". وحذر عاشور الحكومة من أيّ تهاون في تحمّل المسؤولية، داعياً إياها إلى "مواجهة الأمر بكلِّ حزم"، ومحذراً من "أنّ أيّ تساهل أمني في مواجهة هذا الموضوع قد يتسبب بكارثة داخلية للبلد". وفي سياق متصل، أعلن الداعية الكويتي شافي العجمي في حديث إلى صحيفة "الرأي" الكويتية "أنّ القلق من مخططات جهنمية لتنفيذ داعش عمليات انتحارية لم يكن مقتصراً على الكويت، بل يشمل دول الخليج". وقال العجمي إن "تنظيم داعش لا علاقةَ له بالجهاد". ميدانياً، أعلن المرصد السوري المعارض أن الجيش السوري "ضيّق الخناق" أمس على مدينة يبرود، أكبر مدن منطقة القلمون (ريف دمشق الشمالي) التي لا تزال بأيدي المسلحين المعارضين، بعد أسبوع على بدء العملية العسكرية في المنطقة. وتركّزت المواجهات الضارية بين الجيش والمسلحين المعارضين في محيط رأس المعرة والسحل، ما يضيّق الخناق أكثر فأكثر على المسلحين. وأدّت المعارك هناك الى مقتل أكثر من 10 مسلّحين نعتهم صفحات التنسيقيات التابعة للقلمون، بينهم قائد كتيبة المهام الخاصة في "لواء تحرير الشام" مثقال حمامة. وليل أمس، نعت التنسيقيات أحد قادة غرفة العمليات المشتركة في يبرود، المدعو حسين عبد العزيز، والملقب ب"أبو علي اليبرودي". في المقابل، أنجزت المصالحة في بلدة ببيلا في ريف دمشقالجنوبي، بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين من أبناء البلدة، بعد نجاح المصالحة في عدد من القرى والبلدات المحيطة بالعاصمة. ورفع العلم السوري أمس على مبنى بلدية ببيلا الواقعة على بعد نحو 10 كلم جنوب العاصمة.(الأخبار اللبنانية)