تدفق المتظاهرون الأوكرانيون على ميدان الاستقلال بوسط كييف يوم الأربعاء استعدادا لمواجهة الشرطة من جديد بعد أدمى يوم منذ نالت الجمهورية السوفياتية السابقة استقلالها. وبعد ساعات من الاشتباكات اقتحمت الشرطة ميدان الاستقلال مركز الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أشهر على الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وبحلول الساعة الثامنة صباحا (07.00 بتوقيت تونس) يوم الأربعاء سيطرت الشرطة على حوالي ثلث الميدان. وكان الميدان اشبه بساحة قتال إذ تصاعد الدخان الأسود وألسنة اللهب من مبنى نقابي يستخدم كمقر للمناهضين للحكومة. وقالت وزارة الصحة إن عدد قتلى احداث العنف التي شهدتها العاصمة ارتفع إلى 25 شخصا بينهم تسعة من الشرطة. وقالت الشرطة وممثلون للمعارضة إن عددا من الأشخاص قتلوا بطلقات نارية واصيب المئات والعشرات منهم في حالة خطيرة. وكانت الشرطة تحتمي بحاجز من الدروع وهي تدمر خيام المحتجين وملصقات مناهضة للحكومة على الجانب الشرقي من الميدان. لكن المتظاهرين تدفقوا على الميدان من الاتجاه الآخر واستعدوا لمواجهة الشرطة لليوم الثاني على التوالي. وفي الميدان استخدم بعض المحتجين المعاول لتكسير الحجارة لاستخدامها ضد الشرطة. وقال متظاهر اسمه فولوديمير (44 عاما) "يمكنهم القدوم بالآلاف لكن لن نستسلم. ببساطة لا يوجد امامنا مكان اخر لنذهب اليه. سنبقى حتى النصر وسنتمسك بالميدان حتى النهاية." وقال اخر يدعى فيتالي (36 عاما) "سنبقى حتى النصر. نريد لأبنائنا أن ينشأوا في بلد طبيعي به قوانين متحضرة لا قوانين مستعمرة سجناء." وطالبت الحكومات الغربية التي ينتابها القلق بضبط النفس والحوار. وقال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصل بيانوكوفيتش لحثه على سحب القوات وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وقال زعيما المعارضة فيتالي كليتشكو وارسيني ياتسينيوك أنهما انسحبا من محادثات مع الرئيس يانوكوفيتش دون التوصل إلى أي اتفاق بشأن كيفية إنهاء العنف. وقال كليتشكو بعد المحادثات التي استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل "على الحكومة أن تسحب قواتها فورا وأن تضع نهاية للصراع الدموي لأن الناس يموتون. قلت هذا ليانوكوفيتش. كيف نعقد محادثات بينما تراق الدماء؟" ودعا يانوكوفيتش زعماء المعارضة يوم الاربعاء على النأي بأنفسهم عن المتشددين محذرا من انهم إن لم يفعلوا ذلك فانه سيتحدث معهم "بطريقة مختلفة". وقال سيرهي أربوزوف رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت يوم الأربعاء إن الاحتجاجات التي تطورت إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة يوم الثلاثاء كانت محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة. وتابع في اجتماع حكومي أذاعه التلفزيون "لم تكن هذه مظاهرة من أجل الديمقراطية... كانت عبثا بعقول الناس ومحاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة." وقالت روسيا إن التصعيد "نتيجة مباشرة لتواطؤ الساسة الغربيين والمؤسسات الأوروبية التي غضت الطرف عن التصرفات العدوانية للقوى المتشددة." ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إلى ضبط النفس. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان "انه قلق للغاية إزاء تقارير اليوم عن تجدد العنف وسقوط قتلى." وحثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قيادة أوكرانيا على "معالجة الأسباب الجذرية للأزمة". وفي حين يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصر في معركته للتأثير على أوكرانيا الآن فان المتظاهرين لن ينصرفوا في هدوء.(رويترز)