نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول كبير بحكومة منطقة الرقم التي صوتت للانضمام إلى روسيا قوله إن الإقليم سيستخدم الروبل الروسي كعملة رسمية ويوقف التعامل بالهريفنيا الأوكرانية من أفريل. وكانت سلطات القرم قالت في وقت سابق إن الهريفنيا ستظل عملة رسمية حتى عام 2016. ونقلت وكالة الأنباء التي تديرها الدولة عن رستم تيمور جالييف نائب رئيس وزراء القرم قوله "للأسف أجد لزاما علي أن أقول إن تداول الروبل بالتوازي مع الهريفنيا لن ينجح. سنتحول إلى الروبل." يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان نتيجة الاستفتاء في جمهورية القرم بالانضمام الى روسيا، والذي وقع عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يعترف رسمياً بشبه الجزيرة كدولة مستقلة، ذات سيادة تتمتع فيها مدينة سيباستوبول بمكانة خاصة". واعتبر المراقبون ان هذا التوقيع يفتح الافق لعهد جديد يشوبه القلق في القرم من جهة، وفي روسيا من جهة ثانية، لا سيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما توقيعه على أمر تنفيذي جديد يقضي بتوسيع نطاق العقوبات تشمل فرض عقوبات على مسؤولين روس يعملون في قطاع الأسلحة في روسيا وكذلك على الافراد الذين يوفرون الدعم للمسؤولين في الحكومة الروسية. مؤكداً أن "الولاياتالمتحدة على استعداد لفرض مزيد من العقوبات في حال استمرار روسيا في انتهاك سيادة أوكرانيا". في السياسة الدولية، عُدّ الامر بمثابة انتصار سياسي لبوتين بعد الضربة الموجعة التي تلقاها النفوذ الروسي اثر خلع الرئيس فيكتور يوشينكو عن حكم كييف. ويرى مراقبون ان بوتين "نجح بالانتقام لانتزاع كييف من دائرة النفوذ الروسي في شكل يمتص الغضب الروسي لكنه لا يغفر او يستسلم نهائياً لفكرة انضمام اوكرانيا الى المحور الغربي". الا ان جميع المعطيات تشير الى ان الامور لن تكون سهلة لروسيا التي تستعد لمواجهة الاسوأ بالنسبة لاقتصادها بعد إعلان الاتحاد الاوروبي في بروكسل تشديد العقوبات الاقتصادية على عدد كبير من الروس، والتهديد بإلغاء عدد من الصفقات التجارية الكبيرة التي كانت بين الطرفين. إلاً أن القرار النهائي يعود الى روسيا حيث سيصوّت البرلمان دون شك في نهاية الاسبوع على قانون يجيز ضمّ القرم الى أراضي الاتحاد. وفي انتظار ذلك، على القرم تكريس وضعها الجديد كدولة جديدة مستقلة. وأعلن رئيس وزراء القرم الموالي لروسيا سيرغي أكسيونوف ان هذا "الكيان الجديد قادر على الاستمرار اقتصادياً بمساعدة من موسكو". وسيتعيّن ايضا تسوية المسألة الشائكة للقواعد العسكرية الاوكرانية في القرم والتي تضم الاف الجنود واسرهم والذين لا يزالون محاصرين منذ اواخر شباط من قبل جنود روس ومسلحين موالين لروسيا. يذكر ان جمهورية القرم، هي جمهورية ذات حكم ذاتي ضمن أوكرانيا، وتضم الجزء الاكبر من شبه جزيرة القرم. ولها حدود بحرية مع اقليم كراسنودار الروسي من الجانب الشرقي. وأقر مجلس القرم الاعلى ومجلس مدينة سيفاستوبل يوم 11 مارس الجاري، وثيقة إعلان استقلال الجمهورية، وفقا لاستفتاء شعبي، وتم الامر أمس، الاحد، على مستقبل شبه الجزيرة بعد محاولة فاشلة في مجلس الأمن لوصف العملية ب"اللاقانونية"، أسقطها الفيتو الروسي، وجاءت النتيجة 93 في المائة مع الانضمام مجدداً إلى روسيا بمشاركة 70 في المائة من المقترعين. وتبلغ مساحة الجمهورية 26 ألف و81 كيلومتر مربع. تضم جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي 14 منطقة ادارية و16 مدينة (11 منها ذات اهمية اقتصادية وصناعية) و56 بلدة و950 قرية. الصباح نيوز (وكالات)