قال وزير الدفاع الأوكراني إيهور تينيوخ السبت إن روسيا دفعت "في الآونة الأخيرة" بستة آلاف جندي إضافي إلى أوكرانيا وإن الجيش الأوكراني في حالة تأهب في منطقة القرم، فيما انتشر عشرات المسلحين يرتدون زياً بدون علامة تسمح بتحديد هويتهم في سيمفروبول، فيما حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا من التدخل العسكري في أوكرانيا بعدما اتهم زعماء البلاد الجدد موسكو بنشر قوات في منطقة القرم. وقال اوباما للصحفيين في واشنطن "نشعر الآن بقلق عميق من تقارير التحركات العسكرية التي يقوم بها الاتحاد الروسي داخل أوكرانيا.. الولاياتالمتحدة ستقف مع المجتمع الدولي في تأكيد انه ستكون هناك تكلفة لاي تدخل عسكري في أوكرانيا." وأضاف أن اي خرق لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا سيسبب اضطرابا شديدا. يأتي ذلك فيما دعا رئيس حكومة منطقة القرم الأوكرانية الذي عين مؤخراً السبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المساعدة لإعادة "السلام والهدوء" إلى شبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود، في أوج مواجهة مع السلطات في كييف. وقال سيرغي اكسيونوف، في خطاب نقلته وسائل الاعلام المحلية وبثه التلفزيون الروسي كاملاً "نظراً لمسؤوليتي عن حياة وأمن المواطنين، أطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة على ضمان السلام والهدوء على ارض القرم". وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك السبت، أن بلاده لن تنجر إلى صراع عسكري جراء ما اعتبره "استفزازات" روسية في منطقة القرم، وناشد موسكو وقف التحركات العسكرية هناك. وصرح ياتسينيوك قبل اجتماع الحكومة في العاصمة الأوكرانية كييف، بأنه "من غير المقبول أن تصل مركبات عسكرية روسية مدرعة إلى وسط البلدات الأوكرانية." وأكد أن اوكرانيا رفضت الرد "بالقوة" على "الاستفزاز" الروسي بنشر عسكريين روس على اراضي جمهورية القرم التي تتمتع بحكم ذاتي. وقال ياتسينيوك إن "وجود العسكريين الروس غير المناسب في القرم يشكل استفزازاً"، ولكن "المحاولات لدفع اوكرانيا على الرد بالقوة فشلت". وبالتزامن مع ذلك، ذكرت "فرانس برس" أن عشرات الملثمين المسلحين برشاشات الكلاشنيكوف ويرتدون الزي العسكري ولكن بدون علامة تسمح بتحديد هويتهم اتخذوا مواقع في محيط برلمان القرم في سيمفروبول. ونصب رشاشان في موقع يمكّن من الدفاع على مبنى البرلمان. وكانت مجموعة كومندوس موالية للروس سيطرت الخميس على البرلمان لكنها لم تكن مرئية في الخارج. وتندد كييف ب"اجتياح مسلح روسي" في شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية في جنوب البلاد، والتي تواجه توترات انفصالية وتضم الاسطول الروسي في البحر الاسود. واتهمت الحكومة الأوكرانية موسكو بنشر قوات في القرم حيث لروسيا قاعدة بحرية إلاّ أن روسيا قالت إنها لم تنتهك اتفاقاً مع أوكرانيا يشمل قواتها الموجودة هناك. وكان الكرملين أعلن في وقت سابق أن روسيا لن تتجاهل طلب المساعدة الذي وجهه رئيس وزراء القرم، المنطقة الاوكرانية الموالية لروسيا، الى الرئيس فلاديمير بوتين. وقال مسؤول في الادارة الرئاسية الروسية لوكالة الانباء ريا نوفوستي إن "روسيا لن تتجاهل هذا الطلب". وكان رئيس الوزراء الجديد في القرم سيرغي اكسونوف دعا في وقت سابق بوتين الى المساعدة على اعادة "السلام والهدوء" الى شبه الجزيرة. أرسلت أوكرانيا اليوم عريضة احتجاج إلى روسيا بسبب اختراق مجالها الجوي وتعبئة قوات ومدرعات من جانب الأسطول الروسي للبحر الأسود في شبه جزيرة القرم. وذكرت العريضة أن شرطة الحدود الأوكرانية لاحظت اليوم اختراق عشرة مروحيات قتالية الحدود باتجاه احد مطارات القرم التي تشهد توترات بين الغالبية الموالية لروسيا وسلطات كييف. وكان الجانب الروسي قد طلب تصريح لعبور ثلاثة مروحيات فقط الحدود بين البلدين. وذكرت وسائل الاعلام المحلية أن مسيرة الطائرات التي تمثل انتهاكا للاتفاق الثنائي حول وضع القاعدة الجوية الروسية في ميناء سيباستوبول الاوكراني في ماي عام 1997 سجلت في شريط مصور. بينما نددت أوكرانيا بمغادرة عشر مدرعات من الاسطول الروسي في البحر الأسود أماكنها للتوجه إلى عاصمة القرم سيمفيروبول. وكانت روسيا قد سلمت أوكرانيا اليوم بيانا حول تعبئة العربات المصفحة لاسطول البحر الاسود والذي لديه قاعدة في سيباستوبول بفضل معاهدة ثنائية ستنتهي عام 2042. يأتي ذلك فيما قال مسؤول أمريكي كبير إن الرئيس باراك أوباما والزعماء الاوروبيين سيبحثون عدم حضور قمة مجموعة الثماني التي تعتزم روسيا عقدها في سوتشي هذا الصيف إذا تدخلت روسيا عسكرياً في أوكرانيا. وقال المسؤول الذي تحدث شرط عدم نشر اسمه إن الولاياتالمتحدة تتشاور مع شركائها الاوروبيين بشأن التكاليف المحتملة التي قد تفرض على روسيا مقابل أي تدخل في أوكرانيا. وصرح مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز أن واشنطن رأت مؤشرات على تحرك قوات روسية من منطقة القرم الاوكرانية وإليها امس الجمعة ولكن أعدادها والهدف من هذه التحركات غير واضح. وأضاف المسؤول إن الرد الأمريكي قد يتضمن وقف زيادة حجم العلاقات التجارية الذي تسعى موسكو إليه. الصباح نيوز (وكالات)