وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستفتاء الذي أجري في شبه جزيرة القرم للانضمام إلى روسيا ب"المقنع"، مؤكدا "لقد استجبنا للتأييد الشعبي لضم القرم إلى روسيا". ودعا البرلمان الروسي للنظر في مشروع ضم جمهورية القرم "اعتمادا على إرادة الشعب"، في وقت أمضى فيه بوتين اتفاقية مع الممثلين لشبه جزيرة القرم على ضم القرم لروسيا وتنتظر المصادقة من مجلس النواب الروسي لتدخل حيز التنفيذ. يأتي ذلك في وقت أضاف فيه بوتين في كلمة له أمام مجلس الدوما والاتحاد الروسي حول انضمام شبه جزيرة القرم إلى بلاده، أن موسكو لن تسمح بتكرار سيناريو "الشتاء العربي" في أوكرانيا. وحذر الرئيس الروسي من الفشل والإحباط الذي أصاب الدول العربية التي أطلقت على ثوراتها ثورة الربيع العربي، وأصبح شتاءً عربيا وتم استغلال الشعوب باسم الديكتاتورية، مؤكدًا أنه لن يتم السماح بتكرار ذلك في أوكرانيا. وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى انه "لقد صوت أكثر من 96 بالمائة من سكان جزيرة القرم للانضمام إلى روسيا"، مؤكدا ان "الاستفتاء تم بموجب القانون الدولي والمبادىء الديمقراطية"، وقال: "كل شيء في القرم له صلة بروسيا ونتائج الاستفتاء مقنعة للغاية". ولفت إلى ان "التاريخ المشترك بين القرم وروسيا ووحدة المصير هو الذي يفسر تصويت السكان لصالح الانضمام إلى روسيا"، مشددا على اننا "نحترم جميع القوميات المقيمة في القرم، وسيتم اتخاذ الاجراءات والقرارات اللازمة لاعادة الحقوق لأهل القرم". وأكد بوتين ان "القرم كانت وستكون جزءا لا يتجزأ من روسيا"، معتبرا ان "خطوة ضم القرم لأوكرانيا خرقت الأحكام الدستورية السوفياتية ولم تتم بعد استشارة أهالي القرم". مضيفا أن قرار ضم القرم إلى أوكرانيا في عام 1954 كان انتهاكا للدستور، موضحًا أن بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، روسيا كانت في حالة صعبة للغاية واضطرت لقبول وضع القرم. ورأى بوتين ان "ما حدث في أوكرانيا هو انقلاب على السلطة الشرعية، ومن وقف وراء التمرد استخدم الارهاب والاجرام تجاه المواطنين الروس"، مشيرا إلى ان "هناك قوى متطرفة تتحكم في الأوضاع بأوكرانيا تبنت قوانين عنصرية كقانون اللغات الذي يهمش الأقليات". وشدد على انه "لا وجود لسلطة تنفيذية في أوكرانيا والنازيون يسيطرون على القرم". وقال: "حتى لا نكون خونة وافقنا على انضمام القرم إلى روسيا ونحن لن نستطيع ان نتجاهل طلب القرم بالانضمام إلى روسيا"، موضحا اننا "لم نقم بأي تجاوزات قانونية تجاه أوكرانيا وعززنا قواتنا في القرم حسب الضوابط المعمول بها". وأوضح ان "جمهورية القرم مارست حقها في تقرير مصيرها تماما كما استخدمته أوكرانيا للانفصال عن روسيا". وأضاف أنه "سيتم اعتماد اللغات الروسية والأوكرانية والتترية في القرم". وتابع "حتى لا نكون خونة وافقنا على انضمام القرم إلى روسيا". وقال بوتين إن استعداد موسكو لترسيم الحدود مع أوكرانيا كان مرهونا بعلاقات حسن الجوار مؤكدًا أن السلطات في أوكرانيا لم تكن تهتم بوضع مواطنيها . وأشار بوتين، إلى أن الغرب يتصرف بشكل تعسفي ويقرر مصير الشعوب ويمرر قرارات بالقوة عبر مجلس الأمن. واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة اليوم الثلاثاء بأن "حكم السلاح" هو الذي يوجه سياستها الخارجية وليس القانون الدولي. وقال "يفضل شركاؤنا الغربيون وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة ألا يملي القانون الدولي سياساتهم العملية وإنما يمليها حكم السلاح."وأضاف "يعتقدون أنهم يتمتعون بمكانة استثنائية ويشعرون أنهم المختارون وبامكانهم تقرير مصائر العالم وأنهم فقط من هم على حق." وتابع الغربيون "تجاوزوا الخط الأحمر" في الأزمة الأوكرانية. وقال لا نريد أن نزور يوما عاصمة القرم ونجد فيها جنود من حلف الأطلسي". كما تطرق أيضا إلى أن هناك قوى تهدد بإثارة الاضطرابات الداخلية في بلاده. وأكد أن بلاده لن تمضي إلى أي مواجهة مع أي قوى غربية "بل تسعى لبناء علاقاتها" لكنه قال إن 93 في المائة من سكان روسيا يطالبون موسكو بحماية مصالحها، مؤكدا أنها ستقوم بذلك حتى إذا كلف ذلك صداما مع قوى خارجية. وأضاف أن 82 % من سكان القرم صوتوا في استفتاء انضمام القرم لروسيا، وأن 96 % منهم، صوتوا لصالح الانضمام لروسيا، وقال : "لكي ندرك كيف تم الاختيار على روسيا، يجب أن نعرف تاريخ القرم، وأهمية القرم وأهمية القرم بالنسبة لروسيا." واعتبر الرئيس الروسي، أن القرم بالنسبة للروس أمجاد، وهناك آثار للجيش الروسي، وهي تشبه روسيا العظمى ولم ينقرض في القرم أي شعب من شعوب روسيا حيث أنهم يتعايشون مع كثير من الجنسيات. وأكد بوتين، أن في وعي الجميع كانت القرم جزء لا يتجزأ من روسيا، وكان يتناقل بين الأجيال وكان عاملا قاهرا للزمن ولكل التطورات المأساوية التي عاشتها بلادنا والقرم في القرن العشرين.