قالت صحيفة البلاد الجزائرية أن العملية التي نفذها الجيش في تبسة نهاية الأسبوع الماضي والتي مكنت من القضاء على سبعة إرهابيين، أخذت أبعادا أكبر من كونها مجرد عملية لمكافحة الإرهاب بعد أن بدأت التحقيقات حول هوية الإرهابيين تكشف أنهم من الرؤوس الكبيرة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي سبق أن حاولت تنفيذ عمليات نوعية لضرب استقرار البلاد أهمها محاولة اغتيال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في باتنة نهاية 2007. ويتعلق الامر بالمدعو "دبار عبد الكامل " المكنى أبو جعفر عضو مجلس الأعيان للجماعات الإرهابية والعلبة السوداء للنواة الصلبة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لاسيما بعد عثور عناصر الجيش الوطني عن مخططات لعمليات إرهابية كانت ستنفذها الجماعة تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. ونقلا عن موقع "الحدث الجزائري" اعتبر مصدر رفيع المستوى من الجيش عملية تبسة التي مكّنت قوات الجيش من القضاء على 7 إرهابيين واحدة من أهم العمليات العسكرية التي نفذتها وحدات الجيش الشعبي الوطني، ليس من حيث العدد ولكن من حيث هوية الإرهابيين وموقعهم في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. حيث تم التعرف على هوية أحد الإرهابيين وهو "دبار عبد الكامل" المدعو "أبو جعفر" الذي تم القضاء عليه في 14 مارس الجاري. ويعتبر أبو جعفر مثلما يكشف المصدر العسكري، العمود الفقري للجماعات الإرهابية في الشرق الجزائري، فهو عضو مجلس الأعيان والمنسق بين المناطق وهو من مدبري هجمات استهدفت عدة ولايات في السنوات الأخيرة منها عنابة وڤالمة وتبسة، حيث يمتد نشاطه إلى 10 ولايات شرقية. ويعتبر أبو جعفر في نظر مصالح الأمن العلبة السوداء للنواة الصلبة لتنظيم القاعدة بحكم المناصب التي تقلدها منذ التحاقه بالتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سنة 1996، ويملك أبو جعفر علاقات قوية بأمراء التنظيم الإرهابي في كل المناطق، حيث كان الذراع الأيمن لعبد المالك درودكال في الشرق الجزائري وعول عليه في التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية بإقليمه وتسهيل عمليات مرور المؤن والأسلحة للجماعات الإرهابية في باقي المناطق. والأهم من ذلك، يضيف المصدر العسكري للموقع، أن أبا جعفر هو الرأس المدبر للعملية التي استهدفت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفيلقة بولاية باتنة في سبتمبر 2007 باعتبار أنه كان أحد أهم أعضاء "كتيبة الموت" التي حاولت تنفيذ العملية رفقة كل من المكنى أبو خالد وشقيقه أبو رواحة. ونظير عملياته الإجرامية النوعية، كافأ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبا جعفر بتوليته منصبا أعلى في هرم الإمارة، حيث عيّن مكلّفا بالاتصالات بمنطقة الشرق الجزائري ليصبح في وقت قياسي المنسق رقم واحد لولايات الشرق، وهو المنصب الذي تولاه خلفا للإرهابي شرفاوي محمد المكنى "أبو مسعود" الذي قضت عليه مصالح الأمن في ديسمبر 2007 بولاية عنابة. وتفيد المعلومات المتوفرة بأن القضاء على أبي جعفر يمثل ضربة قوية للتنظيم، خاصة أن مخططات ومعلومات مهمة عثر عليها الجيش بحوزته، وكان هو من أعدّها في سرية كانت عبارة عن مخططات لعمليات إرهابية تستهدف الجزائر تزامنا مع قرب موعد الانتخابات التشريعية (البلاد الجزائرية)