فيما ركزت الكثير من دول العالم على الانتقال السياسي في تونس في أعقاب الربيع العربي قبل ثلاث سنوات قال رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة اليوم ان زيارته الى واشنطن موجهة بالاساس نحو الاقتصاد. وشارك جمعة في حلقة نقاشية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية حول موضوع (مسار تونس إلى الأمام) حيث أكد أن تونس لا تسعى لتصدير طريقة عملها في المجال السياسي لكنها تركز على الصادرات التجارية. وأعرب عن شكره لإدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لدعمها السابق لتونس مضيفا أنه هنا "للبحث عن مزيد من الدعم من الحكومة الأمريكية" وعلى وجه التحديد "مزيد من التعاون الاقتصادي". وذكر انه يدفع لابرام اتفاقية للتجارة الحرة بين تونسوالولاياتالمتحدة فضلا عن زيادة التبادل التجاري مع أوروبا موضحا أن أجندته لتونس تشمل المزيد من الاستثمار الخاص ودورا أقل للدولة في الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وبعد أن ألقى كلمة رد جمعة على عدد من الأسئلة حيث أشار الى أنه كان يشغل منصب وزير الصناعة السابق وله "خلفية تجارية" لكنه قال انه لا ينوي الإدلاء ب"إعلانات كبيرة" كما ينتظر في واشنطن وكذلك في زياراته لمنطقة الخليج التي خصصها للترويج للاستثمار في تونس. ويجري جمعة خلال زيارته التي تستمر يومين إلى واشنطن لقاء ثنائيا مع الرئيس الامريكي باراك أوباما في البيت الأبيض كما يجتمع أيضا مع نائب وزير الخارجية وليام بيرنز. في هذا السياق ذكرت الخارجية الامريكية في بيان أن "هذه الاجتماعات تتيح فرصة لمناقشة التزام قادة تونس بتعزيز الديمقراطية وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تواصل دعم التحول التاريخي في تونس". واضافت أن القادة سيناقشون مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك المساعدات الاقتصادية والسياسية والأمنية الأمريكية لدعم برنامج رئيس الوزراء الاصلاحي والاستقرار في تونس. كما سيجتمع جمعة مع كبار أعضاء الكونغرس فضلا عن مسؤولين من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فيما يترأس بيرنز غدا الوفد الأمريكي مقابل وفد تونسي يترأسه وزير الخارجية منجي حمدي في أول دورة للحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدةوتونس . وأوضح بيان الخارجية الامريكية ان هذا اللقاء "سيتيح الفرصة للولايات المتحدةوتونس لتعزيز مصالحنا المشتركة والصداقة القوية بين بلدينا". على الصعيد السياسي قال رئيس الحكومة جمعة ان التونسيين فخورون جدا بالدستور الذي تم التصويت عليه واعتماده مشيرا الى أنه شكل "حكومة غير سياسية" جديدة تمثل جميع الأحزاب السياسية التونسية و"قد أنشئت أساسا للتحضير للانتخابات". وأكد انه يجب أن تكون الانتخابات التونسية "نزيهة وشفافة" وهو أمر مهم بالنسبة لتونس والمنطقة مضيفا أن الشعب التونسي تجنب ورفض العنف ووجد طريقه عبر الحوار لاسيما وأن بلاده لديها تاريخ من المجتمع المدني بما في ذلك النقابات العمالية ومنظمات حقوق الإنسان التي ساعدت تونس خلال المرحلة الانتقالية. وشدد على أن تونس "تفتح ابوابها للمستثمرين" غير أنه أقر بأن بلاده تواجه عجزا كبيرا في الميزانية وضغوطا لزيادة الرواتب. وأشار الى أن حكومته تسعى لإصلاح نظام التعويضات والنظام المصرفي ودفع الإنتاجية مؤكدا أن الهدف الرئيسي للحكومة هو استعادة السلطة السياسية للدولة دون انهيار أي من مؤسسات الدولة وتحفيز الناس على العمل بجدية أكبر. وأوضح ان تونس تحتاج للنجاح والتعاون مع شركائها وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة. وفي رده على سؤال عن الدروس التي قد تتعلمها منطقة الشرق الأوسط من الخبرة التونسية تحدث جمعة عن رغبة الشعوب في "مزيد من الحرية وحياة أفضل" مؤكدا أن السبيل الوحيد لحل القضايا السياسية هو الحوار. (وكالة الأنباء الكويتية)