الملفات السرية للاستخبارات البريطانية إبان الحرب العالمية الأولى أصبحت في متناول الجميع على الإنترنت، ما جعل أكثر المتفائلين يؤكدون على ضرورة التفكّر وتعلم الدروس فيما يؤكد المتشائمون "لقد اقتربت الحرب العالمية الثالثة". فهل يجب إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى أم الاحتفال بها؟ المغردون في العالم يناقشون هذا الموضوع بحدة على المواقع الاجتماعية لكن العرب بدوا أكثر اهتماما بالموضوع. تكشف الوثائق السرية للمخابرات البريطانية "MI5" عن ملفات لكبار الشخصيات السياسية كالقادة الفاشيين والشيوعيين، والقادة الروس أمثال: ليون تروتسكي وفلاديمير لينين. وهناك أيضا تقارير خاصة ترصد أنشطة مؤسسات حزبية وسياسية، فضلا عن ملفات الجواسيس؛ منهم الكاتب البريطاني آرثر رانسوم، والهولندية ماتا هاري التي أعدمت بتهمة التجسس لصالح الألمان. وقال خبير السجلات في الأرشيف الوطني إن الوثائق "تظهر دور الأجهزة الأمنية في حماية البلاد خلال الحرب". وأضاف "والآن بعد أن نشرنا تلك الملفات على الإنترنت في إطار برنامج مئوية الحرب العالمية الأولى، يمكن للناس في جميع أنحاء العالم أن يكتشفوا بأنفسهم التاريخ السري لتلك الحرب". ولاقت الوثائق المنشورة اهتمام البريطانيين والعالم أيضا حيث تساءلوا عن مغزى الحرب مرددين "يجب أن نتعلم من أخطائنا حتى لا نعيد تجربة أجدادنا المريرة في أيامنا". ويقول مغردون عرب "نعيش المأساة اليوم أيضا لكن لوحدنا، تنتشر اليوم الفظاعات وصور القتلى والحروب أصبحت عادية لدى الكثيرين.. حرب عالمية ثالثة بالوكالة"، فلا فرق بين حرب "أيام زمان" والحروب الدائرة حاليا. بينما أكد البعض أنه لم يفت الأوان بعد، لا تزال هناك فرصة للتدبّر ولإصلاح أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى نوقف المأساة. وقبل 100 عام بدأت الحرب العالمية الأولى ثم الحرب العالمية الثانية، وقُتل فيهما عشرات الملايين ودُمرت دول وأُبيدت مدن، عرف الغرب بعدها معنى الوحدة، فيما زاد تشرذم العرب الذين لم يتعلموا الدروس رغم قسوتها، فسكان المغرب العربي دفعوا إلى الحرب حينها لأجل مجد فرنسا، وراهن الإنكليز على ولاء العرب بالمال بينما راهن الأتراك على ولاء العرب بالدين... وفي كل الأحوال كان العرب "كبش الفداء" ولا يزالون (للأسف). من جانبهم يؤكد مغردون بريطانيون "سيكون من الخطأ مرور هذه الذكرى المئوية من خلال إحياء ذكرى فظاعة ما حدث دون محاولة أن نعلم الجيل الجديد بأسباب حدوثها". دمار وخراب في البلاد العربية ويقول أحدهم "الأشخاص يتفقون على الشروع في الحروب لأنهم يعتقدون بأنها ستكون قصيرة. إنه أمر خطير للغاية، السياسيون يعتقدون أنهم يمتلكون قدرة السيطرة على الحروب، لكن الأمر ليس كذلك". وشارك في الحرب العالمية الأولى أكثر من 70 مليون شخص من 40 دولة، التي امتدت حتى العام 1918 وكانت حصيلتها أكثر من تسعة ملايين قتيل. وعلق أحدهم "من المهم تذكير الناس بما حدث لذلك الجيل والتأكيد على أن الحرب أمر فظيع". وأثنت مغردة أخرى على قيمة الوثائق مؤكدة عبر تغريدة على تويتر "اكتشفت أن أحد أعمام عمومتي قتل قبل يوم واحد من انتهاء الحرب". وأضافت "كان أمرا مدهشا حقا، فمعرفة هذه المعلومات التاريخية هام دون شك غير أن اكتشاف معلومات حول فرد من عائلتي كان مثيرا فعلا". وفي أوروبا صدرت بالمناسبة كتب كثيرة تتناول هذه الحرب الرهيبة، وفي فرنسا وحدها تخطت الكتب الصادرة الخمسمئة. ورغم كثرة الكتب والمؤلفات والتحليلات يقول نشطاء "لا حاجة لنا بها فالحقيقة تظهر أكثر من أي وقت مضى "إنّ نُذُر الحرب العالمية الثالثة بدت في الأفق وطرفاها هما الولاياتالمتحدة من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى". ويحلل بعضهم "الوضع في العالم على ضوء الصراع الروسي الأمريكي يذكر بالأوضاع التي سبقت الحرب العالمية الأولى". ويضيف مغرد "الغرب يعاني من أزمة اقتصادية ومعنوية بسبب حروبه الأخيرة وهو نفس المناخ الذي أعقب الحرب العالمية الأولى.. كساد جعله يبتعد عن الأزمات". وشارك في الحرب 70 مليون شخص وكانت حصيلتها 9 ملايين قتيل ويقول معلق "في 1914، تنامت إلى مستوى غير مسبوق النعرات العرقية والإيديولوجيات القومية (الصرب والألمان والبوسنة) وفي 2014، يعيش العالم على وقع تنامي النعرات القومية والطائفية أيضا". ويرجح بعضهم أن تبدأ الحرب العالمية الثالثة من أوكرانيا. وفي السيناريو المتوقع ستتدخل روسيا في أوكرانيا عسكريا، وبعد التحذيرات سيتأزم الوضع ويوجه حلف الناتو ضربة عسكرية إلى موسكو.. شرارة الحرب الثالثة". ويشرح بعضهم "الحرب العالمية القادمة ستكون شديدة القسوة سيخرج منها منتصر واحد". وفي سيناريو يائس يقول مغرد "قد تباد الإنسانية جمعاء بأسلحة صنعها الإنسان، كمية الأسلحة النووية الموجودة تكفي لسحق الكرة الأرضية". ويبدو بعضهم متفائلا "غير ممكن، لا تقارنوا.. لن تندلع الحرب، فقط علينا النظر بعيدا وتصور الإبادة، الثمن الذي ستدفعه الإنسانية باهظ، وقد يصل إلى حدّ إبادة الحضارة". فكان رد بعضهم "ما هو غير ممكن يحدث في التاريخ أحيانا". (العرب اللندنية)