أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي اليوم الثلاثاء أنه وجماعته تحت مظلة القانون، نافيًا اتهامات الإرهاب التي وجهها لهم اللواء العسكري خليفة حفتر، مضيفًا أن حفتر يحاول نسخ ما حدث في مصر بإعلانه تجميد عمل "المؤتمر الوطني". وقال الكبتي، في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية في القاهرة "حفتر بقراره تجميد عمل المؤتمر الوطني يحاول نسخ شيء مماثل لما حدث بمصر في ليبيا"، لكنه شدد على استحالة مرور مثل هذا الأمر. وأضاف "لقد قلت من قبل إن هذا مستحيلٌ أن يحدث في ليبيا لأن الشعب الليبي كله مسلحٌ. فلا يكاد يخلو بيتٌ من وجود مسدس أو رشاش أو آر بي جي.. إلى آخره. كل أنواع الأسلحة موجودة بالشارع. نحن نتكلم عن ما بين 22 و25 مليون قطعة سلاح منتشرة بالشارع". وعن تكرار حفتر تصريحاته التي تعهَّد فيها بتقديم كبار مسؤولي "المؤتمر الوطني" والحكومة وجماعة الإخوان إلى المحاكمة بتهم ارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي خلال فترة توليهم السلطة، قال "نحن جزء من الشعب وإذا كان هناك قانونٌ بالبلاد وثبت على أي شخص من الإخوان أو من غيرهم أنه مارس الإرهاب فليُقدِّم الدليل على ذلك وليقبض عليهم. نحن ليست لدينا مشكلة في ذلك". وتابع "نحن تحت القانون ولسنا فوقه، إذا كانت هناك أدلة فلتُقدَّم بلا شك، نحن نتطلع إلى إقامة دولة القانون". وأردف قائلاً "إذا كان لديهم دليلٌ يثبت الاتهام بالإرهاب الذي يدعونه علينا فليقدموه ونحن نستطيع أن نواجهه بالحجة. أما أن يطلق الاتهام هكذا بلا أدلة فهو مجرد حديث لا قيمة له لا في القانون ولا عند العقلاء من الناس لأن كثيرًا من الناس يعرفون أن الإخوان أبعد الناس عن الإرهاب بل هم ضحية من ضحايا الإرهاب". لا عودة لما قبل 17 فبراير وحول مدى تخوفه والجماعة من إمكانية سيطرة حفتر عسكريًّا على الأرض وبالتالي تقديمهم للمحاكمة، أجاب الكبتي "إذا سيطر على الأرض وقبل الناس بذلك فنحن سنقبل بذلك، ولكن نريد أن يكون هناك عدلٌ وأدلة على ما يُساق من اتهامات وألا نعود إلى فترة ما قبل 17 فبراير". وتابع "إنهم يضعون تيارات الإسلام السياسي كلها تحت مظلة جماعة الإخوان وهذا ليس صحيحًا. فهناك داخل التيارات الإسلامية مَن يُكفِّر الإخوان ويرى أنهم انحرفوا عن المسار وتبنوا الخط الديمقراطي وتيار آخر يرى أن الإخوان متساهلون خاصة في موضوع الشريعة". وتوقَّع الكبتي أن لا يتمكن طرفٌ ما في الصراع الراهن من حسم الأمور عسكريًّا لصالحه على الأرض، مشددًا على أن الحل يكمن في حوار وطني لا يستثني أحدًا. وأضاف: "وفي حال رفض أحد الأطراف هذا الحوار فعلى الغالبية التكتل ضده". غياب القوة الرسمية وعزا الكبتي حالة الانفلات الأمني وما شهدته البلاد في الأيام القليلة الماضية إلى غياب القوة الرسمية، المُمَثِّلة للشرعية في البلاد، واعتبر أن ذلك دفع البعض إلى الجرأة على أجهزة الدولة. وأشار الكبتي إلى وجود خلافات بين القوى التي تحاول تجميد عمل المؤتمر الوطني، وقال "هناك خلافات أساسية بين هذه القوى، أي أنه من الممكن أن يتفقوا على هدف إسقاط المؤتمر، ثم بعد ذلك تبدأ الخلافات في ما بينهم ويقع نوعٌ من الانشقاق مرة ثانية. ولا ننتهي". وشدد على أن الحل يكمن، إلى جانب الحوار الوطني، في "التمسك بما هو قائمٌ من شرعية على الرغم من ضعفه ومحاولة التمسك بالإيجابيات التي تم البدء بها كانتخابات الحكم المحلي وقيام لجنة الستين بوضع دستور للبلاد وعمل المؤتمر الوطني حاليًّا على إنهاء صلاحياته بانتخاب برلمان يتكون من 200 عضو يمثلون جميع أطياف المجتمع". ودعا الكبتي جميع أهل ليبيا إلى مساندة الخطوات الثلاث، مشددًا على ضرورة أن يقوم أي شخص لديه مشكلة أو تحفظ على تيار أو توجه ما بالمجتمع بترجمة ذلك التحفظ بصورة عملية في صندوق الاقتراع. يأتي ذلك فيما أعلنت مديرية أمن بنغازي، اليوم الثلاثاء، انضمامها إلى معركة "الكرامة" واللواء خليفة حفتر. وأكّدت المديرية في بيان لها أنّ عناصرها سيحاربون الإرهاب في المدينة؛ لإعادة الأمن والهدوء إلى بنغازي. فيما بثت قناة "العربية" قبل قليل خبرًا عن انضمام مديرية أمن طرابلس إلى معركة الكرامة. يأتي ذلك فيما ذكر مسؤولان أمريكيان أن بلادهما زادت من عدد مشاة بحريتها وطائراتها التي ترابط في صقلية، والتي قد تُستدعى لإجلاء الأميركيين من سفارتهم في طرابلس حال تزايد الاضطرابات في ليبيا. وأضاف المسؤولان أن نحو 60 جنديًا من مشاة البحرية وأربع طائرات من طراز "أوسبري" جرى إرسالها إلى القاعدة البحرية الجوية "سيغونيلا" في صقلية من قاعدتهم في إسبانيا.