ما تزال المظاهرات الرفض لخارطة الطريق التي أعلنها المؤتمر الوطني العام بليبيا تتواصل في عدد من المدن، فيما توقع تقرير استخباراتي أمريكي استمرار الاضطرابات في ليبيا عاما أو اثنين على الأقل. وحاول المتظاهرون دفع الجيش للتدخل، مستدعين تجارب دول الجوار في الخلاص من حكم الإخوان المسلمين. وحمل المتظاهرون صورا للمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري، واللواء خليفة حفتر القائد العام السابق للقوات البرية في الجيش الليبي. وندد المتظاهرون بجماعة الإخوان المسلمين، وأعلنوا رفضهم لخارطة الطريق التي أقرها المؤتمر الوطني للخروج من الأزمة السياسية في البلاد. في المقابل، حركت جماعة الإخوان مظاهرات مضادة لحفتر، مؤكدة على "شرعية المؤتمر الوطني". ورغم الخلاف العميق بين الطرفين إلا أنهما اتفقا على ضرورة إقالة الحكومة الانتقالية علي زيدان لعجزها عن وقف التردي الأمني وعمليات الاغتيال والتفجيرات المتكررة. ومن جهتهم، أصدر أهالي بنغازي، أحد الأطراف الأكثر تضررا في المشهد الليبي، بيانا رفضوا فيه أداء الحكومة وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن معاناتهم. وفي سياق متصل، توقعت وكالة الاستخبارات الأميركية استمرار الاضطرابات في ليبيا لعام أو اثنين على الأقل، خاصة مع نقص إمكانيات قوى الأمن في مواجهة الميليشيات المسلحة. من جهته توعد اللواء خليفة حفتر قائد القوات البرية السابق، باعتقال كل من رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان ورئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين في حال عدم استجابتهما لمطالب الشعب التي تنادي برحيل المؤتمر والحكومة. وأكد حفتر في مداخلة على قناة "ليبيا لكل الأحرار" أن القوات البرية والبحرية والجوية في الجيش الليبي تحت إمرته، متعهدا بتوفير الأمن في مدينة بنغازي. وجدد حفتر عدم اعترافه بكل من الحكومة المؤقتة برئاسة على زيدان والمؤتمر والوطني العام والإعلان الدستوري الصادر في أغسطس 2011. وطالب عناصر الجيش والشرطة بالعصيان المدني حتى رحيل المؤتمر والحكومة. في غضون ذلك قالت مصادر مقربة من حفتر إنه سيعقد مؤتمرا صحفيا في بنغازي سينقل عبر القنوات الليبية والعربية والعالمية . وتداول نشطاء الفيس بوك صور اللواء خليفه حفتر بين المتظاهرين رافضاً التمديد للمؤتمر ويطالب بالجيش والشرطة والعصيان المدني. يأتي ذلك فيما اندلعت احتجاجات واسعة، في عدة مدن رئيسية في ليبيا، ضد تمديد صلاحيات المؤتمر الوطني العام " البرلمان الليبي". وأشار المشاركون في الاحتجاجات إلى خطورة الوضع الأمني في البلاد، وعجز السلطات عن توفير الأمن المطلوب. وتركزت الحشود الجماهيرية في ساحة الشهداء. وكتب متظاهرون على جدران مبنى البرلمان شعارات معادية، ثم بدؤوا بحرق إطارات سيارات، وأغلقوا عدة شوارع في وسط العاصمة الليبية. يذكر أن المؤتمر الوطني العام تعرَّض مؤخراً لانتقادات حادة من قبل الأوساط الاجتماعية والسياسية المعارضة، لفشله في استعادة الاستقرار ووضع حد للفوضى، وأيضاً فشله في وضع وإقرار عدد من مشاريع قوانين مهمة، بما في ذلك العمل على وضع دستور جديد. وطالب المتظاهرون في بنغازي والبيضاء بالحل الفوري للبرلمان، متهمين السلطات بعدم القدرة على إيقاف حالة العنف المسيطرة على الوضع العام في البلاد. الصباح نيوز (وكالات)