مر على حادثة استهداف منزل وزير الداخلية " لطفي بن جدو " بمدينة القصرين أكثر من أسبوع . وخلال هذه المدة حاولت " الصباح نيوز " معرفة الحقيقة بعد أن تضاربت الأقوال والمعطيات في وسائل الإعلام حول تنفيذ هذه العملية النوعية التي قامت بها مجموعة إرهابية . فاتصلنا بأكثر من طرف من أمنيين ومدنيين وحاولنا معرفة الحقيقة من شهود عيان كانوا على عين المكان ليلة العملية . وما توفر لنا هو التالي : انطلقت العملية من منطقة تسمي " المثاينية " تبعد قرابة 3 كلم عن مسرح العملية. لما كان صاحب شاحنة " الايسوزو ديماكس " صحبة شخص آخر بصدد تناول الجعة وإذا بمجموعة متكونة من 3 أشخاص تباغتهم وتفتك منهم الشاحنة وبطاقات هويتهم وهواتفهم النقالة وترافقهم إلى مكان آخر غير بعيد بعد أن أجرت هذه المجموعة مكالمة هاتفية بكلام مشفر لم يفهم منه صاحب الشاحنة أي شئ وبه وجدوا مجموعة ثانية مكونة من 3 أشخاص وقد استولوا على سيارة من نوع ( برلنقو Berlingo ) على متنها شخصان بعدها قام احد أفراد المجموعتين بإجراء مكالمة هاتفية مشفرة. فأتتهم مجموعة مكونة من قرابة 20 شخص فامتطى الجميع وسيلتي النقل وتركوا الأربعة الذين كانوا بالسيارتين على عين المكان تحت حراسة 3 أشخاص يقفون ورائهم بعد أن اجبروهم على الجلوس على ركبهم ولم تدم العملية أكثر من 40 دقيقة حتى رجعت المجموعة وتركوا سبيل الأربعة ممن كانوا بالسيارتين واتجهوا إلى مكان غير معلوم في اتجاه جبل السلوم . وحسب شهود عيان ليلة تنفيذ العملية فقد تمركزت مجموعتان بمدخلين يؤديان إلى منزل الوزير يحملون قاذفات من نوع ( ار بي جي : RBG) في أماكن يستطيعون منها رؤية أية تعزيزات قادمة أو أي شخص في اتجاه منزل الوزير . أما المجموعة الثالثة فقد توجهت إلى منزل الوزير وباغتت الشهداء الأربعة داخل المستودع وأمطروهم بوابل من الرصاص بقيت أثارها موسومة على جدران المستودع الذي كانوا به من أسلحة رشاشة دون أن تترك لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم . ثم أخذت منهم أسلحتهم بذخيرتها وأجهزة اللاسلكي التي كانت معهم وصفدين ( سلسلة يقيد به الموقوف).أما زميلهم الخامس الذي كان بالسيارة فقد فتح باب السيارة وزحف (على يديه وبطنه ) اسفلها ومنها وصل إلى منزل زميل له يعمل بالمرور أين فتحت له العائلة الباب بعد أن سمعت الطلق الناري . وقد أصيب في جنبه بخرطوشة مرتدة لم تسبب له إصابة بليغة . أما السادس فاستطاع القفز وراء سياج احد المنازل مما تسبب له في كسر بيده أما السابع فقد كان في بيت الحمام في ذلك الوقت ولم يصب بأي أذى ولم يدم تنفيذ العملية أكثر من 10 دقائق انسحبت بعدها المجموعة على متن السيارتين ... اثرها تجمهر سكان حي الزهور بالقصرين حول منزل الوزير قبل أن تأتي التعزيزات الأمنية . كما لم يتم إخلاء المكان وعزل مسرح العملية مثلما يقع عادة على اثر عمليات مثل هذه لرفع أدلة الإثباتات من طرف الفرق المختصة وتجنيب المواطنين أية مخاطر في صورة ما استخدم الإرهابيون مندسا منهم يحمل حزاما ناسفا مثلما يقع بالعراق للإيقاع بأكثر عدد من القتلى وقد أفادني احد شهود العيان بأنه تنقل بعد سماعه الخبر من فوسانة إلى القصرين وتفاجأ لانه لم يجد أية دورية أمنية في الطريق الى حدود وصوله إلى منزل الوزير مما يرجح أن مسرح العملية لم يتم تطويقه كما أن مداخل ومخارج مدينة القصرين لم يتم إغلاقها بعد هذه العملية مما يسهل حتى رجوع الإرهابيين إلى داخل المدينة لماذا تم تعويض رئيس منطقة الأمن ؟ بعد هذه العملية تم تعيين رئيس منطقة امن جديد بالقصرين خلفا إلى " حمزة الدرودي " الذي كان يشرف عليها .وقد عرف هذا الأخير أي " حمزة الدرودي " في الأوساط الأمنية بجديته في العمل وقدرته على متابعة الجريمة المنظمة مما جعله يقود عادة عمليات مداهمة منازل المجرمين بنفسه وقد كان يعيّن بالمناطق التي تكثر فيها الجريمة وينجح في مهمته بشهادة مرؤوسيه .