دعا مسلحو "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في الموصل الأربعاء عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للعودة إلى دوائر عملهم. فيما أفاد شهود عيان أن مسلحين انتشروا قرب المصارف والدوائر الحكومية وداخل مقر مجلس المحافظة وأن التنظيم توعد من ينطق بكلمة "داعش" بالجلد 80 جلدة. ويسود الهدوء في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى العراقية بعد يوم من سقوطها في أيدي مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذين يدعون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للعودة إلى دوائر عملهم. وقال شهود عيان في المدينة إن مجموعات من المسلحين، الذي ارتدى بعضهم زيا عسكريا فيما ارتدى آخرون ملابس سوداء من دون أن يغطوا وجوههم، ينتشرون قرب المصارف والدوائر الحكومية ويتواجدون داخل مقر مجلس المحافظة. وأضاف الشهود أن الهدوء يسيطر على شوارع الموصل الواقعة على بعد 350 كلم شمال بغداد والتي أغلقت محالها أبوابها، وأن المقاتلين الذين يحكمون سيطرتهم عليها يتجولون بسياراتهم المكشوفة ويدعون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه الى دوائرهم. وقال حسن برجس خلف الجبوري (45 عاما) الذي يسكن حي الدندان في جنوبالمدينة "لقد أذاع تنظيم "داعش" في مكبرات الصوت إعلانا دعا فيه جميع الموظفين إلى الدوام ... وبخاصة في الدوائر الخدمية". وأضاف كذلك أن التنظيم المتشدد "حذر السكان من النطق بكلمة "داعش" وتوعد المخالفين بالجلد 80 مرة". ولا تزال عشرات العائلات تنزح من الموصل ثاني أكبر مدن العراق باتجاه إقليم كردستان المجاور لمحافظة نينوى، بحسب ما أفاد شهود عيان. وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أعلنت في بيان أن أكثر من 500 ألف مدني فروا من المعارك في الموصل ومنطقتها. وتقدر فرق هذه المنظمة الدولية في المكان أن أعمال العنف التي جرت في نهاية الأسبوع بعد الهجوم الذي شنه جهاديون على ثاني مدينة في العراق وسيطرتهم عليها أدت إلى "نزوح أكثر من 500 ألف شخص في الداخل وحول المدينة". ويتخوف سكان الموصل الذي يبلغ عددهم نحو مليوني شخص من تعرض المدينة لعمليات قصف من قبل الجيش كما يحدث في مدينة الفلوجة في الأنبار والتي يسيطر عليها أيضا تنظيم "داعش" منذ بداية العام، وفقا لما أفاد به سكان في المدينة. وسقطت الثلاثاء محافظة نينوى الواقعة في شمال العراق عند حدود إقليم كردستان والمحاذية لسوريا خلال ساعات بأيدي التنظيم الجهادي الأقوى في العراق وسوريا، في حدث استثنائي مفاجئ يهدد بكارثة أمنية كبرى. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤولون عراقيون عن خروج محافظة بكاملها عن سيطرة الدولة العراقية. وسرعان ما انسحبت سيطرة هؤلاء المقاتلين الجهاديين على مناطق مجاورة لنينوى في محافظتي صلاح الدين وكركوك. وفي ضوء هذا التدهور الأمني، دعت الحكومة العراقية البرلمان الذي سيعقد جلسة طارئة الخميس إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وتعهدت تسليح كل مواطن يتطوع لقتال "الإرهاب"، معلنة التعبئة العامة. من جهتها عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها الشديد بعد سيطرة مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل ومناطق في محافظة كركوك في شمال العراق واعتبرتهم تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل وأكدت أنها تؤيد "ردا قويا لصد هذا العدوان". واعتبرت الولاياتالمتحدة أن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذين سيطروا على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في شمال العراق يهددون كامل منطقة الشرق الأوسط، معربة عن قلق بالغ بشأن الوضع "الخطير جدا". وندد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بمسلحي داعش "بأقسى العبارات"، ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من المسؤولين إلى بذل مزيد من الجهود لمعالجة "القضايا العالقة" وضمان الحكم "بما فيه مصلحة جميع العراقيين". ومن ناحيتها قالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان "يجب أن يكون واضحا أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تمثل تهديدا ليس فقط لاستقرار العراق ولكن كذلك لاستقرار كامل المنطقة". وأكدت أن واشنطن تؤيد "ردا قويا لصد هذا العدوان". وأكد البنتاغون من جهته أنه "يراقب من كثب" التطورات على الأرض مع استبعاده أي عمل عسكري أمريكي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الأميرال جون كيربي "نحن على اتصال بالمسؤولين العراقيين، ولكن في نهاية المطاف على الحكومة والقوات العراقية أن تواجها" هذا الوضع وأكدت بساكي أن مسؤولين أمريكيين في واشنطنوبغداد "يتابعون الأحداث عن كثب بالتنسيق" مع الحكومة العراقية. وتابعت بساكي أن "الولاياتالمتحدة تقف الى جانب الشعب العراقي وسكان نينوى والأنبار الذين يواجهون هذا التهديد". وقالت أيضا "سنواصل العمل في شكل وثيق مع المسؤولين السياسيين والأمنيين ضمن إطار شامل بهدف الحد من قدرات الدولة الاسلامية في العراق والشام على التحرك في العراق". وكانت الولاياتالمتحدة سلمت القوات العراقية نحو 300 صاروخ "هيلفاير" إضافة إلى كمية كبيرة من ذخيرة الأسلحة الخفيفة وذخيرة الدبابات والصواريخ التي تطلق من المروحيات والرشاشات وبنادق القناصة، بحسب ايرنست. وقال ايرنست إن "هذه الادارة ملتزمة الحفاظ على الشراكة التي تربطنا بالحكومة العراقية .. وقدمنا ونستطيع ان نقدم بعض المساعدة، وسنواصل القيام بذلك". (أ ف ب)