اتهم مبعوث السلام الدولى كوفى عنان قوات الرئيس السورى بشار الأسد بارتكاب أعمال وحشية والقيام باعتقالات تعسفية، وقال أمس السبت إنه سلم رسالة صريحة للأسد بالتحرك الآن لتنفيذ كل نقاط خطة سلام. وقال عنان الذى عين مبعوثا لسوريا من قبل الأممالمتحدة والجامعة العربية، إن شبح نشوب حرب أهلية كاملة يتزايد يوميا مما يثير قلق دول الشرق الأوسط.
وفى تأكيد لمخاوفه قتل تسعة أشخاص وأصيب 42 فى اشتباكات وقعت بين أنصار للأسد ومعارضين له قاموا بتبادل إطلاق نيران المدافع الآلية والقذائف الصاروخية فى مدينة طرابلس الساحلية بشمال لبنان.
وأعطى عنان تقييما متشائما خلال اجتماع مع الجامعة العربية للوضع فى سوريا بعد 15 شهرا من بدء انتفاضة ضد الأسد وبعد أسبوع من وقوع مذبحة قتل فيها أكثر من 100 شخص أنحى مراقبو الأممالمتحدة باللائمة فيها على القوات المؤيدة للأسد.
وقال عنان الذى التقى مع الأسد فى دمشق الثلاثاء الماضى إنه يتعين على الأسد "القيام بخطوات جريئة وواضحة فورا كى يغير وضعه العسكرى بشكل جذرى واحترام التزامه بسحب الأسلحة الثقيلة ووقف كل أعمال العنف.
وقال عنان الذى يقوم بجولة فى المنطقة إن "شبح نشوب حرب أهلية شاملة ببعد طائفى مقلق يتزايد كل يوم".
وفى تركيا قالت السلطات التركية إن نحو 400 لاجئ سورى آخر عبروا الحدود إلى تركيا هربا من تصاعد القتال فى سوريا مما رفع العدد الإجمالى إلى أكثر من 24500 لاجئ.
وفى سوريا قال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن معارضين قتلوا ستة جنود فى محافظة درعا بجنوب سوريا السبت وثمانية آخرين على الأقل فى اشتباكات على مشارف العاصمة دمشق.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن مدنيين قتلا أحدهما أثناء مداهمات للجيش فى دمشق والآخر فى إطلاق للنار فى مدينة حمص.
وذكرت محصلة للأمم المتحدة أن قوات الأسد قتلت 7500 شخص منذ بدء الصراع. وتقول الحكومة أن أكثر من 2600 جندى أو عنصر أمنى قتلوا. وتنحى الحكومة باللائمة فى الاضطرابات على من تصفهم بإرهابيين مدعومين من الخارج.
وقال عنان إن قتل رجال ونساء وأطفال فى منطقة الحولة بشرق سوريا الأسبوع الماضى جريمة فظيعة.
وقال برهان غليون من المجلس الوطنى السورى المعارض إن روسيا بدعمها للنظام السورى ولبقاء الأسد أصبحت جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل، مشيرا إلى أنها لو تعاونت من أجل التوصل لصيغة تجعل الأسد يتخلى عن السلطة ستصبح جزءا من الحل.
وصرح الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى رئيس وزراء قطر خلال اجتماع الجامعة العربية بأنه يجب أن يحدد عنان حد زمنى لمهمته فى سوريا.
ودعا الشيخ حمد مجلس الأمن إلى إدراج خطة عنان المؤلفة من ست نقاط فى الفصل السابع، مشيرا إلى أن المجتمع الدولى لا يمكنه قبول استمرار الوضع على ما هو عليه الآن.
وتدعو خطة عنان إلى وقف إطلاق النار، وهو ما لم يحدث بعد، بهدف أن يؤدى ذلك إلى التفاوض على نهاية للأزمة السورية(وكالات)
