أغلقت تركيا الاثنين سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الأمني في سوريا، حسبما أعلن مصدر دبلوماسي تركي. وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته انه "تم تعليق نشاطات السفارة التركية اعتبارا من هذا الصباح (الاثنين)"، مضيفا ان مجمل الطاقم الدبلوماسي التركي قد غادر العاصمة السورية. وتابع المصدر نفسه ان القنصلية التركية العامة في حلب كبرى المدن في شمال سوريا والقريبة من الحدود التركية لا تزال مفتوحة. وحذت تركيا بذلك حذو العديد من دول الاتحاد الأوروبي مثل ايطاليا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة وست دول خليجية. وتشهد سوريا منذ اكثر من عام احتجاجات شعبية لا سابق لها ضد نظام بشار الاسد الذي يلجا الى قمع عنيف. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد قتل اكثر من تسعة الاف شخص في اعمال العنف التي ينسبها النظام الى مجموعات "ارهابية" تسعى الى زعزعة الأمن في البلاد. وأدارت تركيا التي كانت حليفة لدمشق لزمن طويل، ظهرها لدمشق وطالبت الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن الحكم. ومن المقرر ان تستضيف تركيا الأحد الاجتماع الثاني ل"أصدقاء سوريا" من اجل التباحث في سبل مساعدة المعارضة السورية ووضع حد للقمع الذي يمارسه النظام. وحذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الأحد من ان خطة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان تشكل الفرصة الاخيرة لتجنب "حرب اهلية" في هذا البلد مقدما "دعما كاملا" لمهمته، في الوقت الذي تواصلت فيه اعمال العنف في مناطق عدة من سوريا موقعة ثلاثين قتيلا. ومن سيول أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان تأييدهما لإرسال مساعدة "غير عسكرية" للمعارضة السورية من بينها اجهزة اتصال ومعدات طبية، حسب ما نقل المستشار المساعد للامن القومي الأميركي بن رودس. وكرر اوباما واردوغان دعوتهما ايضا الى "عملية" انتقالية نحو "حكومة شرعية" في سوريا. ويزور انان روسيا كموفد للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا لمعرفة مدى استعداد روسيا للضغط على دمشق لوقف اعمال العنف. والتقى في هذا الاطار الرئيس الروسي ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وقال مدفيديف لانان خلال لقائهما في مطار فنوكوفو-2 بموسكو قبل مغادرته للمشاركة في قمة تعقد في سيول، كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية "قد تكون هذه الفرصة الاخيرة لسوريا لتجنب حرب اهلية دامية وطويلة الامد. نأمل بشدة بان يتوج عملكم بنتيجة ايجابية". واضاف "سنقدم لكم دعمنا الكامل على اي مستوى". من جهته، قال انان انه بحاجة لدعم قوي من روسيا للنجاح في مهمته من اجل وقف العنف في سوريا. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن انان قوله انه يتوقع ان تلعب روسيا "دورا ناشطا" في التاكد من ان الطرفين يلتزمان بنقاط خطة السلام التي نالت دعما من مجلس الامن الدولي. ولم يشر انان ولا مدفيديف الى الرئيس السوري بشار الاسد او مطالب المعارضة باطاحته. ميدانيا قتل 30 شخصا بينهم ثمانية منشقين واربعة عناصر من القوات النظامية السورية في اعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا الاحد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وقال المرصد ان خمسة اشخاص قتلوا "في محافظة حمص، بينهم طفل في اطلاق رصاص في احياء البياضة والخالدية والقصور في مدينة حمص، وطفلة استشهدت اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الرستن". في ريف دمشق، قتل شاب في مدينة دوما في اطلاق نار من قوات سورية. وافاد المرصد وناشطون الاحد عن حملات دهم واعتقال في مناطق مختلفة وعن اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة سقط فيها عدد من القتلى. واعلن المرصد في هذا الاطار مقتل ثمانية عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة بينهم ستة في مدينة نوى ومنطقة اللجاة بمحافظة درعا، واثنين في مدينة اعزاز بمحافظة حلب. كما اوضح ان اربعة عناصر من القوات النظامية السورية قتلوا، ثلاثة في مدينة نوى بمحافظة درعا وجندي في مدينة حمص(وكالات)