تقدم المسلحون السنة بقيادة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام والمعروف "داعش" بسرعة في الصحراء الشاسعة غربي العراق وسيطروا على أربع مدن وثلاثة معابر حدودية معمقين من المأزق الذي تعيشه الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في بغداد. فقد تمكن المسلحون من السيطرة على معبري طريبيل والوليد الحدوديين في محافظة الأنبار غربي البلاد، وكانو قد سيطروا على معبر القائم على الحدود العراقية - السورية، وبذلك سيطروا على كل المعابر الحدودية للعراق مع سوريا والأردن. كما سيطر المسلحون الأحد على بلدة الرطبة القريبة من الحدود الاردنية في محافظة الانبار، وهي رابع بلدة في المحافظة تسقط بأيدي المسلحين في اليومين الاخيرين، حيث سيطر المسلحون من قبل على بلدات رواة وعانة والقائم. وأسفرت هذه الانتصارات العسكرية عن توسيع نطاق الأراضي الخاضعة لسيطرة المسلحين بشكل كبير، وذلك بعد مرور أسبوعين فقط من استيلاء مسلحي تنظيم "داعش" على مدينة الموصل ثاني كبريات المدن العراقية. وتفيد تقارير أن المسلحين سيطروا أيضا على مطار تلعفر الاستراتيجي. وتقرب هذه الانتصارات السريعة تنظيم "داعش" من تحقيق حلمه بإنشاء دولة اسلامية في كل من وسورياوالعراق. وسيمكن تحكم التنظيم في المعابر مع سوريا من سهولة تحرك عناصره إلى الأراضي السورية ومعهم العتاد الحديث الذي استولوا عليه من مخازن الجيش العراقي مما سيدعم دعم صفوفه في قتال الحكومة السورية. وقال زعيم أحد العشائر السنية في مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار العراقية، لقناة "بي بي سي" إن المسلحين المناوئين للحكومة باتوا يسيطرون على تسعين في المائة من مناطق المحافظة، دون أن ترد تأكيدات مستقلة لهذا النبأ. وأوردت وكالة فرانس برس لاحقا نقلا عن مصادر طبية وأمنية قولها إن المسلحين قتلوا 21 من قادة العشائر في مدينتي راوة وعانة بعد دخولها. وقالت المصادر إن بعضا من هؤلاء قتلوا يوم السبت عند دخول المسلحين الى المدينتين، فيما قتل البعض الآخر الاحد. ونفذت عمليات القتل في أعقاب انسحاب قوات الجيش العراقي من المدينتين مفسحين الطريق لاستيلاء المسلحين عليهما. وقال الجيش العراقي إنه قام ب"انسحاب تكتيكي" من المدينتين من أجل اعادة الانتشار في مناطق أخرى. وبعد الاستيلاء على راوة وعانه، يبدو ان هدف المسلحين القادم هو بلدة حديثة الواقعة ايضا على الفرات، وسدها الحيوي. ومن شأن تدمير السد ان يؤدي الى فيضانات واسعة في المناطق التي تقع الى الجنوب منه والى اضرار في شبكة الطاقة الكهربائية في العراق. وقال مسؤولون عسكريون عراقيون لوكالة اسوشيتد برس إن بغداد أرسلت على عجل أكثر من ألفي جندي الى منطقة سد حديثة لحمايته من هجوم المسلحين المحتمل. وحذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من أن بلاده باتت تواجه ما سماه تحديا وجوديا. إلا أنه أكد في مقابلة مع قناة "بي بي سي" إن السلطات العراقية استوعبت الصدمة وصار من العسير على المسلحين المناوئين لها الوصول إلى بغداد على حد تعبيره واعترف في الوقت نفسه بوجود اخفاقات تسببت في الوضع الراهن. يأتي هذا في الوقت الذي حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما من ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بات يشكل خطرا على المدى البعيد على الولاياتالمتحدة، واستبعد اوباما في مقابلة تلفزيونية ارسال قوات أمريكية الى الدول التي ينشط فيها مقاتلو هذا التنظيم. (بي بي سي)