قالت روسيا إن "سيطرة الولاياتالمتحدة على الساحة الدولية قاربت على النهاية"، ودعت واشنطن إلى الجلوس إلى طاولة مفاوضات حول نتائج الحرب الباردة. وقال يفغيني لوكيانوف، نائب أمين مجلس الأمن الروسي إن "هيمنة الولاياتالمتحدة على الساحة الدولية قاربت على النهاية. وبطبيعة الحال لا يمكن أن توافق واشنطن على ذلك، ولكن عليها أن تجلس إلى طاولة المفاوضات حول نتائج الحرب الباردة". وأوضح ليوكانوف في تصريح نقلته "نوفوستي" أنه يقصد عقد مؤتمر دولي بمشاركة دول العالم الرئيسة كافة ويجب أن تحتضنه منظمة الأممالمتحدة أو مجلس الأمن التابع لها، للتوصل إلى اتفاق لترتيب البيت العالمي في حقبة ما بعد الحرب الباردة، بعد نشوء "مراكز القوى الجديدة"، وبينها دول مجموعة "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا). وأشار نائب أمين مجلس الأمن الروسي إلى أن "روسيا عينها تمكنت من الوقوف على قدميها" في أعقاب حل اتحاد الجمهوريات السوفياتية. يأتي تصريح لوكيانوف بعد يوم من تأكيد الرئيس الروسي بوتين وقوفه ضد مسعى الغرب إلى حشر باقي العالم في "ثكنة" تسيطر عليها الدول الغربية الرئيسة. وقالت "نوفوستي" إنه لم يكن مصادفة أن يركز الاجتماع السنوي السابع بين الرئيس فلاديمير بوتين وسفراء روسيا على أزمة سياسية تجتاح أوكرانيا، وهي أزمة أطلقها متطرفون أوكرانيون استولوا على السلطة في العاصمة الأوكرانية كييف، مدعومين من قبل واشنطن وحلفائها الأوروبيين، في فيفري الماضي، وحفزها تدخّل الدول الغربية التي تحاول أن تفرض على الشعب الأوكراني أن يكون تحديد الموقف وفق قاعدة "إما أن تكون معي أو تكون ضدي". وقال بوتين مخاطبًا سفراءَه إن ما يجري في أوكرانيا يعبّر عن سياسة الردع ذائعة الصيت ضد روسيا، وهي سياسة انتهجها الغرب خلال الحرب الباردة، واستمر في انتهاجها بعد انتهاء الحرب الباردة. وعن الوضع الدولي عامة، قال بوتين إن الساحة الدولية تشهد في أحيان كثيرة تعطيل القانون الدولي العام وتغليب الإباحية على ما عداها، بينما يسعى الغرب إلى حشر دول العالم في "ثكنة عالمية" يلتزم نزلاؤها بقواعد سلوك محددة. ويأمل بوتين، مع ذلك، في تغليب العقل والمنطق السليم على النزوع إلى "الثكنة العالمية". (وكالات)