في الندوة الصحفية التي جمعته الدفاع، أعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو عن احباط جملة من العمليات الارهابية خلال ال19 يوما الاولى من شهر رمضان والتي كانت ستستهدف أماكن حيوية إلا أن ما استرعى الانتباه أن بن جدو أعلن عن اعتقال خليتين أمس الخميس، في وقت الذي عاشت فيه البلاد ليلة الأربعاء الخميس الماضي على وقع أكبر عملية إرهابية تشهدها تونس منذ بداية تغلغل هذه الآفة في المجتمع التونسي بعد الثورة: *الخلية الأولى والمتكونة من 4 أفراد قبض عليها في ولاية سوسة وتحديدا بجهة سيدي بوعلي ووجد بحوزتهم متفجرات. *والخلية الثانية التي تم الكشف عنها كانت "تستهدف مؤسسة من المؤسسات الحيوية في الدولة" على حسب لفظ وزير الداخلية، لكن حسب ما تداول من الأنباء فإن الحديث عن سيارة مفخخة كانت ستستهدف مقر وزارة السياحة مساء أمس الخميس وهو ما يفسر التشديد الإجراءات الأمنية في تونس العاصمة ليلة قبل الماضية أي ليلة عملية الشعانبي. ولعل ما يمكن استنتاجه مما سبق فإن البلاد كانت على شفا فوهة بركان أمس بداية من ليلة امس الخميس، وكانت البلاد ستشهد "خميسا أسود" قوامه عدة عمليات إرهابية، في ذكرى غزوة بدر، والتي حاول الارهابيون أن يحيوها بدماء الأبرياء من المدنيين وجنود الجيش لو وقعت هذه العمليات خاصة وأنها كانت ستستهدف أماكن عامة وقريبة من المدنيين، و كان بالامكان ان تكون نقطة فارقة وخطيرة لمستقبل تونس، إذ أن الهجمات ستكون مسترسلة ومنظمة مما قد يخلق حالة من البلبلة والاحتراب وعدم الاستقرار في البلاد، وهو ما تقتضيه استراتيجية هذه التنظيمات الإرهابية وخاصة من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم أنصار الشريعة والذي يحاول اليوم أن يقوم بعملية تقريب الرؤى بين مجاهدي الرعيل الأول من الجهاد العالمي "قاعدة الجهاد" ومجاهدي الرعيل الثاني من المجاهدين والمتمثلين بتنظيم "داعش". إن المطروح في المغرب العربي وشمال افريقيا بصفة عامة، نفس المطروح في الجزيرة العربية، ف"قاعدة اليمن" يبدو أنها بايعت زعيم تنظيم "داعش" وبدأت في تنفيذ هجمات على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وهو نفس السيناريو الذي تتجه إليه "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وبرعاية مباشرة من القيادات التونسية لتنظيم أنصار الشريعة في تونس وليبيا والذي وضع نفسه كلبنة صلح بين "الحرس القديم و"الحرس الجديد" ل"الجهاد العالمي". اذن تحمل سيناريهات "الخميس الأسود" الذي بدأ منذ إفطار يوم الأربعاء، عند ما استشهد الجنود ال15 عديد الرسائل حول التغيرات التكتيكية العسكرية التي طرأت على أداء الإرهابيين، والتي تشبه في أكثرها التكتيكات التي تعتمدها "داعش" في سوريا والعراق، وبنفس الخصائص التي هوجمت بها نقاط التفتيش والمراقبة للجيش العراقي، وهو ما تبينه فيديوهات العمليات التي قامت بها في الموصل، وهذا ما يبين جيدا أن قيادات من "داعش" ومدربين قد حطوا الرحال فعلا قريبا من الحدود مع تونس، كما يبين جيدا أن الإرهاب تتطور فعلا وخاصة من الناحية التنظيمية.