تتجه الأنظار عشية اليوم إلى العاصمة البولونية وارسو، فيما تستعد الآذان لسماع صافرة الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربايو التي ستدشن أورو 2012 رسميا بضربة البداية بين بولونيا "صاحبة نصف الأرض والجمهور" وبين اليونان بطلة 2004. ويتصارع 16 منتخبا لنيل شرف رفع الأميرة الكأس على الإستاد الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كياف في الأول من جويلية المقبل. وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورئيسه ميشال بلاتيني قد تعرضا لانتقادات عنيفة عندما منحت بولونيا وأوكرانيا شرف الاستضافة قبل خمس سنوات، وذلك لعدم امتلاكهما الخبرة الكافية على هذا الصعيد وعدم وجود البنى التحتية اللازمة ونظرا للفترة الزمنية القصيرة أمامهما، لاسيما وأنهما ليسا من الدول الغنية، لكنهما كسبتا التحدي في النهاية، أو هكذا يبدو. وتقام المباريات في أربع مدن بولونية هي وارسو وغدانسك وفروكلاف وبوزنان وقد بلغ ما أنفقته بولونيا على أعمال الصيانة وبناء ملاعب جديدة حوالي 30 مليار دولار. في المقابل تستضيف أربع مدن أوكرانية المنافسات وهي كياف ودانييتسك ولفيف وخاركيف. وتدخل منتخبات إسبانياوألمانيا وهولندا البطولة وهي مرشحة للفوز باللقب نظرا للنتائج التي حققتها في الأعوام الأخيرة وللنجوم التي تضمها في صفوفها، لكن المفاجآت تبقى واردة بقوة، حيث لم ينس أحد فوز الدنمارك باللقب عام 1992 بعد دعوتها في اللحظة الأخيرة بدلا من يوغوسلافيا، أو اليونان بطلة نسخة عام 2004 والتي ستخوض المباراة الافتتاح أمام بولونيا.
الماتادور الإسباني أبرز مرشح وبالطبع فإن أول المتنافسين على اللقب هو حامله المنتخب الإسباني، الذي يملك القدرة على الاحتفاظ بلقبه من خلال كوكبة من الأبطال الذين فازوا بلقب 2008 في سويسرا والنمسا ثم كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ويعتبر منتخب "لا روخا" أحد أكثر المنتخبات تكاملا في البطولة، حيث احتفظ بمعظم تشكيلته التي حصدت لقبي اليورو والمونديال، وأبرزهم إيكار كاسياس وأندريس إنييستا وتشافي هرنانديز وتشابي ألونسو وسيرخيو راموس، وتحت القيادة الفنية للمدرب الهادئ فيسنتي دال بوسكي. كما عزز دال بوسكي صفوفه بالثنائي خافيي مارتينيز وخوردي ألبا اللذين سيشاركان لأول مرة مع إسبانيا في بطولة قارية. لكن المنتخب الإسباني سيفتقد لجهود كارلس بويول الذي خضع لعملية جراحية في ركبته ستبعده عن البطولة، بالإضافة إلى دافيد فيا هداف يورو 2008. الماكينات الألمانية دائما في الوصافة ويحل في المركز الثاني في قائمة المرشحين للقب المنتخب الألماني الذي نادرا ما يغيب عن المربع الذهبي للبطولات التي يشارك فيها، حيث حل وصيفا في النسخة الماضية في 2008، إضافة إلى حلوله في المركز الثالث في كأسي العالم 2010 و2006 والوصافة في مونديال 2002. ويضم الفريق مجموعة من اللاعبين الشبان الذين فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة الأوروبية مثل توماس مولر (رغم تراجع مستواه قليلا في الآونة الأخيرة)، ومسعود أوزيل وباستيان شفاينشتايغر وماريو غوماز وتوني كروس وماريو غوتسه ومات هوميلز. وسيسعى مدرب الماكينات يواكيم لوف للتخلص من لعنة اللون الذهبي التي تطارد الفريق، حيث فشل في ارتداء الذهب خلال السنوات ال 16 الأخيرة، وكان آخر تتويج له بلقب يورو 96 في إنكلترا.
الكرة البرتقالية في الصورة أما المنتخب الهولندي وصيف مونديال 2010، فإنه يحافظ على صورته الجميلة الخاصة وأدائه الهجومي مع مدربه بيرت فان مارفيك. ويملك الطواحين لاعبين كبار مثل مهاجم آرسنال روبن فان بيرسي الذي توج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الأنقليزي ومهاجم شالكه يان كلاس هونتيلار الذي توج هدافا للدوري الألماني. لكن من المتوقع أن يلتزم فان مارفيك بخطة اللعب بتشكيلة 4-2-3-1، ما يجبره على التفضيل بين أحد المهاجمين اللذين سيحظيان بدعم هجومي مميز من الثنائي أريين روبن وويسلي شنايدر، وبالطبع فإن الأفضلية لفان بيرسي المطلوب في كبرى الأندية الأوروبية. وكالعادة فإن مشكلة الفريق البرتقالي تبقى دوما في خط الدفاع، حيث اهتزت شباكه خمس مرات في مباراتيه الوديتين أمام ألمانيا وأنقلترا، كما تلقى فان مارفيك خبرا سيئا متمثلا بعدم تمكن الظهير الأيسر إيريك بيترز من المشاركة في البطولة القارية نظرا لعدم اكتمال شفائه. منتخبات النصف مفاجأة أما منتخبات البرتغال بقيادة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، وفرنسا المتجددة بقيادة مدربها لوران بلان، وإيطاليا التي نفضت جلدها تماما بعد مونديال 2010 المخيب، فتأتي في المستوى الثاني من الترشيحات. وتعتبر فرنسا أقربهم إلى ثلاثي المستوى الأول، بالنظر إلى التطور الكبير الذي لحق بالفريق مع المدرب الشاب لوران بلان، واستعادة المهاجم الجزائري الأصل كريم بنزيمة مستواه المتميز كهداف من طراز فريد، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين الشبان مثل أوليفر جيرو وجيرمي مينيز ومارفن مارتن ويان مفيلا، وهو جيل قادر على أن يكون جيل ذهبي مشابه لجيل 1998. وأخيرا فإن هناك كتيبة الفرق التي يمكنها أن تتحول إلى مفاجأة مدوية كما حدث في 1992 أو 2004، وعلى رأسها بولونيا وأوكرانيا بوصفهما صاحبي الأرض والجمهور، وروسيا واليونان والدنمارك والسويد.