علم "ميدل ايست اونلاين" أن السلطات القطرية «طالبت» حركة النهضة الإسلامية ب"تخفيف حدة خطابها المتشنج ومواقفها المعادية" للنظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وضع حدا لنظام الإخوان وأزاح الرئيس السابق محمد مرسي. وأبلغ مصدر دبلوماسي عربي "ميدل ايست أونلاين" أن قطر دعت حركة النهضة إلى عدم التعرض للنظام المصري بأي توصيف خاصة وصفه ب"سلطة الانقلاب" و"الكف" عن نعته ب"النظام غير الشرعي". ورفض المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، تقديم المزيد من الإيضاحات خاصة بخصوص الجهة التي نقلت الطلب القطري وما إذا كان السفير القطريبتونس هو الذي تكفل بالمهمة أم أن الدوحة اتصلت مباشرة براشد الغنوشي وأبلغته طلبها. غير أن المصدر الدبلوماسي شدد على أن الطلب القطري جاء إثر زيارة أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية بطلب منه ولقائه بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز حيث تعهد الأمير بعدم «مزاحمة» جمهورية مصر العربية في إدارة عدد من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأضاف نفس المصدر أن أمير قطر «تعهد» أيضا أمام الملك عبد الله بالعمل على «لجم حركة الإخوان» التي تجد في الدوحة «سندا» لها ولنشاطها من خلال «الضغط» عليها سياسيا وماليا من أجل أن تكف عن محاولاتها «إيذاء» المملكة على خلفية تصنيفها للإخوان كتنظيم إرهابي. ووقع أمير قطر وثيقة الرياض التي هي عبارة عن اتفاق مبرم بالعاصمة السعودية في 23 نوفمبر ، بحضور الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وعاهل السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز. ويقضي الاتفاق ب"الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر". وأدى عدم التزام الدوحة بالاتفاق الى سحب السعودية والامارات والبحرين لسفرائها من قطر في 5 مارس ، وهو ما مهد لابرام اتفاق اخر في 17 افريل على أمل إنهاء الأزمة. وأكد المصدر الدبلوماسي أن «عمرة» رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي التي أداها مؤخرا "تتنزل في نفس الإطار"، حيث سعى الغنوشي إلى «استرضاء» السعودية التي ترى فيه «رجل قطر في تونس» وأحد أبرز قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. ومنذ الإطاحة بنظام الإخوان في مصر وعزل الرئيس السابق محمد مرسي ما انفكت حركة النهضة تشكك في شرعية النظام المصري وازدادت حدة خطابها ومواقفها تجاه مصر إثر فوز المشير عبد الفتاح السيسي بالرئاسة حيث تعتبر النظام الذي انبثق عن الانتخابات بأنه «لا يمثل الشعب المصري» وتصفه ب"سلطة الانقلاب". وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من القلائل الذين زاروا القاهرة إثر دعوة وجهها له تنظيم الإخوان وألقى خطابا أيد فيه نظام مرسي. ويقول مراقبون إن أمير قطر يقود جهودا تهدف إلى "ترميم" علاقة بلاده بالمملكة العربية السعودية بعدما توترت خلال فترة حكم أبيه الذي جعل من قطر حاضنة لجماعات الإسلام السياسي حتى أنه دعمها ماليا وسياسيا في عدة بلدان من بينها سوريا وليبيا وتونس. غير أن المراقبين يصفون «جهود» الأمير الشاب ب»المتعثرة» و»غير المقنعة» ويعزون ذلك إلى استمرار تأثير «الحرس القديم» في إدارة ملفات السياسة الخارجية القطرية.