بات من الصعب أن يتربع الحزب الاشتراكي بمفرده على الجمعية الوطنية المقبلة، بل عليه أن يتحالف مع حزب الخضر وجبهة اليسار. هذا ما بينته نتائج الجولة الأولى الأولية للانتخابات التشريعية الفرنسية التي أعطت تقدما لليسار الفرنسي وذلك بفوزه على 47،1 % من الأصوات مقابل 35،4 % لصالح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض (اليمين الجمهوري). وجاءت الجبهة الوطنية في المرتبة الثالثة حيث حصلت على 13،4 بالمئة من الأصوات، بينما حلت جبهة اليسار بقيادة جان لوك-ملنشون في المرتبة الرابعة بحصولها على 9،8 بالمئة من الأصوات.
وبالتفصيل، حصد الحزب الاشتراكي على 34،9 بالمئة من الأصوات، فيما نالت جبهة اليسار 8،6 بالمئة و5،3 بالمئة لحزب الخضر. ويجدر بالذكر أن نتيجة جبهة اليسار كانت أضعف من تلك التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية إذ حصد ممثلها جان لوك-ملنشون على أكثر من 11 بالمئة من الأصوات.
عرفت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات تراجعا طفيفا، حيث قدرت في حدود الساعة الخامسة بعد الظهر ب31،48 بالمئة مقابل 32،49 بالمائة في 2007، بينما لم تتعد في منتصف النهار 21 بالمئة. وكانت الأحزاب السياسية. ردود أفعال متباينة توالت ردود الأفعال من اليمين واليسار مباشرة بعد نشر النتائج الأولى للانتخابات التشريعية. فمارين لوبان من الجبهة الوطنية دعت الناخبين إلى تكذيب استطلاعات الرأي التي ترجح فوزا ساحقا للحزب الاشتراكي في الدورة الثانية المزمع إجراؤها الأحد المقبل. وقالت لوبان التي ترشحت في دائرة "هينان بومون" بمنطقة " با دو كالي" "أدعو كل المصوتين الذين يريدون معارضة حقيقة للحزب الاشتراكي أن يشاركوا بكثافة في الجولة الثانية من أجل تمكين الشعب من الدخول إلى الجمعية الوطنية"، مضيفة إن حزبها حصل على نتائج مشرفة وله الآن القدرة في الفوز. من جهته، أعلن جان لوك ملنشون منافس لوبان المباشر هزيمته بنفسه بعدما حل ثالثا، وأعلن تأييده للمرشح الاشتراكي في الدورة الثانية في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف. وقال ملنشون الذي كان عضوا في الحزب الاشتراكي سابقا "من الطبيعي أن نصاب بخيبة أمل، إلا أن علينا ألا نستسلم للهزيمة". من ناحيته، دعا رئيس الحكومة الاشتراكية الفرنسية جان مارك ايرولت الفرنسيين الى منحه ومنح الرئيس فرانسوا هولاند "أكثرية واسعة صلبة ومنسجمة" في الدورة الثانية. وأضافت أوبري إن على كل من يرفض سياسة التقشف ويريد عددا أكبر من الموظفين في قطاع التربية و القضاء والشرطة أن يصوتوا لصالح اليسار لكي نقلب نهائيا صفحة ساركوزي وحكومته تراجع طفيف في نسبة المشاركة وإلى ذلك، قال رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون معلقا " لا توجد موجة وردية"، بينما أضافت رشيدة داتي وهي نائبة في البرلمان الأوروبي باسم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية " لم يكن يتفوق الحزب الاشتراكي لولا حلفاءه من اليسار والخضر" داعية مناضلي اليمين الجمهوري الذهاب بكثافة إلى صناديق الاقتراع الأحد المقبل لأن الفوز ممكنا بحسب تعبيرها. من جهتها دعت نادين مورانو وزيرة التكوين المهني في حكومة فيون السابقة أنصار الجبهة الوطنية وكل الذين يؤمنون بأفكارها ومواقفها أن يصوتوا لصالحها في الجولة الثانية لكي تتغلب على مرشح اليسار. و دعي نحو 46 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم إلا أن نسبة المشاركة تراجعت قليلا مقارنة بانتخابات 2007 وتعتمد فرنسا نظاما مختلطا شبه رئاسي لكنه يصبح برلمانيا إلى حد كبير إن لم يتمتع رئيس الدولة بأغلبية في الجمعية الوطنية، ورئيس الوزراء هو الذي يمسك بغالبية الصلاحيات في تلك الحالة ميزة الاقتراع هذه السنة هي وجود 11 دائرة تمثل الفرنسيين في الخارج، والذين دعيوا للمرة الأولى للمشاركة في اقتراع وطني عبر الانترنت إلى جانب التصويت في صناديق الاقتراع أو التصويت بالمراسلة. (أ ف ب)