بعد النصر الذي حققه فرانسوا هولاند بفوزه في انتخابات الرئاسة الفرنسية تنتظره اليوم معركة ثانية ، معركة الانتخابات التشريعية المقررة في جوان المقبل. ومثلما شاركت الجاليات الفرنسية في البلدان الأجنبية في الانتخابات الرئاسية ستكون لها فرصة ثانية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية وتعتبر الجالية الفرنسية المتواجدة بتونس والتي يقدّر عددها حسب السفارة الفرنسية بتونس 30 ألف شخص من الجاليات الفرنسية الهامة في بلدنا .ومن ضمنه ما يصطلح على تسميتهم بمزدوجي الجنسية الذين يمثلون لوحدهم ٪ 70 من عدد الفرنسيين المقيمين بشكل دائم في تونس سوادهم الاعظم من التونسيين . وقد بلغ عدد الناخبين في القائمات الانتخابية في القنصلية التونسية التابعة للدائرة الانتخابية ع9دد 15361ناخب شارك منهم 7517 خلال الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية ورشّح 71.03 % منهم فرنسوا هولاند. وتمّ وضع 10 مكاتب للاقتراع في تونس على ذمّة الجالية الفرنسية في كلّ من تونس والمرسى وسوسة وصفاقس وبنزرت. وسيقوم الناخبين الفرنسيون الموجودين في تونس بانتخاب نائب من بين 11 نائبا للدوائر الانتخابية بالخارج حيث ستتاح لهم لأوّل مرّة فرصة الانتخاب عبر الأنترنات من خلال وضع مكتب اقتراع الكتروني و ستمتدّ المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية بين 23 و29 ماي أمّا المرحلة الثانية فستكون من 6 إلى 12 جوان المقبل. وسيقع إرسال معرّف وحيد لكلّ ناخب يرغب في الانتخاب الكترونيا عبر العنوان الشخصي والإرساليات القصيرة وكذلك البريد الالكتروني، مع العلم أنّ كلّ اقتراع عبر المكاتب الالكترونية يجب أن يتمّ وجوبا قبل أيام من تاريخ الاقتراع في المكاتب العادية الموجودة في تونس. جولة في الانتخابات البرلمانية ومن جهة أخرى، سيسعى فرانسوا هولاند إلى تحقيق أغلبية برلمانية يساعده في ذلك تحالفه السابق مع حزب الخضر في وقت لم يتم عقد أي اتفاق مع جبهة اليسار التي تضم أنصار جان لوك ميلونشون والحزب الشيوعي.وعلى الرئيس الفرنسي ورئيس وزرائه التجاوب مع مطالب حلفائه وتطرح تساؤلات بشأن رهانات الانتخابات البرلمانية، حيث رسمت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية معالم الانتخابات التشريعية.فهل يمكن لليمين المتطرف أن يخلط أوراق الانتخابات التشريعية خصوصا وقد أكدت مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية أن خمسة نواب في البرلمان سيشكلون نصرا لليمين المتطرف. غير أن معادلة الانتخابات البرلمانية ستكون معقدة حيث لا يمكن إغفال النسبة التي حققها جان لوك ميلونشون زعيم جبهة اليسار في وقت يبقى موقع فرانسوا بايرو غير معروف. والمفاجأة إعلان زعيم جبهة اليسار جون لوك ميلونشون ترشحه في معقل مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبين في "با دو كالي" شمال فرنسا. أمّا آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي فهو أول مسؤول يميني كبير يعلن انسحابه من الانتخابات التشريعية. ويأمل الاشتراكيون في الحصول على غالبية المقاعد لتمكين فرنسوا هولاند من تمرير إصلاحاته.