أيام قليلة بعد إطلاق سراح السائح البريطاني "راي كول"، المتهم بالمثلية الجنسية والمحكوم عليه ابتدائيا بالمغرب بأربعة أشهر سجنا نافذا رفقة صديقه المغربي، طالب الناشط الحقوقي والباحث السوسيولوجي التونسي، عثمان فرحات، الملك محمد السادس بإلغاء القوانين المُجرمة للمثلية الجنسية. وقال فرحات وهو دبلوماسي تونسي سابق، في رسالة مفتوحة وجهها للعاهل المغربي نشرها على مدونته الخاصة، موسومة بعنوان "لتبطلوا قوانينكم المضادة للإسلام"، "إنه من المؤسف أن نرى جمال المغرب تشينه قضية "كول"، إذ لها ضرر كبير لسمعته، ولكرم روح الإسلام وتسامحه". وتابع الناشط التونسي بأن هذه القضية "تندي جبين كل من يناضل لأجل حقوق الإنسان كما أفعل، فنحن نستحي، سواء هنا بتونس بلدي وأيضا بالمغرب وكل بلاد العرب والإسلام، من مثل هذه القوانين الجائرة التي تدعي باطلا الصفة الإسلامية" وفق تعبيره. وخاطب فرحات العاهل المغربي قائلا "لا يا جلالة الملك، إن الإسلام لا يعادي المثلية أو المماثلة؛ فقوانين مملكتكم فقط هي التي تعاديها، لأنها من وضع بشر لا يقبلون بالمثليين رغم أنه من الإنس مثلهم، لهم نفس الحقوق والواجبات". واسترسل المثقف التونسي بالقول إن "الحقيقة التي لا مراء فيها، أن الإسلام لا يمنع بتاتا ما يسمى باللواط، فلم يعد بالإمكان اليوم الادعاء أن منعه من مقتضيات الدين"، مضيفا "من المحتم أن تسارعوا لصفتكم الدينية السنية بإعطاء إشارة البداية لنقض مثل هذه القوانين المخزية". واعتبر المتحدث أن "المآل الحتمي لقوانين جائرة كهذه يقصد تجريم فعل المثلية الجنسية بالمغرب هو مزبلة التاريخ، فلتكونوا الأول في تجميدها وتحجيرها"، يطالب فرحات الملك، بدعوى أن "الإسلام اليوم إما هو دين الأخلاق الحقيقة والمبادئ السامية، أو مجرد ألعوبة منكرة بين يدي من يبتغي به التبليس، كما نراه ب"داعش" التي ترتوي بمثل قوانين الخزي تلك فتتقوى بها". وذكر الناشط التونسي بأنه توجه للملك بصفته أميرا للمؤمنين، فقد "كان ذلك أيضا لأني ممن يحب بلدكم وطني الثاني بالنسبة لي، به أنشر كتاباتي"، مشيرا إلى مؤلف له نشره بالمغرب فصل فيه "البيان في موضوع اللواط أو المثلية، مبرزا بالدليل القاطع أن الإسلام بريء من قوانين قمع المثليين" يقول فرحات(هسبيرس)