6322 مليون دينار ميزانية مقترحة لمهمة الدفاع في مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026    كمال بن خليل في مشادة كلامية حول تغطية الإعلام لمباراة الدربي    عاجل: ليفربول تفتح ملف رحيل محمد صلاح!    عاجل/ عدد التذاكر المخصصة لمباراة تونس وموريتانيا..    فريق من المعهد الوطني للتراث يستكشف مسار "الكابل البحري للاتصالات ميدوزا"    النادي الإفريقي: خلية أحباء باريس تتضامن مع الإدارة .. وتتمنى الشفاء العاجل لكل اللاعبين المصابين    الأخطر منذ بدء الحرب/ شهادات مزلزلة ومروعة لاغتصاب وتعذيب جنسي لأسيرات وأسرى فلسطينيين على يد الاحتلال..    علماء يتوصلون لحل لغز قد يطيل عمر البشر لمئات السنين..    من وسط سبيطار فرحات حشاد: امرأة تتعرض لعملية احتيال غريبة..التفاصيل    عاجل : معلق بريطاني من أصول تونسية يحتجز في أمريكا ...و العائلة تزف هذا الخبر    عاجل/ في عمليتين نوعيتين للديوانة حجز هذا المبلغ الضخم..    قضية سنية الدهماني..هذه آخر المستجدات..#خبر_عاجل    رسميا: إستبعاد لامين يامال من منتخب إسبانيا    سفير تونس ببكين: التعاون مع الصين سيشمل كل القطاعات..    المشي اليومي يساعد على مقاومة "الزهايمر"..    عاجل: ميناء سوسة يفتّح أبوابه ل200 سائح من رحلة بحرية بريطانية!    حجم التهرب الضريبي بلغ 1800 م د في صناعة وتجارة الخمور بتونس و1700 م د في التجارة الالكترونية    وزير الداخلية: الوحدات الأمنية تعمل على ضرب خطوط التهريب وأماكن إدخالها إلى البلاد    عاجل: منخفض جوي ''ناضج'' في هذه البلاد العربية    نابل: توافد حوالي 820 ألف سائح على جهة نابل - الحمامات منذ بداية السنة الحالية    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    عاجل : تحرك أمني بعد تلاوة آيات قرآنية عن فرعون بالمتحف الكبير بمصر    QNB تونس يفتتح أول فرع أوائل QNB في صفاقس    سليانة: نشر مابين 2000 و3000 دعسوقة مكسيكية لمكافحة الحشرة القرمزية    عاجل: معهد صالح عزيز يعيد تشغيل جهاز الليزر بعد خمس سنوات    أقراص طبية لإطالة العمر حتى 150 عام...شنوا حكايتها ؟    نائب رئيس النادي الإفريقي في ضيافة لجنة التحكيم    مدينة العلوم تنظم السبت 22 نوفمبر يوم الاستكشافات تحت شعار "العلوم متاحة للجميع"    بعد أكثر من 12 عاما من إغلاقها.. السفارة السورية تعود إلى العمل بواشنطن    غدوة الأربعاء: شوف مباريات الجولة 13 من بطولة النخبة في كورة اليد!    عاجل/ وزارة الصناعة والمناجم والطاقة تنتدب..    المنتخب التونسي يفتتح الأربعاء سلسلة ودياته بمواجهة موريتانيا استعدادًا للاستحقاقين العربي والإفريقي    المنتخب التونسي لكرة السلة يتحول الى تركيا لاجراء تربص باسبوعين منقوصا من زياد الشنوفي وواصف المثناني بداعي الاصابة    عاجل: حبس الفنان المصري سعد الصغير وآخرين..وهذه التفاصيل    عاجل: اضطراب وانقطاع المياه في هذه الجهة ..ال sonede توّضح    حاجة تستعملها ديما...سبب كبير في ارتفاع فاتورة الضوء    نقص في الحليب و الزبدة : نقابة الفلاحين تكشف للتوانسة هذه المعطيات    طقس اليوم: الحرارة في ارتفاع طفيف    عاجل/ وزير الداخلية يفجرها ويكشف عن عملية أمنية هامة..    النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص تنظم يومي 13 و14 ديسمبر القادم فعاليات الدورة 19 لأيام الطب الخاص بالمهدية    مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي    وزير السياحة يبحث مع نظيرته الإيطالية سبل تطوير التعاون الثنائي في المجال السياحي    الكنيست الإسرائيلي يصادق على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين في القراءة الأولى    ياخي الشتاء بدا يقرّب؟ شوف شنوّة يقول المعهد الوطني للرصد الجوي!    العراق ينتخب.. ماذا سيحدث من يوم الاقتراع لإعلان النتائج؟    ترامب: أنا على وفاق مع الرئيس السوري وسنفعل كل ما بوسعنا لجعل سوريا ناجحة    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    المهرجان العالمي للخبز ..فتح باب الترشّح لمسابقة «أفضل خباز في تونس 2025»    جندوبة: تتويج المدرسة الابتدائية ريغة بالجائزة الوطنية للعمل المتميّز في المقاربة التربوية    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    قابس: تنظيم أيام صناعة المحتوى الرقمي من 14 الى 16 نوفمبر    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي: كافية الراجحي تتحصل على جائزة البحث العلمي وعملان تونسيان ضمن المُسابقات الرسمية    عاجل/تنبيه.. تحوير جزئي لمسلك خطي الحافلة رقم 104 و 30..وهذه التفاصيل..    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    طقس اليوم؛ سحب أحيانا كثيفة مع أمطار مُتفرقة بهذه المناطق    محمد صبحي يتعرض لوعكة صحية مفاجئة ويُنقل للمستشفى    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المثلية الجنسية:بإسم الحرية..تسود الحيوانية
نشر في التونسية يوم 22 - 04 - 2013

طفا موضوع المثلية الجنسية من جديد على السطح خاصة مع تصريحات رئيسة جمعية حماية الأقليات عقب القبض على ناشط سياسي وشاب بأحد النزل متلبسين بممارسة اللواط معتبرة أن المثلية «تندرج في إطار الحريات الشخصية والحقوق الكونية» ...وقد أثارت تصريحاتها ردود فعل عنيفة في الأوساط المحافظة التي اعتبرت أن في الاعتراف بالمثليين تعدّيا صارخا على الثوابت الثقافية والهوية الإسلامية وجذورنا الحضارية ...
«التونسية» تطرقت لهذا الموضوع الحساس خاصة مع تواتر الاعترافات الدولية بالمثليين وإقرار حقهم في الزواج وتكوين أسر لعلّ آخرها إقرار البرلمان الفرنسي حقهم في تكوين «حياة زوجية»... وفي خضم محاولات المثليين التونسيين للخروج من صمتهم والنضال من اجل حقهم في التعايش في النور مثلهم مثل أي تونسي...
في خضم التحولات السياسية العميقة التي تلت الثورة خرج دعاة المثلية في تونس إلى العلنية وطالبوا بحقوقهم في الاعتراف القانوني, اذ قام شاب شاذ رفقة مجموعة من المثليين الآخرين بإصدار مجلة إلكترونية مثيرة للجدل بعنوان «Gayday» تعنى بقضايا المثليين جنسيا في تونس وغيرها من الدول العربية.. حيث وجد المثليون أنفسهم أحرارا إلى حد ما في التعبير عن أنفسهم بحرية ودون خوف من الرقابة, وقد أثارت مجلة «Gayday» الإلكترونية التي صدر أول أعدادها في السنة الماضية، انتباه العديد من التونسيين مما أخرج الجدال حول المثليين في تونس والدول العربية إلى واجهة النقاش العلني... وقد صرح مصدر هذه المجلة انه «سيواصل النضال عبر شبكة التواصل الاجتماعي مستعينا باجواء الحرية التي أهدتها الثورة من اجل حقوقهم رغم التهديدات التي يتعرض لها من حين لآخر» في نفس السياق قررت مجموعة من المثليين المغاربة إحداث صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، لإعلان أنفسهم ونشر صورهم، وعناوين حساباتهم، وقد اختاروا جملة Lesbiennes et gays marocains en chaleur عنوانا لصفحتهم على الفايسبوك.
واعتبر هؤلاء الشباب المغاربة أن الصفحة تهدف إلى خلق شبكة معروفة تضم أكبر عدد من المثليين و المثليات المغاربة من أجل مزيد من «الحب والحرية» حسب ما ورد في صفحتهم. وتعد هذه الخطوة الجريئة الأولى من نوعها بالنظر الى إعلانها أسماء وصور ومناطق المثليين المغاربة. إثر ذلك اتخذ المثليون خطوة جديدة حاسمة أطلقوا عليها «حملة مثلي مثلك على النات» وكانت فضاء للالتقاء بينهم للتمتع بحرية التعبير بعيدا عن أعين السلطة. وقد عبر المثليون المدوّنون عبر هذه الحملة لصحيفة الكترونية لبنانية ما يتعرضون له من إرهاب وترهيب في حين انهم جزء من المجتمع مشيرين الى انهم لم يحظوا بالاعتراف وأنهم لا يذكرون إلا من باب التندّر والتشهير. كما اعتبروا ان المجتمع يعاديهم مثلما يعادي أصحاب الفكر الجديد او المثقفين او أصحاب دعوات الإصلاح وانه لا احد يحاول البحث عن المعلومة الصحيحة المتعلقة بهم متسائلين كيف سيعلم المجتمع حقيقة المثلي فكثير منهم يحبون الخير للناس ولا يطمحون الا لربط علاقة تسامح واحترام مع كل أفراد المجتمع (؟) ...وانهم تذمروا كثيرا من الملاحقة المستمرة للمدونين لمنعهم من التعبير على النات والتضييق عليهم وانزعجوا من الحرب التي تشن عليهم للمطالبة بإخراجهم من برامج الدردشة ومن البرامج الحوارية ...ورغم كل هذا الامتعاض فقد بين مثلي عربي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية انه يعيش مع «حبيبه المثلي» وأنه لا يُنظر إليهما انهما مثليان وربما يذهبان إلى عشاء رومانسي «ويشبك يده بيده» وتمر السهرة في سلام ...عكس المجتمعات العربية التي تصل معها المسائل حد تصفية المثليين الذين تطلق عليهم تسمية «قوم لوط» حيث تم قتل 680منهم رغم أن جماعات حقوق الإنسان الدولية استطاعت أن تمرر الكثير من أفكارها حول الديمقراطية وحرية العقيدة والتعبير إلى المجتمعات العربية ولكنها لم تستطع أن تجعل الشعوب العربية تقبل فكرة التعاطف معهم والتعامل مع أفعالهم باعتبارها تدخل في خانة الحرية الشخصية وفي العراق رصد صحفي إنقليزي تعقب الميليشيات العراقية المثليين جنسياً عبر غرف الشات واصطيادهم ثم قتلهم مؤكدا أن هذا يحدث يومياً وأن الضحايا بالمئات.
وحسب التقرير الذي نشرته جريدة «الأوبزرفر» فإن الصحفي التقى عددا من أعضاء تلك الميليشيات من أبناء تيار جديد يتسم بالعنف في العراق ضد الشواذ جنسياً وحسب استقصاء الصحيفة فإن «مجموعة حمزة» قتلت 130 شاذا جنسياً منذ بداية العام وحتى الآن. وتقول الصحيفة ان رئيس هذه الجماعة التي يوجد مقرها ببغداد يقوم دائماً بتحفيز أعضاء جماعته على ازهاق أرواح المثليين جنسيا ووصفهم بالحيوانات واعتبر ان الحيوانات تستحق الشفقة أكثر من هؤلاء الذين يمارسون أعمالاً قذرة مشيرا الى أنه عند العثور عليهم نخبرهم بسبب احتجازهم ونعطيهم فرصة للاستغفار وطلب السماح من الله ثم نقوم بقتلهم.
الغفران ثم القتل
وقد أثارت هذه القضية الرأي العام في بريطانيا وأمريكا حيث نظر إليها البعض ان ما يطلقون عليه العنف ضد الشواذ العراقيين هو بمثابة اختبار مهم لمدى قدرة الحكومة على حماية الأقليات الضعيفة بعد خروج القوات الأمريكية وهو ما كان وراء تدخل المفوضية العليا لحقوق الإنسان التي أعربت عن قلقها بشأن التصفية الممنهجة التي يتعرض لها المثليون والمثليات وطالبت مفوضة الأمم المتحدة نافي بيلاي «وبان كي مون» في كلمة اعتبرت تاريخية في ديسمبر 2010، بنيويورك بضرورة مساواة المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية مطالبا بعدم تجريم المثلية الجنسية على صعيد العالم، وبتدابير أخرى تتصدى للعنف والتمييز ضدهم. وقال: «إننا، بوصفنا رجالا ونساء نعمل بما تمليه علينا ضمائرنا، نرفض التمييز بصفة عامة، والتمييز المستند على وجه الخصوص إلى الميول الجنسية والهوية الجنسية, وحيثما يكون هناك توتر بين الاتجاهات الثقافية وحقوق الإنسان العالمية، فيجب أن تكون الغلبة للحقوق»...كما اعتبر ان «حماية المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية من العنف والتمييز لا تتطلب إيجاد مجموعة جديدة من الحقوق الخاصة بهم، ولا تتطلب إنشاء معايير دولية جديدة لحقوق الإنسان», وأن الالتزامات القانونية للدول بحماية حقوق الإنسان الخاصة بالمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية راسخة تماما في القانون الدولي لحقوق الإنسان استنادا إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان التي تمت الموافقة عليها بعد ذلك, وان جميع الناس، بغض النظر عن جنسهم أو ميولاتهم الجنسية أو هويتهم الجنسية، الحق في التمتع بأوجه الحماية التي ينص عليها القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك احترام الحق في الحياة وفي الأمان على شخصه وخصوصيته، والحق في عدم الإخضاع للتعذيب والاعتقال والاحتجاز تعسفيا، والحق في عدم التعرض للتمييز، والحق في حرية الرأي وحرية الاشتراك في الجمعيات والتجمعات السلمية»...وفي نفس السياق اعتبر «أن الاتجاهات الراسخة بعمق المعادية للمثليين وكراهية مغايري الهوية الجنسية، والتي كثيرا ما تكون مجتمعة مع الافتقاد إلى الحماية القانونية اللازمة ضد التمييز على أساس الميل الجنسي والهوية الجنسية، تعرّض الكثير من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية من جميع الأعمار وفي جميع أقاليم العالم لانتهاكات فظيعة لحقوقهم الإنسانية حيث يجري التمييز ضدهم في سوق العمل وفي المدارس وفي المستشفيات، وتعمد أسرهم إلى إساءة معاملتهم والتبرؤ منهم. ويتعرضون دون غيرهم للاعتداءات البدنية - فيضربون ويواجهون تهجمات جنسية، ويعذبون ويقتلون. وفي زهاء 76 بلدا، تجرم القوانين التمييزية العلاقات الخاصة الرضائية بين أفراد من نفس الجنس- مما يعرض الأفراد لمخاطر الاعتقال والمحاكمة والسجن- بل لعقوبة الإعدام في خمسة بلدان على الأقل...كما تعهدت بمراقبة دولية مكثفة لرصد امتثال الدول للمعاهدات الدولية ولحقوق الإنسان ...هذا الاحترام للمواثيق الدولية يجد حاجزا لدى الدول العربية الإسلامية التي رفضت المصادقة على المعاهدات التي لا تتلاءم مع الثوابت الإسلامية» وهذا ما صرح به وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو اذ أفاد في احدى تصريحاته «أن البلاد صادقت على جميع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ما عدا ما يتنافى مع ديننا وثوابتنا وتاريخنا وقال أن هناك ضغوطات دولية مورست على الحكومة التونسية من اجل إدراج المثلية كحق من حقوق الإنسان ورفضنا ذلك مضيفا انه «لا مجال لقبول المساواة والابتزاز الدولي الذي يتعدى على ثوابت وعادات المجتمع التونسي» وهو ما أثار حفيظة منظمة العفو الدولية ومؤسس مجلة المثليين.
مرض أم شذوذ... ؟
مجموعة من المختصين اعتبروا عقب أبحاث قاموا بها على عينات من المثليين والمثليات أن المثلية الجنسية هي «الانجذاب العاطفي والنفسي لنفس الجنس وهي ولئن كانت اضطرابا تطوريا فإنها ليست مرضا لان كلمة مرض توحي بان الإنسان كان سليما ثم اصيب بالمرض في حين أن المثلية تنمو في الإنسان حيث يؤثر عليه التكوين النفسي والعلاقات وأهمها الاهل ...وهو يختلف عن الشذوذ من حيث أن هذا المصطلح يطلق عامة على الاشخاص الذين يمارسون الجنس مع الحيوانات أو الموتى كما لا يدخل ضمنها من يمارس الجنس مع الأطفال لكنه يصنف في خانة المضطربين جنسيا» ...
المثلية الجنسية ليست طبيعة اي فطرة لدى الإنسان بل هي وليدة عدة عوامل أهمها العامل الوراثي وليس المقصود به تحديد الوراثة مثل لون العين والشعر وخلافه لكن المقصود به الاستعداد الوراثي مثل إدمان الخمر. هذا الاستعداد لو توفرت لديه الظروف المناسبة يصبح مثليا ولو لم تتوفر لديه الظروف لن يتعرض للمثلية كما انها يمكن أن تكون نتيجة خلل هرموني والمقصود الوسط الهرموني للرحم الذي يحيط بالجنين وتؤثر عليه كونه ذكرا او أنثى. في بعض الأحيان تصاب الام بخلل في إفراز الهرمون المناسب لنوع الجنين لأي سبب فيحيط بالذكر وسط هرموني أنثوي وليس ذكريا او العكس ولكن أيضا هذا العامل إذا لم تتوفر معه بقية العوامل التي تؤثر في الطفل ينمو بطريقة طبيعية جدا .
العلاقات الأسرية بدورها لها أهمية كبيرة في حياة الطفل ,فالطفل الذكر الذي يتعرض إلى وسط هرموني أنثوي تكون لديه الهرمونات الأنثوية هي الأكثر حساسية ويكون هذا الطفل حساسا جدا ولطيفا أي به سمات تميل اكثر للبنت. هنا على الام أن تفسح المجال للأب ولا تتمسك بالطفل لان تمسكها به من اجل رعايته يزيده من صفات الأنوثة لذا على الاب أن يكون له دور كبير في رعايته وتعليمه كي يصبح رجلا وذلك بان يلعب معه العاب الأولاد ويعلمه كيفية التعامل مع الرجال فيشبع الطفل من هرمونات الذكورة من والده وهذا يساعده على انتقال سمات الذكورة لديه وذلك من بداية سن 3الى خمس سنوات حتى يستطيع بعد ذلك أن ينتمي لأصحابه الذكور بداية من الابتدائي لان الأولاد سيدركون أن به صفات أنثوية وليس مثلهم في الطبع فيرفضونه لأنه مختلف عنهم ولن يستطيع أن ينتمي لهم ثم بعد فترة يحدث انجذابا لهم لأننا لا ننجذب الا للمختلفين عنا وإذا لم يشعر انه واحدا من الأولاد وينتمي لهم سيتحول جوعه للحب والذكورة إلى انجذاب نفسي لهم .
إضافة إلى ذلك فان الدراسة تقول أن 80 بالمائة من المثليين سبق وأن تعرضوا لانتهاكات جنسية وأنه إذا تضافرت عوامل أخرى فليس كل من يتعرض إلى اعتداء جنسي يصبح مثليا لأنه إذا تعرض إلى انتهاك جنسي ووجد الأمان والمساندة والحماية الأسرية لن يتعرض للمثلية أما إذا وجد عنفا وتأنيبا وعدم تصديق لهذا قد يؤدي به الى المثلية...المجتمع كذلك الذي ينشأ فيه الطفل له تأثير في تكوين الميول المثلية عند الطفل. فالمجتمعات التي توصم المثليين وتحتقرهم تساعد على ازدياد مشكلتهم كذلك المجتمعات التي تشجع المثلية وتدعي انها خيار طبيعي ومقبول أيضا تزيد من المشكلة ...اضافة إلى ذلك لا توجد صفات معينة نستطيع أن نميز بها المثلي فصورة الإعلام التي يقدم فيها المثلي خاطئة فهو ليس كما نراه يتكلم بطريقة أنثوية ففي اغلب الحالات لا نستطيع تمييز المثليين من كلامهم وتصرفاتهم هي عادية, هذا وتجدر الملاحظة أن نسبة الذكور في المثليين هي 2,8 بالمائة بينما الفتيات 1,4بالمائة على مستوى العالم.
خطوات نحو الاعتراف والرسمية
باستثناء الدول العربية الإسلامية التي رفعت الفيتو في وجه المثليين الذين ظلوا يصرفون أمورهم سريا فانه في بعض الدول الغربية أتى «نضال» المثليين أكله حيث نسمع من حين الى آخر عن زيجات رسمية للمثليين اشهرها لشاب مغربي من مدينة فاس، تزوج من رجل يهودي ببلجيكا متوجين بذلك «قصة حب» جمعت بينهما وتعرف الشاب المغربي على ماريو سكولاس بلجيكي يهودي بعد هجرته إلى بلجيكا، لتبدأ علاقتهما، إلى أن قررا إشهار علاقتهما عبر عقد قران بأحد الكنائس البلجيكية. وقد اثار زواج الشاب ياسين البشيري من البلجيكي ضجة كبيرة في أوساط الجالية المغربية ببلجيكا. أمّا في أمريكا فقد بلغ عدد الأسر الأمريكية التي تحوي أزواجا مثليين حسب إحصائية أخيرة 900الف أسرة سنة2010وقد يتضاعف عددها مع ازدياد عدد الدول المعترفة بها –آخرها فرنسا- جنوة أيضا أعلنت اعترافها بهم حيث صوت المجلس التنفيذي بالإجماع لصالح وضع سجل جديد للأزواج غير المرتبطين بعقد قران كنسي يكون مفتوحا للمثليين . وقالت العضوة الحقوقية في مجلس المدينة إيلينا فيوريني «سيكون السجل الجديد للزيجات المدنية مشتملا على إجراءات في غاية البساطة ، تعطي الحقوق ذاتها للمتزوجين وغير المتزوجين ممن يعيشون معا , ولكل اثنين يعيشان معا الحق في التسجيل فيه، بغض النظر عن الجنس وأضافت أنه سيكون في وسع الداخلين في هذه الثنائيات الاحتفال بالزيجات المدنية في قاعة المدينة ، كما يحدث في الاحتفال بعقد القران «التقليدي»!...الإنجاب كذلك لم يعد عائقا بالنسبة للأسر المثلية حيث يقع اللجوء إلى التبني او إلى الأمهات البدائل كما وقع مع السير ألتون جون وزوجه ديفيد فيرنيش اللذين ارتبطا رسميا بعد علاقة غرامية دامت اكثر من 12سنة اثر الاعتراف بزواج المثليين ببريطانيا وقد رزقا مؤخرا بمولود ذكر عن طريق أم بديلة...
أما في تونس فلا يزال المثلي منطويا على نفسه حسب تصريحات شاب يقول في مدونته إنه يضطر إلى إخفاء نفسه والابتعاد عن الناس ويجد نفسه مجبرا على الالتقاء بأصدقائه المثليين في بعض النوادي المعروفة ..,او العلب الليلية وانه يمارس حياته كمثلي مرعوبا من أن تطاله جريمة الفصل 230. شاب آخر كذلك قال إن الناس لا يعلمون شيئا عن المثلية سوى ما تقدمه لهم وسائل الإعلام من أن المثلي «هو ميدو» بشكله المخنث وأسلوبه المائع وحركاته المنحلة او ما يرسب في الذاكرة الشعبية من أن المثلي هو «الحلاق المراوي» المتشبه بالنساء الذي تلعنه السماوات والأرض وانه «موش راجل» والنعوت في هذا الصدد كثيرة مشيرا الى أن الرجولة هي قيم وليست شكليات ملاحظا كم من غير مثلي لا يمتلك من الرجولة سوى الذكورة ...وقال انه تربطه علاقة روحية كبيرة بصديق له رغم أن علاقته به «عرفية» وأنه يلتقيه بصعوبة كبيرة لكثرة اعين المتطفلين وانهما اضطرا أن يؤجرا منزلا بضاحية راقية بثمن باهظ وانه لا يفكر أبدا في خيانته والتزوج ب «مغايرة» بمعنى بأنثى.
الحرية ليست تطاولا على قيم المجتمع
في المقابل صيحات فزع كبيرة أطلقتها التيارات التي تعتبر أن الحرية لا يمكن أن توجد بمعزل عن القيم الأخلاقية للمجتمع وان ما يحدث هو محاولة لضرب الأسرة في المجتمعات العربية الإسلامية وان الحرية مفهوم مجرد لا يمكن تصوره إلا في إطار النشأة والتركيبة الاجتماعية التي تحكمنا شئنا أو أبينا، وأنه ليس هناك أي مفهوم مطلق لها خارج هذا الإطار، إلا في عقول من يريد أن يركب مطايا مثالية وتجريدية تقفز على معطيات الواقع، لتؤسس لها صرحا بعيدا عنه بكل المقاييس,وانه اذا كان الواقع المؤطر يحكم مفهوم الحرية كحق من حقوق الإنسان، فإن ممارسة هذه السلوكيات الشاذة بدعوى الحرية، هو قفز على كل التوافقات الاجتماعية ليصبح الشاذ خارقا لمنظومة المجتمع الفكرية والسلوكية وحتى القانونية والعرفية ويا ليت الأمر يقف في حدود معينة دون الجهر بهذه الممارسات علنا واستفزاز مشاعر الناس. فحتى في القيم الديمقراطية المحترمة للحرية والحقوق الإنسانية، فإن القانون وحكمه وما تعارف عليه البناء الكلي هو من يحكم ويسود وليس من يشذ عن القاعدة، ويؤسس لممارسات بدعوى مفهوم لم يجلب لبلداننا إلا الخراب، وهكذا تصبح الحرب حرية والقمع حرية والشذوذ حرية والتقتيل والتجويع حرية، والحرية بهذه المفهوم ليست سوى شعار يئن تحت وطأة وضاعة العقل العربي، وثقافة الغزو الماسخ المشوه للحقائق والموجهة إليه ظلما وعدوانا.
في نفس الاتجاه يرى الباحث محمد بالعودي انه لابد من ربط ماضي الجاهلية في ما يتعلق بجانب القيم والمبادئ والأخلاق بحاضرها وحاضرها بماضيها الذي يبين من خلال واقع العلمانية وتصريحات العلمانيين ان العلمانية الحديثة لا تحرّم الفواحش الأخلاقية بل لا تراها أصلا فواحش استنادا الى ان الدين علاقة بين العبد والرب ولا شأن له بأخلاق الناس الى درجة انها لا تعتبر العلاقة الجنسية غير الشرعية ولا العلاقة الجنسية الشاذة رذيلة أخلاقية.
ويضيف الباحث بالعودي قائلا: «إنه نفس ميزان الجاهلية للاخلاق التي مرجعها أهواء الناس وهو نفس ميزان العلمانية الحديثة في جاهليتها المعاصرة ولكن تحت مسميات مختلفة: نخبة ,مجلس ,جمعية ,منظمة تمنع ما يشاؤون وتبيح ما يشاؤون دون اعتبار الشرع والدين». وحسب قوله فإنّ الحرية في المدلول العلماني الجاهلي هو عدم الانتظام بنظام وذلك باعتبار ان الانفلات تحرر والانضباط حرمان حتى اضحى العري تحررا وحضارة وكشف العورات مظهرا تقدميا.
انها جاهلية الانهزام امام الشهوات وعبادة الأهواء وتحطيم الاخلاق وتمجيد الفاحشة فالحرية في معانيها السامية والعميقة ليست مجرد حق فهي مسؤولية والتزام فقدانها يؤدي الى شلل الحياة اي المجتمع وإطلاقها كذلك يؤدي الى فوضى في المجتمع برمته لذا فان حق الفرد في الحرية الشخصية يقابله دائما حق المجتمع فلا يجوز الخروج عن حدود هذه الهوية بل يجب ان تكون متوافقة معها اما حرية الشذوذ فهي ليست سوى شذوذ عن معاني الحرية التي تفيد المسؤولية والالتزام. وكحجة ناطقة عن فشل الأسر المثلية عرض التلفزيون الأمريكي عائلة من الشواذ تتألف من رجلين تبنيا طفلة, وكان أحد هؤلاء الشاذين طبيباً وهو الذي يقوم بدور الأب بينما يقوم الشخص الآخر بدور أم الطفلة، حيث يبقى معها في البيت يرعاها, إلا أن الطفلة لم تستوعب بأن والدها ووالدتها من نفس الجنس! فهي ترى العائلات مكونة من رجل وامرأة هما الأب والأم وهذا له تأثير نفسي كبير على نمو الفتاة بصورة طبيعية، خاصةً عندما تكبر وتعرف ما معنى هذه الحياة الشاذة، غير الطبيعية التي تعيشها مع رجلين شاذين جنسياً ولكنهما والداها بحكم القانون الذي أعطى الحق للشاذين جنسياً بتبني الأطفال، ضاربين بعرض الحائط كل تعاليم الأديان، وكل الأعراف والتقاليد التي تسير حتى في دولهم التي تتسامح مع الشاذين جنسياً وتمنحهم حقوقاً جائرة مثل تبني رجلين لطفلة. فماذا سوف يكون مستقبل هذه الطفلة نفسياً عندما تكبُر وتعيش مرحلة من التشويش العقلي الخطير نتيجة حياتها غير الطبيعية مع والدين غير طبيعيين؟ والخطير اليوم أن خطيئة «سدوم وعمورة» تأتي على جزء كبير من العلاقات الزوجية بل اصبحت سببا مباشرا في الطلاق إنشاء «ساتر العورات»...حيث تصدم الزوجة بشذوذ زوجها فتختار ابغض الحلال –حسب مصدر قضائي -.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.