قال شهود عيان إن أعمدة الدخان شوهدت، الأربعاء، في مدينة بنغازي الليبية وسط استمرار الغارات الجوية والاشتباكات بين الجيش الليبي والميليشيات المسلحة المتشددة في بنغازي، بحسب سكاي نيوز. وقال آمر سلاح الجو بغرفة "عملية الكرامة" العميد صقر الجروشي إن مقاتلات سلاح الجو تكثف من غاراتها الجوية على أهداف محددة لهذه المجموعات المسلحة. مضيفاً أن القصف سيطال أي تجمعات أو مواقع أو سيارات مسلحة غير تابعة للجيش الليبي. كما أكد آمر الكتيبة 204 دبابات العميد محمد البرغثي أن قواته تقدمت واقتحمت معسكرا تابعا لميليشيا 17 فبراير في بنغازي. وقالت مصادر من المدينة بحسب «سكاي نيوز عربية» إن طائرات الجيش شنت أيضا غارات جوية على مواقع ل"أنصار الشريعة" في بنغازي، مشيرة إلى أن الضربات الجوية استهدفت آليات التنظيم ومسلحيه. تأتي هذه التطورات عقب إعلان مجموعات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي «انتفاضة 15 أكتوبر»، لمواجهة الجماعات المسلحة «المتشددة» في المدينة، لا سيما جماعة «أنصار الشريعة". وعجت حسابات في فيسبوك وتوتر، تتبع مجموعات ليبية، في الأيام الأخيرة، بدعوات لانتفاضة داخلية بالمدينة للقضاء على من أطلقوا عليهم اسم "الخوارج". من جهتها، أعلنت مجموعات شبابية في بنغازي ما سمته «النفير» في مواجهة الجماعات المسلحة «المتشددة»، وأغلقت أطراف المدينة بالسواتر الترابية. مقتل 4 جنود من الجيش لقي أربعة جنود من قوات الجيش الليبي مصرعهم، جراء الاشتباكات العنيفة المتواصلة مع قوات «مجلس شورى ثوار بنغازي»، فيما دعا وزير الداخلية الليبي عمر سالم السنكي المواطنين "للوقوف صفاً واحدا مع رجال الشرطة ودعمهم للخروج بالوطن إلى بر الأمان". الجيش يتحرك يأتي ذلك فيما أكّد مصدر عسكري بالقوات الخاصة «الصاعقة» لبوابة «بوابة الوسط» أنّ الجيش الليبي خسر سبعة من رجاله اليوم الثلاثاء، بمعركة تحرير بنينا شرق مدينة بنغازي في حين ارتفع عدد قتلى المعارك بين الجيش ومسلحين «متشددين» في مدينة ككلة، شمال غربي البلاد، إلى 35 قتيلا. واندلعت اشتباكات بين عناصر الجيش الوطني ومسلحي «جماعة أنصار الشريعة» «المتشدة»، قرب جسر بنينا في مدينة بنغازي، التي تشهد اشتباكات مسلحة منذ مطلع أغسطس الماضي. وذكرت مصادر عسكرية ليبية، قبل يومين، أن الجيش الوطني الليبي تمكن من طرد مسلحين ينتمون إلى «قوات فجر ليبيا» من مدينة ككلة في الجبل الغربي. بنغازي تشتعل وأوضح المصدر أنّ المعركة انحسرت اليوم بمُحور بنينا فقط، وأنّ القوات البرية والمُشاة وأهالي المنطقة استخدموا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والمدفعية، في عملية عسكرية مُنظمة، كما شنّ سلاح الجو غارات جوية بطائرات عمودية ومُقاتلة على عدة مواقع وتجمعات لقوات مجلس شورى ثوار بنغازي. وقال إنّ منطقة بنينا بالكامل تحت سيطرة الجيش الليبي والشرطة وأهالي المنطقة، موضحًا أنّ لديهم عددًا من الجرحى وإصاباتهم متفاوتة، كما لديهم سبعة قتلى وهم: أمراجع سليمان إبراهيم المالكي، وسالم على ميكائيل الحاسي، ومجدي أسلومة مصطفى، ومحمد جمعه العلواني، وفيصل ناصر العمامي، ووسيم عثمان نجيب الفاخري، وعبدالله المغربي وفي سياق مُتصل، أكّد مسؤول قسم الإعلام والتوثيق بقاعدة بنينا الجوية ناصر الحاسي لبوابة "بوابة الوسط" إصابة شقيقة الرئيس عُرفاء فضل الحاسي آمر التحريات بالقوات الخاصة "الصاعقة"، بمعركة تحرير بنينا. وقال الحاسي إنَّ فضل وشقيقة الأصغر تعرّضا لإصابة خفيفة بمعركة الثلاثاء، وتم نقلهما إلى مُستشفى لتلقي الخدمات الطبية، مؤكدًا أنهما في حالة صحية مُستقرة. يذكر أنّ مدينة بنغازي تشهد عمليات عسكرية بين قوات الجيش الليبي وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. حفتر وانهاء الخدمة يأتي ذلك فيما قال اللواء خليفة حفتر إنه سيعلن انتهاء خدمته العسكرية عقب خوضه معركة تحرير بنغازي، بحسب قوله. جاء ذلك خلال كلمة لحفتر بثتها قناة "ليبيا أولاً" مساء أمس الثلاثاء. وأوضح حفتر أن "عملية الكرامة" التي يقودها بدأت عقب تزايد عمليات الاغتيال في صفوف رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، وأنها تزامنت مع قرارات مشبوهة من السلطة القائمة حينها بتسريح ضباط الجيش والشرطة تحت دعوى العزل السياسي والإحالة للتقاعد و»الأزلام»، وهو الأمر الذي نتج عنه إضعاف الجيش ومنعه من الدفاع عن الوطن، ومنع قيام قوة عسكرية محترفة للدولة، في مقابل تشكيل كتائب مسلحة شوهت صورة الثوار أمام العالم وصرفت عليها مليارات دون أن تساهم في بناء جيش حقيقي، بحسب حفتر. وتابع "وكان الهدف من ذلك كسر الروح المعنوية للجيش والجنود النظاميين، بهدف تشكيل كتائب لا تخدم المصلحة الوطنية، أمام ذلك وبعد التأكد من تواطؤ بعض عناصر السلطة القائمة آنذاك، لم أجد ورفاقي بديلاً عن امتشاق السلاح لخوض المعركة دفاعًا عن الشعب ومقدراته". وأضاف قوله "ولم يكن خافيًا على أحد الثمن الذي سندفعه للدفاع عن الوطن... إن تلك العمليات التي خضناها بعدد قليل من الرجال يعجز اللسان عن وصف شجاعتهم واجهوا العصابات بشجاعة... فقدنا العديد من الشهداء". وأشار إلى أن "ما يحدث في البلاد هو جزء من أزمة للإرهابيين في المنطقة من الجزائر غربًا إلى سورية والعراق شرقًا، مدعومين من دول كنا نعتقد أنها صديقة، وتأكد لنا أننا نخوض معركة ضد الإرهاب الدولي وإرهابيين تم جلبهم من عدة دول". وأكد حفتر أنهم استطاعوا حشد وتنظيم تسليح قطاعات جديدة في الجيش الليبي لم تكن متاحة، واستطعنا من خلال العمليات الاستخباراتية جمع الكثير من المعلومات عن تلك العصابات الإرهابية وألحقنا بهم خسائر في الأفراد والأسلحة والمعدات، وقبضنا على عدد منهم سيحولون للقضاء قريبًا... وشكلنا تحديًا حقيقيًا لتلك العصابات الإرهابية التي شكلت تحديًا للدولة الليبية". وتابع "وتفخر قواتكم المسلحة بأن جهودها خلقت مناخًا آمنًا في المنطقة الشرقية خاصة المرج والبيضاء وطبرق... وكنا سببًا في توحيد الجيش الليبي تحت رئاسة أركان حقيقية... على الرغم من الجهود والتضحيات التي بذلت إلا أن أمامنا المزيد من العمل والأهداف التي لم نصل إليها بعد". وأردف "اليوم أنقل لكم أن رجال الكرامة قد صاروا جاهزين لتحرير بنغازي من الإرهابيين ونحن لن نسمح بأن تذهب دماؤهم هباء وسنعمل على أن يلقى المجرمون جزاءهم في بنغازي مهد الثورة... وسنعمل على إعادة الانضباط في بيوتها وشوارعها". وأضاف بقوله "بعد تحرير بنغازي إن شاء الله سيصبح من الضروري عودة الجنود إلى معسكراتهم حسب الترتيبات التي تقرها رئاسة الأركان... ومن حق رجال الكرامة أن يلقوا الاحترام من الشعب الليبي". واعتبر حفتر أن معركة الكرامة هي أشرف ختام لحياته العسكرية وأنه آن له أن يستريح ويسلم قيادة المعركة لأبنائه من الجيش الليبي، مؤكدًا أن الساعات المقبلة ستكون قاسية وصعبة، متابعًا "لكن نبشركم بقرب عودة الحياة لطبيعتها، لتنعمون كما اعتاد الشعب الليبي بحياة كريمة، فمن أجل ليبيا علينا أن نواجه بجسارة عدونا اليوم وأن نبني وطننا حرًا مستقرًا".