شنت القوات الموالية للواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر، أمس، هجومًا جديدًا في محاولة لاستعادة مدينة بنغازي شرق ليبيا، التي سقطت بأيدي "ميليشيات إسلامية" وخصوصًا جماعة "أنصار الشريعة"، وأكد المتحدث باسم حفتر، العقيد محمد حجازي "تطهير المدينة تماما من الإرهابيين". وقال العقيد محمد حجازي، في حديث لصحيفة لشروق الجزائرية تعليقا على التطورات الحاصلة في شرق ليبيا «أؤكد لكم أن قوات الجيش الليبي، مسيطرة تماما على مدينة بنغازي»، وقدّم المتحدث باسم اللواء خليفة حفتر نماذج لعمليات، تبرز حسبه سيطرة القوات الموالية لهم على جماعة أنصار الشريعة «لقد اقتحمت قواتنا معسكر 17 فبراير، وتم تحرير قصر وليّ العهد، ومبنى الاستخبارات العسكرية، ومحور بنينا»، وذكر المسؤول العسكري في قوات حفتر أن العملية خلفت مقتل 10 إرهابيين، على حد تعبيره، بينهم واحد من جنسية مالية، مع فرار آخرين، أكد أن من بينهم جزائريون وتونسيون ومصريون وأفغان وباكستانيون، إضافة إلى عناصر ليبية. وذكر العقيد محمد حجازي، أن القوات التي نفذت هجومها صبيحة، أمس، متكونة من 28 مرْكبة، ولم يتم تسخير كل القوات في مواجهة «العناصر الإرهابية»، وتابع «قواتنا تدكّ معاقل الإرهابيين، وسيتم تطهير بنغازي منهم بصفة نهائية.. لقد أخرنا تنفيذ العملية حفاظا على سلامة المواطنين لا غير»، ورفض المسؤول العسكري الرد على مسألة الحوار الذي عرضته الجزائر على فرقاء الأزمة في ليبيا وقال «أنا رجل عسكري وليست لي أي علاقة بالمسائل السياسية.. لا يمكن لي الحديث فيما سألتني عنه». من جانبه، قال حفتر، في بيان بثته قنوات ليبية موالية، إن «تحرير مدينة بنغازي واستقرارها هي المرحلة الإستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد الإرهاب، لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كل ربوع الوطن من الإرهابيين العابثين باستقراره وأمنه ووحدته». وتدافع قوات حفتر منذ أسابيع عدة عن مطار بنغازي، آخر معاقلها منذ فقدت سيطرتها على قواعد عسكرية مهمة. وقتل سبعة جنود الثلاثاء بانفجار سيارة مفخخة قرب المطار، حسب متحدث باسم القوات الموالية لحفتر. وقد أكد حفتر أن «الساعات والأيام المقبلة ستكون صعبة على الليبيين، لكنه لا بد من ذلك لكي نعيد الأمن والأمان». وللمرة الأولى، أكد حفتر انه «سيعلن انتهاء خدمته العسكرية عقب خوضه معركة تحرير بنغازي» بعد ما كان يعتمد الغموض حول نواياه الحقيقة، إلا انه لم يوضح ما إذا كان يسعى إلى دخول المعترك السياسي. يذكر أن السلطات الانتقالية كانت أدانت عملية حفتر في أول الأمر، لكنها باتت متهمة من قبل معارضيها بأنها متواطئة معه خصوصا بعد خسارتها طرابلس. واعتبر رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني أن «دعوات الجماعات المسلّحة دعوات يائسة»، مؤكداً أنهم «في حالات هروب من الجيش، وأنهم يحتمون بالمدنيين باستعمالهم دروعا إنسانية ويتواجدون في الأماكن العامة، وهذا يدل على ضعفهم وفقدانهم السيطرة على مدينة بنغازي». وأشار الثني في حديث ل»سكاي نيوز» إلى أنه «بتعيين رئيس أركان الجيش الليبي أصبحت الشرعية للجيش»، موضحاً أن «أي مجموعة تريد محاربة الإرهاب تحت لواء الجيش مرحب بها"، لافتاً إلى أنه «تحسبا لردود الفعل قد تقوم هذه الجماعات بعمليات انتحارية، لذلك حدث استنفار عام في المستشفيات تحسبا لأي حادث"