صفاقس / الصّباح نيوز منذ قرابة الأسبوع وإلى غاية اليوم الثلاثاء لا تزال صفاقس – ولاية المليون ساكن – تعاني من مشكل ضعف تدفق مياه الحنفيات الشّيء الذي أدخل الاضطراب على الحياة اليومية للمواطنين الذين كانوا في البداية يعتقدون أنّ هذا المشكل ظرفي وناتج عن قيام الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ببعض الأشغال. لكن بمرور الأيّام وتزايد ضعف تدفق المياه بشكل لم يعد يسمح لهم حتى بالاستحمام والقيام ببعض شؤون البيت الرّوتينية مثل غسل الثياب وغسل الأواني وتنظيف المحلات والمنازل وكذلك السّقي وحتى الوضوء في ظروف عادية أصبح هذا المشكل هاجسا حقيقيا بالنسبة لأهالي عاصمة الجنوب الذين نفد صبرهم وأصبحوا ينادون بالاحتجاج جماعيا على تواصل ضعف تدفق مياه "الصّوناد" بشكل غير مسبوق وغير معهود وفي وقت بلغت فيه درجات الحرارة أرقاما قياسية. دعوة لعدم خلاص فواتير "الصّوناد" وفي الحقيقة سبق للصفاقسية أن قبلوا الأمر الواقع بعد أن أصبحت مياه الحنفية منذ سنوات ملوّثة وغير صالحة للشّراب لكنّ الأمر الذي أثار غضبهم الشّديد هذه المرّة هو تواصل ضعف تدفق المياه بشكل يؤثر سلبيا حتى على نوعية حياتهم ويهدّد صحّتهم. والغريب في الأمر أنّ نداءات المواطنين الدّاعية إلى الإسراع بإيجاد حل لهذا المشكل لم تجد آذانا صاغية من الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ومن السّلطات التي – وإلى غاية اليوم الثلاثاء – لم تحرّك ساكنا. هذه الأوضاع التي لم تعد تطاق أدّت بالعديد من متساكني عاصمة الجنوب إلى الدّعوة عبر "الفايسبوك" وغيره من الوسائل إلى عدم خلاص فواتير "الصّوناد" كردّ فعل على تردّي خدمات هذه الشّركة بشكل لم يعد بالإمكان السّكوت عنه وذلك رغم المعاليم المشطة والخيالية التي يدفعها المواطنون مقابل استهلاك مياه ملوّثة وغير صالحة للشّراب ومقابل خدمات الديوان الوطني للتطهير رغم تواضع ورداءة هذه الخدمات – وهو وضع ينطبق تماما على ما ورد في المثل الشّعبي القائل "ارضينا بالهمّ والهمّ ما رضا بينا!"