معاناة كبيرة وحقيقية تعيشها صفاقس منذ قرابة الشهر ونغصت على اهاليها معيشتهم التي اصبحت قاسية وهم الذين اصبحوا يجدون صعوبات كثيرة وبالجملة للحصول على الماء الصالح للشراب رغم اشتراكهم في الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه فقوة التدفق في بعض المناطق ضعيفة جدا ولا تشغل جهاز تسخين الماء ... وفي مناطق واحياء اخرى فان الماء ينقطع تماما عن المنازل والمعاناة اكبر بكثير بالنسبة لساكني العمارات حيث ان الحنفيات تكون عطشى تماما الى الماء ولا سيما في فترة النهار ومعظم الليل وسعيد الحظ منهم من ينجح في الحصول على كميات صغيرة من الماء يقوم بتخزينها في اواني بلاستيكية وقوارير لاستعمالها حين انحباس الماء صراحة الوضعية غريبة وهي معاناة حقيقية لاهالي صفاقس في مثل هذه الفترة من الصيف التي يحتاج فيها كل انسان الى ان يستحم اكثر من مرة للتخلص من ' عرق ' النهار وليريح اطرافه وينعش جسمه وتتحمل الشركة الوكنية لاستغلال وتوزيع المياه المسؤولية الكاملة في هذه الماساة او المهزلة وهي التي لم تتحرك طيلة المدة الماضية من اجل معالجة الموضوع وهو امر يدخل في صلب اختصاصاتها وواجباتها فالمواطن الذي امضى على الاشتراك في ' الصوناد ' بمثل ما يدفع معاليم استهلاكه فانه يطالب بان يحصل على حقه في الماء وهذا امر غير قبال للمناقشة او للتعليلات الفارغة ولا ندري كيف يمكن ان نتصور مساكن وعمارات وادارات في مثل حرارة هذه الايام وتكون محرومة من المياه ا وان تدفقها يكون بسرهعة السلحفاة ولم تكلف شركة استغلال وتوزيع المياه عناء الاعتذار لحرفائها بل اكثر من ذلك فاننا حاولنا عشية الاثنين الاتصال بالادارة الجهوية على الرقمين 74228536 و74228826 ولا من مجيب على مكالماتنا لمدة طويلة الى حد كدنا نصاب فيه بالياس من امكانية قيام موزع الهاتف بالرد على اتصالنا ولم يتسن لنا النجاح في الاتصال سوى في الساعة الخامسة والربع لما تحدثنا هاتفيا مع يوسف سهل المدير الجهوي للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والذي ارجع سبب الاضطراب في توزيع الماء الى انخرام التوازن بين العرض والطلب معتبرا ان الاستهلاك هو اكثر من الانتاج مضيفا على سبيل المقارنة لا غير انه يوم 1 جوان 2011 بلغ حجم استهلاك الماء 88 الف متر مكعب لمدينة صفاقس ويوم 1 جوان 2012 بلغ حجم الاستهلاك 115 الف متر مكعب وقال ان الطاقة القصوى للانتاج هي 108 الاف متر مكعب ويبدو ان معاناة الاهالي ستتواصل ما دامت طاقة الانتاج تقل من حجم الاستهلاك ولا عزاء اذن للاهالي سوى ان يعودوا الى الطرق القديمة بتوفير حاجياتهم من الماء باستعمال الاوعية والبراميل ولعل الامر يدفع الى ان نجد في عاصمة الجنوب من يقوم ببيع الماء بالمعلبات البلاستيكية كما هو موجود في كل صيف بعدد من مناطق البلاد مثل الوطن القبلي حيث تقوم شاحنات صغيرة بممارسة تجارة بيع الماء في اوعية وباثمان غير مرتفعة