واصل المنشق عن "داعش" أبو حمزة التونسي سرد حكايته مع التنظيم لقناة "الآن" الاخبارية، فبعد وصولِ أبي حمزة إلى سوريا ضمن دفعةِ مجندي داعش الجددِ، وتوزيعِهم على جبهاتِ القتال، يشرحُ أبو حمزة المنشقُ عن التنظيم، كيف أن حياتَه أصبحت قتالاً مستمرًا في النهار والليل، وأن القتلَ من دون تمييز بين مقاتلٍ ومدني. وهذا تحديدًا ما جعلَ أبا حمزة كما يقول، "تائهًا لا يعرفُ ماذا يفعلُ، خاصةً أن داعش، لا يدعُ للمنتسبين إليه أيَ فرصةٍ للتفكير." ويقول أبو حمزة : "هناك شعرت بأنني لا أفهم القصة التي جئت من أجلها، أو لماذا ذهبت، هناك لا نملك الحق في السؤال عن سبب وجودنا في تلك المنطقة، وماذا نفعل، تأتي إليك أوامر لتنفذ فقط . خرجنا في معارك كثيرة نهارًا وليلا، ونحن لا نفهم شيئا ...أما الشيء الذي استغربته هو أنهم لا يفرقون بين من هو معهم ومن هو ضدهم، الأوامر تقول اقتل". وأضاف : "نقضي يومنا في القتال ، ولا شيء سوى القتال والغنائم ، ليس لدينا موارد أخرى، ما نلتقطه نأكله ، فمثلا نخرج صباحًا في مهمة في إحدى المناطق ، وسواء تراجعنا أم نجحنا يذهب اثنان أو ثلاثة من المقاتلين ليأتوا بالطعام بأي طريقة ، إما عن طريق دهم بعض البيوت أو قطيع أغنام ، فنذبح ونشوي في تلك المنطقة، ليس معنا من يطبخ لنا ، فنحن نطبخ بأنفسنا لأننا لسنا مستقرين في منطقة معينة". كما قال : "عندما نقتحم بيتًا يكون الطعام والملابس لنا، أما الذهب والأموال فهي للقائد، فالأشياء القيمة يأخذها القائد لكي نشتري بها سلاحا وذخائر، والقادة يستطيعون التصرف بهذه الأموال". ويشير أبو حمزة في قصته حول النساء في "داعش" "في داعش نساءٌ من جنسياتٍ مختلفةٍ، في النهار جهادٌ وقتالٌ، وفي الليل جهادُ نِكاحٍ، وإذا كان عددُ النساءِ كافيًا، يكونُ لكل شخصٍ زوجةٌ، وإذا كان العددُ غيرَ كاف، يكونُ الرجلُ كلَّ يومٍ مع واحدةٍ، فمثلا إذا تزوجَ اليومَ أبو حمزةَ أو أبو يوسفَ أو غيرُهما واحدةً، فلن يكونَ الحقُ لأيِّ شخصٍ آخرَ أن ينظرَ إليها، ولكنْ بعدَ غدٍ يمكنُ أن يتزوجَها وهكذا، وكثيرًا ما يكونُ عددُ النساءِ غيرَ كافٍ لأنَّهُنَّ يمُتنَ كثيرًا نتيجةَ عملِهن في القَنص، هؤلاءِ النساءُ من جنسياتٍ مختلفةٍ منهن جزائرياتٌ تونسياتٌ وجزائرياتٌ ومغربياتٌ وسعودياتٌ وليبياتٌ." ويشير أبو حمزة المنشق التونسي "كانت عندي إمرأةٌ عراقيةٌ في الآونة الأخيرة وهي التي قتلتُها، فقد بحتُ لها بسرِّ تخطيطي للهربِ من داعش، وقد كنتُ غيرَ واعٍ بعد تناولي مخدرات، فقتلتُها خوفًا من أن تُفشيَ هذا السرَّ، وقد كانت متحمسةً للجهاد عندما قتلتُها لم تكنْ معي فقد كانت النساءُ يجاهدنَ وحدَهُنَّ، ونحنُ وحدَنا في جبهاتٍ مختلفة. وعندما افترقنا تتبعتُها ثم قتلتُها، ولم أخشَ شيئًا لأنني خططتُ للأمر، فقتلتُها بعيدًا عني، وفي مكانٍ غيرِ مراقب." ويواصل أبو حمزة سرد حكايته : "عمليات الإغتصاب تحدث أثناء المداهمات، نقتلُ أيَّ أحدٍ نراهُ، أطفالاً نساءً ورجال وكبار في السن، لقد اغتصبتُ نساءً، بصراحة لا أتذكرُ مرتين أو ثلاثًا، ليس كثيرًا، لأنني لم أكنْ دائما في حملاتِ الدَّهم، كنتُ مؤخرًا في أعمال التخطيطِ وتوجيه السلاحِ وتنظيفِه، وبعد الاغتصابِ يقتلونَ الضحية."