اعداد الحجيج التونسيين والمعتمرين ما انفكت تزداد عاما بعد عام وهم يشدون الرحال الى البقاع المقدسة يحتاجون الى تعليمهم كيفية اداء مناسك الحج والعمرة عملا بقوله عليه الصلاة والسلام خذوا عني مناسككم" وسبيل ذلك انما يكون بتعلمها وتحصيلها عن طريق اهل الذكر الذين امرنا الله ان نسالهم يقول جل من قائل ( فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) ذلك ان الله لايقبل من الاعمال الا اصوبها واخلصها والعبادات الشان فيها الاتباع لاالابتداع وكل اركان الاسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج بسط فيها العلماء القول وفصلوها وركن الحج بالخصوص نظرا لكونه يؤد ى في وقت محدد ومكان محدد وباعداد بلغت في السنوات الاخيرة الملايين يحتاج الى التوعيةبه وتعليمه للحجيج الى التجربةو المعرفة وسعة الاطلاع والتفتح على مختلف المذاهب نفيا للحرج واخذا بالايسر من الاقوال عملا بقوله صلى الله عليه وسلم لكل من سالوه من اصحابه (افعل ولاحرج) وفق هذا المنهج القويم ينبغي ان يسير المرشدون المرافقون للحجيج حتى يؤدي الحجيج مناسكهم على اصح الوجوه واتمها وحتى لاتذهب اموالهم سدى فضلا عما ينبغي تذكيرهم به من ان الحج الذي يعتزمون اداءه ينبغي ان يكون مصحوبا بادب رفيع حتى لايرد عليهم ويقال لهم (لالبيك ولاسعديك وحجك مردود عليك ) لا قدرالله والحج المبرور لارفث فيه ولافسوق ولاجدال والحج المبرور ليس له ثواب الاالجنة انه رحلة العمر التي لاينبغي تضييعها والتوعية بذلك مسؤولية جميع الاطراف ولاينبغي استكثار مايبذل في مجالها بكل الوسائل مكتوبة ومسموعة ومرئية ومن خلال الدروس والخطب الجمعية فان الحاج يظل دائما محتاجا الى المزيد من التعلم مهما اوتي من العلم ولاجل ذلك كان دائما مع الحجيج مرشدون دينيون يجيبون عن اسئلتهم وما اكثرها ولاينبغي للمرشدين ان يستهينوا بها اويظنوا انها سهلة وميسورة انها مسؤولية ينبغي تقديرها حق قدرها ولاينبغي ان يكلف بها من هب ودب ولاينبغي ان تكون فيها محاباة واذكر انني في اوائل التسعينات حضرت جلسة انعقدت في الوزارة الاولى لتنظيم اداء مناسك الحج وكان التوجه من طرف المشرفين على ذلك من الجانب الديني هوتقليص عدد المرشدين الى ابعد حد بدعوى عدم الحاجة الى ذلك والاكتفاء بماحضره المقبلون على الحج بالدروس التي حضروها والحصص الدينية التي سمعوها وشاهدوها وكان رايئ مخالفا لذلك تماما وقلت اذا اردنالحجيجنا ان نلقي بهم الى المجهول ونجعلهم لقمة سائغة لمن هب ودب يعودون لنا من من الحج بالغريب من الاراء والافعال فلنلغ المرشدين واقترحت عوضا عن ذلك ان نكثر من المرشدين الاكفاء ولنعززهم بهيئة علمية من خيرة مشائخنا وكان الكثير منهم لايزال على قيد الحياة وفي اوج العطاء وبذلك نوفر لحجيجنا تحصينا ضد كل مايخالف ماظل عليه شعبنا من تجانس وانسجام ووقع الاخذ بهذا المقترح وسافرت مع الحجيج لاول مرة بعثة علمية تركبت من صفوة من الشيوخ الذين نذكر منهم (عبد العزيز الزغلامي احمد القروي محمد بن ابراهيم عزالدين سلام محمد بوالاجفان عبدالرحمان خليف رحمهم الله واشيخين محي الدين قادي ومحمد الحبيب النفطي حفظهماالله) اماكاتب هذه الخواطر فلم اذهب ولومرة واحدة مرشدا ولاحتى ضمن هذه البعثة العلمية والمرات التي قصدت فيها البقاع المقدسة كان على حسابي الخاص وقد اكتفيت دائما بالحصول على تاشيرة الحج من القنصلية السعودية مشكورة التي تمكنني منها على غرار المئات من التونسيين وكن اختصر مدة اقامتي في البقاع المقدسة الى ابعد حد مؤثرا عدم الاختلاط اكثر مايمكن بالناس متفرغا لما ذهبت من اجله سائلا من الله القبول عادت بعثة الحج لذلك العام باجمل الانطباعات حيث وحد الارشاد للحجيج بالعودة المستمرة الى ا لعلماء اعضاء البعثة وجنب حجيجنا الاختلاف والتشرذم وشاركت البعثة فيماعقد من ندوات علمية على هامش موسم الحج ومثلت تونس احسن تمثيل لقد كانت تجربة ناجحة لكنها لم تتكرر وماذا عساها ان تتكلف ماديا بالمقارنة مع مردودها الايجابي فضلا عن انها لفتة كريمة نحو شيوخنا الافاضل هم بها جديرون