بين يدي كتاب مخطوط تقارب صفحاته الالف اعكف على مراجعته واعداده للطبع وابحث عن جهة تتولى ذلك خدمة للعلم وللدين وللثقافة التونسية يتضمن هذا السفر الخطب الجمعية لفضيلة الشيخ احمد الشريف رحمه الله واسكنه فراديس جنانه وقد تولى الامامة والخطابة بجامع الزيتونة في بداية الثمانينات من القرن الماضي وقد درج ولاة الامور في تونس منذ عهد حمودة باشا على تعاقبهم على اسناد خطة امامة الجامع الاعظم الى سليلي هذه الاسرة الشريفة المباركة تبركا وتعلقا برسول الله صلى الله عليه وسلم واله الابرار عليهم من الله الرضوان وهوتصرف رشيد باركه العلماء الاعلام فلم تحدثهم انفسهم بان ينافسوا ال الشريف الكرام في امامة جامع الزيتونة واكتفى من رغب منهم في تولي هذه الخطة بجوامع عريقة اخرى هي كثيرة في تونس وضواحيها القريبة وعلى هذا الادب الرفيع والتوقير الشديد لال البيت الاطهاركان اهل تونس على مر العصور يسكن قلوبهم الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه و سلم واله الاطهار وصحبه الابرار رضي الله عنهم سبق للشيخ احمد الشريف ان تولى الخطابة بجامع سيدي بوسعيد وعندما جاء الى جامع الزيتونة ليكون شيخ شيوخه ورئيس هيئته العلمية اضافة الى رئاسة نقابة الاشراف التي تقلص دورها بعد الاستقلال لتكتفي بادارة وتدبير شؤون اسرة الشريف المضيقة بعد ان كانت تتبوا ارفع المراتب الاجتماعية باشر الشيخ احمد الشريف هذه الخطط العلمية والدينية بكل اقتدار وحزم اضحى بها جامع الزيتونة معلما مهيبا في اوقات الصلوات وفيما يقام فيه من حلقات قرانية مرتبة بانتظام على ايام الاسبوع فضلا عما يشهد ه في المواسم الدينية ( رجب وشعبان ورمضان ) من سرد لصحيحي البخاري ومسلم وكتاب الشفا وفي شهر ربيع الاول من قراءة صبيحة يوم المولد النبوي الشريف للهمزية كما ظل جامع الزيتونةا لمكان الذي تقام فيه المواكب الدينية الرسمية (الاحتفال بليلة القدر وذكرى المولد النبوي الشريف) وكان الشيخ احمد الشريف يتصدر هذا المجلس مما يزيده اشراقا وبهاء ويضفي عليه من انوار جده الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وبما يتوجه به الى الله من خالص دعواته مايملا ا لحاضرين خشوعا ويجعلهم يحرصون على ان لايفوتواعلى انفسهم فرص الحضور في المجالس الزيتونيةالعطرةالتي امتد سندها الى قرون عديدة وتلك منة الاهية لاتزال الطافها وبركاتها بادية على البلاد التونسية واهلها نسال الله دوامها ونعوذ به من زوالها انه سبحنه سميع مجيب انظم الشيخ احمد الشريف الى عضوية المجلس الاسلامي الاعلى ونشر على صفحات مجلة الهداية بعض الخطب والكلمات التي القاها في المواسم الدينية وسافر الى البقاع المقدسة ضمن الوفد الرسمي للحجيج وشارك في المؤتمر العالمي لائمة الجمعة بالمغرب واختير نائبا لرئيس هيئته وتولى خطة رئيس اللجنة الدينية بمجلس بلدية العاصمة ونال وسام الجمهورية وكان الشيخ احمد الشريف رحمه الله يزين كل هذه المراتب الرفيعة بخلق رضى وعزة نفس مما جلب له الاحترام والتقدير لقد جمع الشيخ احمد الشريف رحمه الله الى الشرف الرفيع العلم الزيتوني المدقق المحقق الذي حصله من تدرجه في التعليم الزيتوني حيث نال الاهلية ثم التحصيل ثم العالمية في العلوم الشرعية وباشر التدريس في الزيتونة ثم في العاهد الثانوية ثم في الشركة التونسية للتوزيع وطل يباشر امامة جامع الزيتونة الى اخريات حياته وبوفاته فقدت تونس احد اعلامها وفقدجامع الزيتونة احد اعمدته واركانه وفقد السادة الاشراف نقيبهم رحمه الله رحمة الابرار وجعل البركة في البقية الباقية من السادة الاشراف وعلى راسهم فضيلة الشيخ محمد الشريف شفاه الله و فضيلة الشيخ جعفر الشريف الامام بجامع الزيتونة والخطيب بجامع المصطفى بالضاحية الشمالية لتونس (المرسى )