اعترافا بالجميل لمناضلة أعطت كلّ وقتها و شبابها و نضالها و حبّها و مالها و صحّتها لوطنها و لشعبها دفاعا عن الحرّيات و على التعددية السياسية في زمن الجمر و زمن الدكتاتورية و زمن كانت آلة القمع تفتك بكل نفس تحرري معارضا للنّظام سواء في الحقبة البورقيبية أو الحقبة النوفمبرية كانت ميّة الجريبي لا تخشى آلة القمع و لا البوليس السياسي من أجل اعلاء كلمة الحق و من أجل أن ترى تونس كما تريدها متقدمة و تعددية، هذه هي المناضلة بل أيقونة النضّال ميّة الجريبي التّي احتفل بأربعينيتها اليوم الأحد الموافق لغرة جويلية 2018 ببنزرت . في هذه الاحتفالية بأربعينية المناضلة الكبيرة ميّة الجريبي - التّي واكبتها العديد من الوجوه السياسية و الحقوقية الوطنية و العربية و الإعلامية و أفراد من عائلة الراحلة و كلّ المناصرين لإعلاء كلمة الحق و المحبين لتونس النضال و تونس العدالة وتونس الحرّية و تونس النّماء – حضرت الذكريات و المحطات المواقف لأيقونة النضال سردها على الحضور كلّ من السيد عصام الشابي الذي أطنب في استعراض مواقف الراحلة من حيث نظرتها الاستشرافية لمستقبل البلاد و نظرتها التفاؤلية بأنّ القادم لهذا الوطن سيكون أفضل مهما تعنتت و قست آلة قمع النّظام متعرضا لكل المضايقات التّي عاشتها المناضلة ميّة في مختلف حياتها السياسية مؤكدا وأنّها تخرج منها في كلّ مرّة منتصرة، و حضر الجانب الانساني من حياتها حيث استحضر كل من الحقوقي زهير مخلوف و رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للتسامح السيد خالد بوجمعة وقوف ميّة الجريبي إلى جانب عائلتيها بعدما زجّ بهما في السجن في العهد السابق و كيف كانت تؤمن للعائلتين حتّلا تنقلهما للسجن لزيارة أزواجهما بمختلف السجون. الإعلامي لطفي الحجي و الحقوقي أحمد القلعياستعرضا من جانبها محطات هامة في التاريخ النّضالي للفقيدة مبرزان كل الخصال النضالية و الانسانية التّي تحلّت بها الفقيدة ميّة الجريبي و بالرغم من ضعف بنيتها الجسدية - حسبهما - كان نضالها يفوق بكثير جحمها الجسدي بكثير و وصفاها بالمرأة الحديدية التّي لا تعرف الخوف و لا تهاب آلة القمع كما استوقفت السيد صلاح المصري، رئيس الرابطة التونسية للتسامح، خصلة هامة في حياة الراحلة و تمثلت في الروح التفاؤلية التّي كانت تحدوها في حياتها النّضالية أيضا لم تغب رئيسة اللجنة العربية لحقوق الانسان، السيدة " فوليات داغر " لاستحضار بعض الذكريات للمناضلة الراحلة و قد اغرورقت عيناها بالدموع لرحيل ميّة و عدم تمكنها من حضور مواكب دفنها أيضا عائلة الفقيدة أخذت الكلمة بهذه المناسبة من خلال شقيقتها السيدة سهى الجريبي التّي أثنت على جمعية شباب و مهارات و فرع بنزرت للرابطة التونسية للتسامح لتنظيمها هذه الاحتفالية مضيفة أنّ مثل هذه المناسبات من شأنها التخفيف من حزن العائلة و تجعلنا مطمئنين على أنّ الراحلة في قلوب لا عائلتها فقط بل و أيضا في قلوب رفاق دربها و محبيها و مناصريها و أصدقائها. إلى جانب مداخلات السياسيين و الحقوقيين و أحباء الفقيدة حضر الشعر بهذه المناسبة ليقول كلمته و ذلك من خلال قصيدة الأولى أهداها الأمين الشابي لروح الراحلة ميّة الجريبي تقول بعض كلماتها " ميّة، أيقونة النضال و الوفاء قد أفلت / يقولون عنها أنها قد ودّعت و قضت / و لكن صوتها المدّوي باق ما بقيت / و ببقاء روحها، ميّة بيننا أبدا ما رحلت / يقولون و لكن هي لهم أيضا قائلة/ انظروا يا رفاقي كيف النخيل في الشوارع / يمضي أبدا واقفا و هي انحت / ميّة عاشت و لكل المبادئ قد صانت / لا خانت ميّة الرفاق و لا هي عليهم انقلبت... فضلا عن قصيدة ثانية مهداة لروح الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد بعنوان " رحيل على عجل " و ختاما نترحم على المناضلة و أيقونة النضال كما وصفها الشريط الوثائقي الذي تمّ عرضه بالمناسبة و الذي استعرض تقريبا كلّ محطات النضال للفقيدة.