نظم الحزب الجمهوري عشية أمس أربعينية أيقونة النضال الديمقراطي الوطني مي الجريبي بحضور عدد من الوزراء وممثلي الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني. واتسمت فعاليات أربعينية الفقيدة مية الجريبي بأجواء مزجت بين الحماسة والتأثر في موكب انتهى بالإعلان عن تأسيس منظمة مي الجريبي لتمكين المرأة ستشرف عليها شقيقتها نجلاء الجريبي. واكتظت قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بالحاضرين من مختلف المشارب السياسية والفكرية التي فاق عددهم 3 آلاف جلوسا ووقوفا وقد جاؤوا إحياء لذكرى فقيدة الوطن المناضلة الشرسة مية الجريبي. وافتتحت أربعينية الفقيدة بوصلات من الأغاني الملتزمة على غرار أغنية «أنت أشرف انسان» لجوليا بطرس وعرض شريط مصور لخص مراحل حياة مية الجريبي وأبرز المحطات النضالية فيها. كما تداولت العديد من الرموز السياسية على الكلمة على غرار الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي ورئيس اللجنة التنظيمية المكلفة بالإعداد رشيد خشانة. وقدموا خطبا ثمنوا من خلالها مختلف الجهود المبذولة في التنظيم ومن بينها الاتحاد العام التونسي للشغل. وعددوا المراحل النضالية للفقيدة ومنها الإسهام في تأسيس الحزب الاشتراكي التقدمي سنة 1983 وتأطير التحركات الاحتجاجية لسنة 1984 و الإضراب عن الطعام سنة 2007 احتجاجا على قرار السلطة القاضي بمصادرة مقاره وغيرها من المحطات النضالية المضيئة وصولا الى المشاركة في المرحلة التأسيسية إثر سنة 2011. كما روت ابنة أخت الفقيدة للحضور تجربة تأثرها بنضالات مية الجريبي وتمسك الخالة بحث ابنة أختها على المشاركة في الحياة السياسية والانخراط في الحزب الاشتراكي التقدمي. وتجدر الإشارة الى أن تظاهرة أربعينية الفقيدة قد شهدت أمس محاولة إرباك سير التظاهرة خلال كلمة عصام الشابي وعند دخول رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي التي تزامنت مع رفع شعارات سياسية سرعان ما وقع تجاوزها قبل أن يعود الهدوء الى القاعة. قصة نضال، كفاح و عطاء تعجز كل التوصيفات عن تعداد خصال مية الجريبي. - هي الرفيقة المكافحة من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، - هي المناضلة السياسية والحقوقية من أجل قضايا العدالة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية. - هي الانسانة الملتزمة بقضايا وهموم شعبها بعقل وعاطفة. - هي الأخت والرفيقة والأم، تجدها الى جانب كل من يعرفها في المحن والمصاعب كما في الأفراح والمناسبات، - هي الأخلاق ورفعة المستوى في تعاملها مع أصدقائها كما خصومها السياسيين ... - هي أيقونة هذا الوطن الذي قدمت له الكثير دون أن تنتظر منه مقابلا. بصماتها راسخة وخالدة في الفعل السياسي وفي انتصارها للحق.