ذكرتني عملية السطو على بنك من بنوك ضاحية المنار صباح اليوم بالأديب المصري توفيق الحكيم الذي كان يعيش في حالة خوف دائم من البنك الذي يتعامل معه وكان يتوقع دائما أن يتعرض هذا البنك الى سطو فتتبخر أمواله ويصبح الحكيم ضحية من ضحاياه ....وكان اذا سألوه عن خوفه المبالغ فيه يقول اذا ضاعت أموالي ضاعت حياتي...وبعد أن أعياه التفكير والخوف وجد ان أحسن طريقة لحماية أمواله هي ان يتولى هو بنفسه حماية البنك فكان يجلس يوميا في مقهى أمام البنك مباشرة ولا يغادر المكان الا بعد ان يغلق البنك أبوابه ويعود الى بيته وقد اطمان على أمواله التي لم تصب بسوء وفي الحفظ والأمان.. بقي ان تعرفوا ان رصيد الحكيم في البنك لا يتجاوز بضعة عشرات من الجنيهات المصرية...اي ان الحكاية وما فيها عبارة عن (أربعة صوردي)...ولكن ذلك المبلغ الزهيد يساوي عند الحكيم ثروة عمره.. وبقي كذلك ان نقول ان من قام بعملية السطو اليوم لا يمكن ان يكون الا من أغبى الأغبياء والا كيف يغامر بعمره من أجل حفنة من الدنانير ويرمي بنفسه في الهلاك..فليس أمامه الا السجن ...وخلفه الهلع القاتل..لأنه لن يشعر بالطمأنينة..وسيقع في المنداف طال الزمن او قصر...وفين طريقك فين ..ويروحولو منين...