عاد لمين النهدي إلى ركح المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس بعرض مسرحية مكي وزكية بعد 25 سنة من إنتاجها، النهدي كان يبدو عليه ملامح الغضب والعصبية قبيل بداية العرض نظرا لبعض المشاكل التنظيمية والتقنية التي اعترضته من الفريق التقني المرافق له . استهل العرض وسط حضور جماهيري متوسط العدد "قرابة 3000 متفرج ". عرض البارحة لم يكن مغايرا لما قدمه الفنان لمين النهدي في العروض السابقة من النسخة القديمة للمسرحية وهذا ما تسبب في سقوطه في تكرار المتكرر بحركات ثقيلة فوق الركح نظرا لتقدمه في السن رغم محاولاته الفاشلة أحيانا والصائبة في بعض المقاطع بالإرتجال كل مرة، وذلك بالخروج عن النص لإضفاء روح جديدة على العرض ... أكثر من ساعة ونصف من الفكاهة الساخرة استطاع خلالها امبراطور المسرح الامين النهدي، أن يسترق ضحكات جمهوره اثناء عرضه لمسرحية المكي وزكية خلال سهرة السبت على ركح المسرح الصيفي سيدي ، سواء عبر تنقله بمرونة بين الشخصيات أو حركة جسده أو إيماءات وجهه المكي وزكية مسرحية انتقد من خلالها النهدي و بأسلوبه الساخر الحياة السياسية التونسية والاوضاع الاجتماعية ، بما تحمله من تناقضات، وبحركات تعبيرية بسيطة وإخراج بسيط ومتقن تتغير الفضاءات والامكنة ليتنقل في كل مرة بجمهوره إلى مكان معلنا بداية مشهد جديد، أو شخصية جديدة يسافر معها الحضور من العاصمة الى الريف ومن فضاء لاخر فيتقاسم معها معاناة المواطن والمشاكل التي تعترضه عبر التفرقة الطبقية اوالجهوية والاجتماعية والعراقيل المهنية وغيرها. الامين النهدي ولئن احدث بعض التغييرات على المسرحية في نسختها الثانية على غرار مشهد الحافلة وغيرها الا أن حنكته وخبرته واحتكاكه المباشر بالجمهور منحته فرصة الارتجال وتطوير العمل المسرحي عبر انتهاز بعض المواقف للحضور ليطوعها في مسرحيته او من خلال الحديث مع الجمهور فيخرج عن النمطية والمألوف... النهدي عبر خلال الندوة الصحفية التي انعقدت اثر انتهاء العرض عن سعادته بلقاء جمهور صفاقس بعد طول غياب خاصة وان جمهور صفاقس متميز بانضباطه ومشهود له باحترامه للفن والفنانين مسرحية «المكي وزكية» التي حافظت ومازالت تحافظ على اسمها وتاريخها الى حد هذه اللحظة مضيفا ان المسرحية لن تفقد مكانتها ولا روحها... وفي ما يخص غياب «المكي وزكية» عن قرطاج أفاد النهدي انه تقدم بمطلبين لادارة مهرجان قرطاج وادارة مهرجان الحمامات لكن لم تتم برمجة المسرحية مقابل برمجتها في عدة مهرجانات اخرى مثل بنزرت ، سوسة ، نابل ، صفاقس وغيرها...