لست أدري ليلتها لماذا شعرت أنني أخف من نسمة الصّباح عندما كنت أتوثب لدخول قاعة الأفراح ، التي قادني إليها استدعاء أحد الأقرباء ، ليلتها أحسست أنني خلقت لك و خلقت لي ، ليلتها أحسست أنك الأميرة و أنا أميرك .... و كم تمنيت أن نرتقي إلى كرسي العريسين !! فالليلة رسمت لنا عروسا و عريسا !! و ليبق هو و هي ... ضيفين عندنا ليرقصا على نخب حبّنا الأبدي !! الليلة لنا و فجرها السعيد لنا و صبحها الصبوح لنا !! و كلّ المدعويين و الحضور جاؤوا من أجل عينيك ، من أجل قدك الرشيق ، من أجل الاجلال لك .... من أجل ابتسامتك البريئة السّاحرة جاؤوا ... ليرفعوا إليك باقات ياسمين الاكبار و باقات زهور البيلسان ، جاؤوا خاشعين ... ليركعوا في محراب الحبّ النقيّ !! جاؤوا فرادى و جماعات ليكرعوا ... و يعبوا من " عيون العشاق " !! كنت ترفلين في الأحمر القاني ......... و كانت مشاعري ثائرة ... متوثبة كثور اسباني !! كنت تحملين كاميرا التصوير .... و تصورين المدعوين و العروسين !! كنت بيضاء في ثوب أحمر !! كنت الكريات الحمر ... التي توشح دمي العاشق ، وكنت أكسجين ولهي و هيامي ... كنت ... موجة الصمت التي تجيب محيطات حبّي !! كنت فرقدي ... الذي أترصد به طريق حياتي ! ... كنت ضيفتهم الجميلة و كنت عاشقك الأبدي ... كنت شمسا لا تغيب !! و كنت العاشق و الولهان و الحبيب .... وكنت على حين غفلة مني ... قد أسلمت ... في خفة و رشاقة ... بالكامرا إلى أحدهم و نزلت إلى ساحة الرقص .... تنازلين النسيم .... و اللحن الرنيم ... على وقع موسيقى الراب و الصمبا ... و على حين غفلة التوى كعبك ... وكاد جسمك الغض ... أن يلامس البساط، فطار معك قلبي .... و طارت معك مشاعري حتى كادت تلامس السّحاب !! ... و لكن الرّب ستر ، فرفعت خصرك إلى العلا ............. فتنهدتُ .... و عادت لي روحي و عاد لي نبض الحياة .... و عادت لي بسمتي و عا د لي انشراحي ... وعادت معك الحياة لسالف حياتي و حمدت الله على سلامتك!.. وسلامة قلبي !!! و أوحى لي ثوبك القاني .... كما أوحى لدمي ... فصار الدّم من الدمّ و تشابكت الأيادي ، و تعانقت النغمات ... و تعالت الزغاريد ... و الهتاف ، و تحركت الأكتاف و الأرداف .... و حملتك على رمش جفوني .... و راقصك شعوري أمام ذهول الحضور .... والتقى الهمس بالهمس .... و تداخل الحاضر بالأمس ، و أمسينا و أصبحنا .... حتى تطايرت حبّات العرق من وجنتيك مسكا .... و تعب الراقصون و الرقصات و ما تعبنا .... و تعالت تهاليل الاعجاب .... و تعالت الصيحات ، فرفعتك فوق هامة يديّ ، تحت هالة الانخاب وصرّحت بهمسي العالي ، أمام الجميع .... " ... لو كنا بيننا برزخ التفاضل أو الامتياز لقلت لك من أعماق أعماق قلبي ... امتاز عليك بصبري ، أمتاز عليك بحبّي ... امتاز عليك بنبض الحبّ في قلب عشقي السرمدي ... امتاز عليك بحبّ الصبر في صبر الحبّ الخالد الأبدي .... امتاز عليك بالصمت و التعبد و الخشوع في جنّة العشق .... " ....... و حين يذبحك ....سكين ولهي من الوريد الى الوريد .... و يذبحني لون ردائك من الوريد الى الوريد ..... و يتعانق دمك بدمي...نردد معا بصوت واحد: "....... و هكذا يراق دمّ العشاق ... و يرتفع الود الرؤوم على الأعناق ....."