اذا كانت فكرة تدويل الحج بمعنى ان تتولى تدبيره وتسييره الدول الاسلامية وليس المملكة العربية السعودية فكرة بعيدة كل البعد عن الواقعية كما اسلفنا القول اذ من شان هذا التدويل ان يجعل من هذه الشعيرة "الحج الى بيت الله الحرام" يقع النزول بها الى الدرك الذي الت اليه اوضاع المسلمين اختلافا وتنازعا في هذا الزمن الرديء وهذه الحقبة التي لم تمر بها الامة الاسلامية لم تمر بمثلها عبر تاريخها الطويل ولذلك فان كل العقلاء مجمعون بان المحافظة على الحال التي عليها الحج الان افضل بكثير من الدخول في مغامرة التدويل للحج نظرا لاثارها السلبية على ما من اجله فرض الله على المسلمين الحج الى بيت الله الحرام والحج شعيرة الامن والسلام والسكينة واالاطمئنان والتجرد الكامل من الحول والطول والتمثل الكامل لمعاني ا لتسليم لله رب العالمين ملك يوم الدين فكيف بها اذا اوكل امر تسييرها الى من تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى سيختلط ولاشك الحابل بالنابل غير ان ما هو ممكن ومتاح ومعقول ومافيه سد لذرائع المناداة بالتدويل هوان تدرك سلطات المملكة العربية السعودية ان بقية الدول الاسلامية لها نحو حجيجها مسؤوليات لاتستطيع التفصي منها وواجبات ينبغي أن تقوم بها نحوها ليس فقط في كل مايتعلق بالاعداد المادي من اركاب واسكان وغيرهما وفي مجال الاسكان بالخصوص وهو المجال الذي تبرز فيه الاخلالات بالتعهدات والجانب السعودي هو الطرف المقابل لبقية الاطراف الاسلامية هنا تبرز الحاجة الى ضرورة وجود طرف ثالث وليس بالضرورة ان يكون الدول الاسلامية فقد يكون هيئة او منطمة تضم كل الدول الاسلامية وهذه المنظمة يمكن ان تكون جهة تحكيم تلزم كل طرف بما ينبغي عليه نحو الاخر وهذه المنظمة موجودة والمملكة العربية السعودية تؤوي مقرها في جدة انها منظمة التعاون الاسلامي"وامينها العام الحالي سعودي" فهي مؤهلة بما لها من تجربة طويلة في العمل الاسلامي المشترك وبما لها من هياكل ومنظمات تتبعها هذه المنطمة مؤهلةلان تقوم بدور الاشراف المعنوي يمكن ان ترضى بها حكما الاطراف المنادية بتدويل الحج وبواسطتها يمكن للسلطات السعوديةان تطمئن هذه الدول بان امر الحج لااستغلال له لاغراض سياسية كما انه لا استغلال له ماديا فشهادة منظمة التعاون الاسلامي على العقود الممضاة بين الاطراف السعوديةالمتكفلة بالاسكان والاركاب وسائر الحاجيات وبين الدول الاسلامية التي يتوجه مواطنوها بعشرات الالا ف لاداء مناسك الحج كل عام ويتكلف ذلك على ميزانياتها بمئات الملايين من الدولارت تدفعها على حساب ضروريات وحاجيات ملحة هذه الدول مدعوة الى رعاية مصالح مواطنيها والدفاع عنها وهي مسؤولة امام برلمانات بلدانهاو كل ذلك يجعلها لاتبقى مكتوفة الايدي لاتحرك ساكنا اذا رات اخلالات ومن هنا تاتي وجاهة اشراك منظمة التعاون الاسلامي اوغيرها في تدبير وتسيير شؤون الحج وهذا التوجه فيه المصلحة للجميع السعودية وكل الدول الاسلامية دعاني الى مواصلة التطرق الى مسالة الدعوة الى تدويل الحج ليس مجاراة للاطرافالمادية به بعض الدول والهيئات وانما تفاعلا مع البيان الذي اصدرته وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالمملكة المغربية الذي تضمن الاخلالات بالتعهدات من طرف الجهات السعودية المتكفلة بالاسكان تجاه حجيج المملكة المغربية وهو ما ترك تذمرا واستياء كبيرين لدى الحجيج المغاربة ولاشك ان حجيج عديد البلدان الاسلامية الاخرى قد وقع معهم شيء من ذلك وذلك ما اتنفك يتكرر كل عام تقريبا تاركا اتارا سلبية واستياءشديدا لدى حجيج هذه البلدان رغم الجهود المبذولة من طرف السلطات السعودية على مختلف الاصعدة ابداء هذا المقترح "اشراك منظمة التعاون الاسلامي في تدبير شؤون الحج" ليس له من غرض الا الارتفاع بمستوى خدمة حجيج بيت الله الحرام الى المستوى المطلوب ويمكن ايضاان يكون اشراك منطمة التعاون الاسلامي من خلال الهياكل المختصة التابعة لها كمجمع الفقه الاسلامي الدولي في مجال التوجيه والارشاد وتلقين احكام المناسك في اتجاه الاخذ بالايسر في الارشاد والتوجيه استهداء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اجابة لكل من ساله وهو يحج بالمسلمين "افعل ولا حرج" فلماذا يا ترى يظل التوجيه والارشاد والخطابة والوعظ في الحج على مذهب واحد وحكرا على طرف واحدهو الطرف السعودي مع احترامنا له فهناك في العالمين العربي والاسلامي علماء كبار وجامعات عريقة وهناك مذاهب معتمدة ثمانية مذاهب وهي ممثلة في مجمع الفقه الاسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الاسلامي ومقره بجدة فاشراك المجمع من خلال اعضائه في التوجيه والارشاد في الحج مثل اشراك منظمة التعاون الاسلامي في امرتسيير الحج هوعين السداد والرشاد ادلي بهذه المقترحات متابعة لكيفية اداء هذا الركن من اركان الاسلام الحج الى بيت الله الحرام و الامل يحدوني بان يحظى ماادلي به بالاهتمام والتفاعل من طرف الجهات القائمة على شؤون الحج "ان اريد الا الاصلاح ما استطعت" والله الهادي الى سواء السبيل