الصّريح أونلاين / محمّد كمّون أبدى التّونسيّون في مختلف أرجاء البلاد اهتماما كبيرا بحادثة الاعتداء الشّنيع الذي تعرّض له يوم أمس الثّلاثاء أحد أعوان شرطة المرور ببنزرت على يدي منحرف لم تمض على مغادرته السّجن سوى أيّام معدودة. وقد انتشر الفيديو الذي يوثّق الحادثة على صفحات شبكات التّواصل الاجتماعي بسرعة وأدّى إلى ردود فعل عديدة من قبل مختلف الأطراف. بعض صفحات الفايسبوك التي تمثّل النّقابات الأمنية عبّرت عن استيائها من الموقف السّلبي للمتواجدين بالمكان عند حصول الحادثة والذين اكتفوا بالفرجة إلى حين قيام المنحرف بالاعتداء جسديّا وبوحشية على عون الأمن المتقدّم نسبيّا في السنّ ليسعى بعضهم لإنقاذه من قبضة المعتدي. كما عبّر العديد من روّاد شبكات التّواصل الاجتماعي من جهتهم عن استغرابهم لمثل ذلك الموقف السّلبي للمواطنين الذين كانوا متواجدين على عين المكان ووقفوا موقف المتفرّج من ذلك الاعتداء الشّنيع. عموما هناك تنديد واسع بهذا الاعتداء من قبل غالبية المواطنين الذين شاهدوا الفيديو الموثّق للحادثة اعتبارا لاعتقادهم أنّ الاعتداء على الأمنيّين وحاملي الزيّ عموما خطّ أحمر. ولا شكّ أنّ هذا الاعتداء الوحشي الذي تعرّض له عون الأمن بمدينة بنزرت هو إشارة حمراء جديدة ورسالة مضمونة الوصول إلى السّلط للتّعجيل بالدّفع نحو استعادة الدّولة لهيبتها قبل فوات الأوان. بقي أن نشير في الأخير إلى الموقف "الرّجولي" للسيّدة التي قامت بتصوير الحادثة وأصرّت على توثيقها ونشرها على الفايسبوك رغم تعرّضها لضغوطات – حسب ما يبدو. ومن واجب السّلطات حسب رأينا حماية هذه المرأة الشّجاعة من أيّ ردود فعل قد تكون عرضة لها من قبل بعض الأطراف. كما تبقى السّلطات القضائية مطالبة بتسليط أقصى العقوبات على المجرم الذي سمح لنفسه بالاعتداء على عون أمن بالطّريق العامّ على مرأى ومسمع من الجميع حتّى يكون عبرة لغيره من المنحرفين الذين أصبحوا يصولون ويجولون في شوارعنا وأحيائنا في غياب الرّدع.