الآن، وبعدما خمدت النار في الكاف وزالت مظاهر الشغب والترويع والنهب وعادت المياه إلى مجاريها تدريجيا بفضل التبصّر وضبط النفس وحنكة التدخل الأمني على النحو المطلوب لابدّ أن نشير إلى ما يلي ولكن، وقبل الخوض في الموضوع لابدّ أن أؤكد على أنني لم أسارع كعادتي للتعليق عبر صحيفة الصريح، حول الحادثة: امرأة تولول وتدعي... وأخرى تؤكد، هكذا، بأن رئيس منطقة الشرطة بالكاف عنّفها، وهو بذلك يؤجج غضب سكان مدينة الكاف بل يحثهم ويدفعهم إلى الحرق والسلب والنهب.. لم أكتب حينها حول هذه الحادثة لأن في داخلي قناعة بأن المسألة «مفبركة» فلا داعي لكي يعمد رئيس منطقة الشرطة بالكاف إلى صفع امرأة، خاصة أن الوضع بالبلاد هشّ والأجدى محاولة التهدئة والتوعية.. وبالفعل ظهرت الحقيقة وتبين جليا أن تلك الشهادات المزوّرة لن تنفع أصحابها، حيث اعترفت نفس تلك المرأة بأنها تلقّت أموالا ووعودا من رأس مدبّر لكي تنفذ خططه.. وللاشارة فقد حدثني صديقي (ع) وقبل ظهور الحقائق عن هذا الرأس المدبر وماضيه فقد أكد لي أنه بدأ حياته «بالبلطجة» على حدّ تعبير المصريين ومرّ بالجبروت وتجارة المخدرات وفرض النفوذ وغيره.. ويبدو أن هذا العنصر وبعدما اعتبر نفسه الفاتق الناطق عمل على تحريك رؤوس الفتنة، من اتباعه طبعا وركبوا ظهر الأحداث التي عمت مناطق البلاد، ونشير هنا إلى رئيس منطقة الشرطة المتضرر، حاليا، عمل سابقا رئيس مركز، وكان يتابع عن بعد تحركات مدبر هذه المؤامرة الدنيئة الذي كان لو تواصل مع جماعة الطرابلسية واثنين من أعوان الأمن كلّ هؤلاء أعدوا خطة محكمة للنيل من رئيس منطقة الشرطة بالكاف وتكبيد أهالي الجهة خسائر مادية جمة. أما الآن وبعدما سقط القناع وألقي القبض على كامل أفراد هذه العصابة الذين نجحوا في مراوغة المحتجين بل دفعهم إلى حرق منطقة الشرطة بالكاف والاعتداء على رئيسها إلى جانب نهب المتاجر واحراق بعض المؤسسات العمومية والخاصة فهاهم أبناء الكاف الأحرار يستبشرون بخبر ايقاف هذه العصابة الخطيرة التي روّعت المواطنين وعبثت بممتلكاتهم وأحرقتها. ولئن أمتلك زعيم هذه العصابة الأموال الطائلة والقصور وغيرها فقد تصدّق ببعض الدنانير على بعض بسطاء العقول ليحرّضهم على الفوضى والنهب. لايسعنا هنا الا أن نثني على أعوان الفرقة الخاصة والقوّة العسكرية التي أسقطت أفراد هذه العصابة رغم شراسة المقاومة التي واجهتهم... مأساة في سيدي الهاني ذهبتا لجلب الماء من البئر حبل السطل قتل سهير وسوار فجعت احدى العائلات بقرية أولاد بالليل (كروسية) التابعة لمعتمدية سيدي الهاني من ولاية سوسة في وفاة شقيقتين دفعة واحدة وقد خلفتا مزيدا من الحسرة والأسى في صفوف جميع سكان المنطقة. وحسب مصادرنا فقد حصلت هذه الفاجعة الأليمة يوم الثلاثاء الفارط حيث سقطت الشقيقتان سهير وسوار في أحد الآبار المجاورة ولم يقع التفطن إليهما الا بعد فوات الآوان.. وحسب ذكر السيد جمعة والد الضحيتين، فقد كان يشتغل يومها بجهة مساكن عندما بلغه خبر وفاة ابنتيه غرقا في البئر. وبالنسبة للسيدة حميدة والدة الضحيتين فتقول لقد أرسلت بفلذتي كبدي كالعادة لجلب الماء من البئر حتى أتمكن من غسل الثياب ولكنهما تأخرتا عن العودة، وعندما خرجت لاستجلاء الأمر تبين أنهما سقطتا في البئر.. وبحضور السلط الأمنية وأعوان الحماية المدنية والسلط القضائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة تم انتشال جثتي الشقيقتين من قاع البئر واحالتهما على التشريح الطبي قبل مواراتهما التراب هذا وقد عبر لنا بعض أهالي قرية أولاد بالليل من عمادة كروسية عن معاناتهم المريرة من جراء غياب عدة مرافق أولها الماء الصالح للشراب. هذا وعلمنا أن الشقيقتين سهير وسوار تلميذتان تدرسان بالأساسي وتبلغان من العمر 12 و8 سنوات ويبدو أن رجليهما تعثّرتا في الحبل عند الالقاء بالسطل في البئر وسقطتا معا في الماء.