ماذا سأقول لكم وكيف سأصف ما عشناه طيلة اربعة أيام... انها لحظات من الرعب لايمكن وصفها...القصف في كل مكان...طائرات حربية تحلق هنا وهناك وتقصف احيانا دون التفريق بين مواقع القصف... جثث متناثرة... رضع وأطفال أبرياء يصبحون في الشوارع...نساء اصابهن الفزع... ماذا سأقول؟ انها مشاهد لاتصدق ولم أكن أتصور انه سيأتي اليوم الذي أراها بعيني وأعايشها... هذا بعض ماانطلق خالد المغزاوي حارس المرمى السابق والمدرب الحالي لحراس المرمى بفريق الأمن العام الليبي في قوله لنا بعدما اتصلنا به صباح أمس اثر عودته من ليبيا... المغزاوي اخبرنا بأنه ذهب الى مطار طرابلس وفي نيته العودة الى تونس على متن الطائرة ولكنه وجد هناك حوالي 12 ألف تونسي وبقوا بعض الأيام دون أكل ولاشرب وسط فوضى عارمة وقد منعوهم حتى من الالتحاق ببيوت الراحة ثم استنجد بجمال بونوارة المدرب الليبي المعروف والمحبوب كثيرا في ليبيا وهو مدرب فريق الأمن العام وقد تطوع بونوارة. مشكورا لنقله الى رأس جدير على متن سيارته الخاصة صحبة حمزة الغربي المكلف بالاعداد البدني، ومن ألطاف الله ان كان بونوارة هو الذي ينقلهم على متن السيارة بعدما أوقفوهم في الطريق اكثر من مرة وكان يشاهد المسلحين بمختلف انواع الأسلحة من أسلحة بيضاءونارية ورأى جثث بعض الأفارقة في الطريق وكانوا في كل مرة يسمحون بمرورهم اثر التعرف على جمال بونوارة خالد المغزاوي أبلغنا بأن الوضع كارثي في ليبيا و أن ماحدث ومازال يحدث أكبر من الوصف وان أكثر ما حز في نفسه هو رؤية الاطفال الصغار في حالة فزع تام ورضع ملقى بهم في الطريق طبعا فضلا عن الجثث والمشاهد المرعبة كثيرا.