مئات من تلاميذ المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية، شاركوا امس الاول الجمعة، في المسيرة المليونية، واعتصام القصبة الذي نادى فيه المعتصمون بإسقاط الحكومة ورحيل الغنوشي، الى جانب قائمة المطالب الاخرى، مثل تكوين مجلس تأسيسي وحلّ مجلسيْ النواب والمستشارين وغيرها من المطالب.. وبرزت على خلفية هذه الاعتصامات، ما يشبه التحالفات والتكتلات في صفوف تلاميذ المعاهد الثانوية بالخصوص، للانخراط والمشاركة في الاحتجاجات،ورفع الشعارات وتعزيز أعداد وأفواج المعتصمين بالقصبة والشوارع والساحات المحيطة، وحتى الانتشار وسط العاصمة، في شارع الحبيب بورقيبة، وما يعنيه ذلك من ترك لمقاعد الدرس والتخلف عن الدروس. ولئن كانت معظم الافواج التلمذية المشاركة في الاحتجاجات والاعتصامات وفي المسيرة المليونية اول امس، آتية من المعاهد الثانوية بتونس الكبرى، وخصوصا ولايتيْ تونس واريانة، فإنه نتيجة لوجود الاضطرابات والتوترات في عديد المعاهد بمناطق اخرى في الجمهورية، تمتثل الصعوبات والعراقيل الحقيقية دون التمكن من التقدم في الدروس لأجل إنقاذ الموسم الدراسي. ولكن ما أوضحه لنا سامي الطاهري كاتب عام نقابة التعليم الثانوي، هو انه أمام شعور الجمهور التلمذي بوجوب لعب دور في المشهد والواقع العام للبلاد تم تحسيس التلاميذ وتوعيتهم، بأنه بإمكانهم المشاركة في الاحتجاجات والالتحاق بالمعتصمين في القصبة، شرط ان يكون ذلك بعد الدروس. وذكر ان حوالي 20 الف تلميذ، اتفقوا قبل 3 ايام من اكبر اعتصام في القصبة، وهو اعتصام الجمعة الماضي، وعن طريق تداول التراسل على الصفحات الالكترونية، على اطلاق يوم الغضب على ذلك اليوم الذي تجمعت فيه أعداد كبيرة من الوفود التلمذية، كما تجمعت وفود التلاميذ للمشاركة في الحركات الاحتجاجية في صفاقس والمنستير وببعض الجهات الاخرى للبلاد. تواصل انخراط التلاميذ في موجة الاعتصامات يؤثر على سير إنقاذ السنة الدراسية اذا تواصلت مظاهر انخراط التلاميذ في موجة الاحتجاجات وفي الاعتصامات، ولاسيما في الاوقات المخصصة للدروس، فإن ذلك من شأنه التأثير على إتمام ما تبقّى من السنة الدراسية، ويقل سامي الطاهري، إن اذهان التلاميذ بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية مشتتة، وغير قادرة على التركيز كما يجب في متابعة الدروس، بسبب تواصل التوتر الامني واضطراب الوضع العام بالبلاد، وانعكاسات كل ذلك على سير العمل بجل القطاعات.. فالحركة بطيئة والتركيز محدود، وعلى الحكومة المؤقتة ان تتفهم التلاميذ وكل فئات المجتمع، وتخرج بقرارات جريئة لتجاوز ما تشهده البلاد من احتجاجات واضطرابات متواصلة. وأكد الطاهري على إمكانية إنقاذ السنة الدراسية الحالية موجودة، وسيتم بذل كل الجهود في هذا الاتجاه. اتفاق مشترك بين الوزارة والنقابة على إنجاح الموسم الدراسي في ذات السياق، وفي باب السعي لإنقاذ السنة الدراسية، قامت وزارة التربية بعد الاتفاق مع الاطراف النقابية، وتحديدا النقابة العامة للتعليم الثانوي، الى جانب المتفقدين HGقطاع الثانوي، بإجراءات استثنائية تهم المراقبة المستمرة بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية. واوردت الوزارة ذلك في بلاغ لها، ذُكر فيه انه سيتم دمج الثلاثيتين الثانية والثالثة ضمن فترة واحدة، يُجرى خلالها فرضا مراقبة وفرض تأليفي، ثم يقع احتساب المعدل السنوي على نحو يكون الثلاثي الاول ضارب واحد، مع ضارب اثنين للفترة الثانية، وتقع قِسمة المجموع على ثلاثة. وجاء في بلاغ وزارة التربية ايضا، ان الفروض التأليفية لسنوات السابعة والثامنة والتاسعة إعدادي ولسنوات الاولى والثانية والثالثة ثانوي، ستُجرى على النحو المتفق عليه مع نقابة الثانوي والمتفقدين. فمن 3 جانفي الى 19 مارس المقبل، تُجرى فروض المراقبة الاولى، وتخصص الفترة الممتدة من 4 افريل الى 14 ماي الى فروض المراقبة الثانية، في حين يجري تلاميذ الباكالوريا من 4 افريل الى 30 افريل 2011 فروض المراقبة الثانية. ومن23 افريل الى 28 ماي، تُجرى الفروض التأليفية الخاصة بالاسبوع ما قبل المغلق، ليكون الاسبوع المغلق من 30 ماي الى 4 جوان. ويدخل تلاميذ الرابعة ثانوي (البا,كالوريا) في الاسبوع المغلق ايام 12 و13 و16 و17 و18 و19 ماي 2011. كما تضمّن البلاغ الذي اصدرته الوزارة، ان الفروض السابق إنجازها، عادية ام تأليفية، ستعتمد وفق الضوارب العادية، مع التأكيد ايضا على المحافظة على المواعيد المحددة لإجراء الامتحانات الوطنية.